أكرم القصاص - علا الشافعي

25 يناير.. كيف تحرك الشعب للتغيير وكيف قضى الإخوان على أحلام الديمقراطية؟..الجماعة رفضت المشاركة فى البداية قبل أن تركب الثورة ..التنظيم سعى لأخونة مؤسسات الدولة وأصدر دستورا طائفيا رغما عن أنف القوى المدنية

الأربعاء، 24 يناير 2018 11:02 ص
25 يناير.. كيف تحرك الشعب للتغيير وكيف قضى الإخوان على أحلام الديمقراطية؟..الجماعة رفضت المشاركة فى البداية قبل أن تركب الثورة ..التنظيم سعى لأخونة مؤسسات الدولة وأصدر دستورا طائفيا رغما عن أنف القوى المدنية انقلاب الاخوان على 25 يناير
كتب: محمود حسن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عندما خرجت الجماهير فى 25 يناير تطالب بالتغيير، تأخر تنظيم الإخوان كعادته، انتظارا لنتائج ما يجرى، ولما تأكدوا من تنحى مبارك، سارعوا بارتداء عباءة الثورة، والهدف التهام النتائج والقفز على مقدرات المصريين. أعلنوا عدم الترشح على أغلبية البرلمان ثم فعلوها، مستغلين فترات الارتباك وعدم وضوح الرؤية، وروجوا لأفكارهم واستعملوا الشعارات الدينية فى شق الصف ونشر التفكك والصراع. حصدوا أغلبية البرلمان بالخداع، مستغلين سذاجة بعض التيارات التى تصدرت المشهد ودفعت نحو المقاطعة، وتحالف الإخوان مع أكثر التيارات تخلفا ورجعية. وأصبح مشهد ميدان التحرير الموحد الذى تختفى فيه الفوارق الطبقية والدينية والمادية مجرد ذكرى جميلة، حيث ساهموا فى التفتيت والحصار وشق الصف.
 
البداية كانت فى استفتاء مارس حين حولوا العمل السياسى إلى صراع بين الإيمان والكفر، وأطلقوا على استفتاء سياسى غزوة الصناديق، واستدعوا أكثر الدعاء تخلفا وتطرفا، هاجموا المسيحيين شركاء الوطن وطعنوا مبادئ المواطنة.. أعلنوا أنهم لن يتنافسوا على الرئاسة وفعلوها، ثم ركبوا العملية السياسية مستبعدين شركاء الوطن، بل أنهم كانوا يعتبرون الآخرين مجرد سلم يصعدون عليه. بعد التهام أغلبية البرلمان رأى المصريون التطرف ممثلا فى متطرفين يؤذنون فى مجلس الشعب، ودفعوا لتشكيل لجنة إعداد الدستور من حلفائهم وتابعيهم مستبعدين باقى تيارات الشعب. واحتل المتطرفون اللجنة وأنتجوا دستورا طائفيا بعقول دعاة الفتن.  انقلب الإخوان على وعدهم بعد الدفع بمرشح للرئاسة، وخاضوها ليفوز محمد مرسى المرشح الاستبن الذى بدا منذ اللحظة الأولى مجرد خادم لمرشد الإخوان ومكتب الإرشاد والتنظيم الدولى. ينطق باسمهم ويخضع لتعليماتهم، أخرج الإرهابيين من السجون، نشر الطائفية والمذهبية، وتحريض على المسيحيين، ولأول مرة حصار الكاتدرائية القبطية، والمحكمة الدستورية، وقتل علنى لمواطن بعد اتهامه بأنه شيعى وهى المرة الأولى فى تاريخ مصر التى يتم قتل مواطن على أساس مذهبى. كل هذا فى ظل بيان دستورى باطل منح مرسى نفسه به صلاحيات نهائية واعتدى على القانون والدستور. ودعا علنا لإرسال مواطنين للقتال فى سوريا وليبيا. وحمى مرسى وجماعة الإخوان أنفسهم بجمعة قندهار التى جمعت الإرهابيين والمتطرفين، وأثناء حكمه دعم عقد مؤتمرات يخطب فيها كبار زعماء الإرهاب يهددون الشعب ويحرضون على الفتن بميادين مصر. وسعى مرسى وتنظيم الإخوان لأخونة مؤسسات الدولة، عين محافظين ومدراء وقيادات إدارية بلا مؤهلات غير عضوية التنظيم، وتواصل مع التنظيم الدولى قطع علاقات مصر مع محيطها، وفتح الباب لتحالف مع دويلة قطر، وتركيا أردوغان دفعا نحو طموحات مختلة لدويلة الإرهاب وخليفة دعم المتطرفين. وفتحوا الباب لمنح قطر وتركيا امتيازات فى قناة السويس وسيناء مقابل عدة ملايين عبارة على قرض مشبوه.
 
داخليا دخل مرسى وحكوماته فى دوائر الفشل، عجز عن حل أزمات الكهرباء واكتفى بتفسيرات خيالية فكاهية من عينة «الواد اللى بياخد 20 جنيه»، متجاهلا أساس الأزمة فى نقص محطات الوقود ونقص الموارد، واختلال الاقتصاد وشفا الإفلاس الذى كانت مصر تقدم عليه. فضلا عن تفسخ إدارى من أخونة الدولة ومفاصلها بأعضاء التنظيم وهم بلا خبرة، إقليميا ودوليا تفسخت علاقات مصر وأصبحت محل سخرية وتراجع دورها فى الإقليم وفى أفريقيا بفضيحة إذاعة اجتماع استراتيجى حول سد النهضة على الهواء.
 



 

-  لن نشارك فى الثورة ولن نسير وراء دعوات مجهولة

«لن نشارك فى تظاهرات 25 يناير»، جملة واحدة قالها عصام العريان فى 20 يناير 2011، لخص بها موقف جماعة الإخوان عن البيان نفسه الذى أصدرته الجماعة، وأعلنت به عن موقفها من دعوات الثورة، والتى رأت فيها على لسان عصام العريان دعوات خرجت من الفضاء الإلكترونى، وخلال الأيام الثلاثة الأولى من الثورة لم تشهد التظاهرات التى اندلعت فى مصر أى مشهد من مشاهد تواجد جماعة الإخوان وقياداتها، ولكن خرجت المظاهرات العفوية من الشعب المصرى أو القوى السياسية المدنية.
 

 
لقاء عمر سليمان والقوى الوطنية
 

- الإخوان يتفاوضون مع مبارك ويتعهدون بإخلاء التحرير

فى 3 فبراير من عام 2011، وفى اليوم التالى لموقعة الجمل فوجئ المصريون الذين كانت أعينهم على ميدان التحرير، بحضور محمد مرسى، وسعد الكتاتنى مع الإخوان حاليا حوارا مع اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية فى ذلك الوقت، فى اليوم التالى ظهر الكتاتنى على شاشة قناة المحور، قائلا إن الحوار مع اللواء عمر سليمان أثمر عن نتائج، وبناء عليه فإن هناك عملية قريبة لإخلاء ميدان التحرير من المعتصمين، بل وحين سؤاله عن إذا لم يستجب البعض لمسألة إخلاء ميدان التحرير، فما كان من الكتاتنى إلا اتهامهم بأنهم قوى لها أجنحة يريدون إعاقة المشروع الإصلاحى للرئيس مبارك ونائبه عمر سليمان.


 
الاخوان يمنعون وائل غنيم للصعود على المنصة
 
 

- الإخوان يمنعون «وائل غنيم» من الصعود على منصة التحرير

بدأت الثورة بدعوة وجهها المدونة «وائل غنيم»، عبر صفحة كلنا خالد سعيد، فى 15 يناير 2011، ألقى القبض على وائل غنيم بعد اندلاع ثورة يناير، ثم أفرج عنه بجهود وساطة قادها نائب الرئيس نفسه فى هذا الوقت اللواء عمر سليمان، كان «غنيم» فى هذا الوقت رمزا لفكرة «تمرد الشباب»، و«قوة مواقع التواصل الإلكترونى» وأحد أهم رموز ثورة يناير، بعد تنحى مبارك بأسبوع واحد، اعتلى الإخوان منصة ميدان التحرير فى جمعة الاحتفال بانتصار الثورة، وكان على رأس المنصة الداعية الإخوانى «يوسف القرضاوى»، وحين حاول وائل غنيم اعتلاء المنصة لقول كلمة للمحتشدين فى الميدان، منعه حرس يوسف القرضاوى بالقوة من الصعود على المنصة فما كان من وائل غنيم إلا أن غادر ميدان التحرير بعدما غطى وجهه بعلم مصر.
 


الاستفتاء
 

- استفتاء مارس.. «نعم» تعنى الإيمان و«لا» تعنى الكفر

فى 19 مارس 2011 كان من المفترض أن يعقد استفتاء على تعديلات فى 6 مواد من الدستور المصرى، لكن هذا الإجراء الدستورى تحول فجأة إلى معركة بين «الإيمان» و«الكفر»، وتحولت ماكينة الإخوان وحلفائهم من السلفيين للدعاية للموافقة على التعديلات الدستورية والترويج بأن التصويت بـ«لا» هو دعوة لإلغاء المادة الثانية من الدستور التى تنص على أن الإسلام دين الدولة، رغم أن المادة لم تكن مطروحة أصلا للتصويت، وفى المناطق الشعبية بالمحافظات تجولت سيارات الدعاية الإخوانية تروج بأن القول بنعم إنقاذ لدين الدولة، أما مكبرات صوت المساجد فقد هاجمت بعضها الأقباط، وفى ليلة إعلان النتيجة خرج الداعية السلفى المتحالف مع الإخوان فى ذلك الوقت محمد حسين يعقوب ليقولها فى فيديو واضح أننا شهدنا «غزوة الصناديق» بين الإيمان والكفر، وأن من لا يعجبه نتيجة الاستفتاء فليهاجر خارج البلاد ذاهبا إلى كندا.
 

 

- الإخوان يتهمون القوى المدنية بـ«الوقيعة» بين الجيش والشعب

بدأ الإخوان معركتهم المبكرة مع القوى المدنية فى 27 مايو 2011، حين وجهت بعض القوى المدنية دعوة للتظاهر فى ميدان التحرير فى هذا اليوم، للتعجيل بتنفيذ عدد من مطالب الثورة، إلا أن جماعة الإخوان قررت فى ضربة منها «تحت حزام» القوى المدنية أن تتهم هذه القوى بأنها تحاول الوقيعة بين الجيش والشعب، بل وتصف المتظاهرين بأنهم مجموعة من «الشيوعيين» و«الملحدين» لتنفير الشعب المصرى منهم، وزعزعة الثقة بهم.
 
بداية من هذه النقطة بدأ الإخوان تحركاتهم لنزع الثقة فى القوى المدنية وإظهارها بأنها تريد إضعاف الجيش المصرى، وهو ما رفضته القوى المدنية التى أبدت كامل احترامها للجيش، لكن هذا لم يمنع الإخوان من استكمال عملية استنزاف ثقة الشارع المصرى فى شباب الثورة والقوى المدنية، مرة بالتشكيك فى دينهم خلال استفتاء مارس، وأخرى فى وطنيتهم فى مظاهرات 27 مايو.
 

 

- جمعة قندهار.. الإخوان يظهرون الوجه الحقيقى

كان 29 يوليو 2011 لحظة التحول الأهم فى تاريخ الثورة المصرية، ففى هذا اليوم تحديدا والذى عرف بجمعة «قندهار» قرر الإخوان المسلمون إظهار الوجه الحقيقى لما يريدون، حشدوا أنصارهم من السلفيين والجماعات التكفيرية من كل أنحاء مصر، رفعت الشعارات واضحة تتهم «شباب ثورة يناير» بالإلحاد، وتنادى بتطبيق الحدود وإعلان الخلافة الإسلامية، كما رفعوا أعلام تنظيم القاعدة.
 

 
حازم صلاح ابو اسماعيل فى التحرير

- حازم صلاح أبو إسماعيل ينصب فخا للقوى المدنية فى التحرير

لا يعمل الإخوان المسلمون بمفردهم، بل لديهم مجموعات رديفة ومتحالفون يقومون بأداء «الأدوار الخشنة» فى كثير من الأوقات، وواحد من أشهر هؤلاء هو المحامى أو الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، والذى وجه دعوة للاعتصام بداية من الجمعة 18 نوفمبر 2011 فى ميدان التحرير، وبالفعل وقع فى الفخ عدد من أفراد القوى المدنية، ولكن بحلول الليل انسحب أبو إسماعيل وأنصاره، وفى الصباح استيقظ الذين استجابوا لدعوة الاعتصام ليجدوا أنفسهم قليلون فى الميدان، لتندلع بعدها اشتباكات استمرت أسبوعا كاملا والتى عرفت بأحداث محمد محمود.
 
أما حازم صلاح أبو إسماعيل نفسه فلم يظهر فى الميدان طوال اليوم، وحضر فى العاشرة مساء، ثم غادر تحت حجة إجراء اتصالات مع القوى السياسية ولم يظهر مرة أخرى فى الميدان.
 
ترك الإخوان القوى المدنية و«شباب الحركات الاحتجاجية» غارقون فى المواجهات، بينما انسحبوا هم للتحضير لانتخابات البرلمان التى كانت ستنعقد بعد أسبوع واحد، وسيتمكنون فيها من السيطرة على غالب المقاعد وفق خطتهم.
 

 
انتخابات مجلس الشعب
 
 

- وبدأت معركة سرقة كراسى أول برلمان بعد الثورة

فى 28 نوفمبر 2011 بدأت انتخابات البرلمان الأول بعد ثورة يناير، لكن الإخوان كانوا قد جهزوا لهذه المعركة خلال أشهر طويلة عبر استنزاف كل القوى المدنية الأخرى مرة فى الاشتباكات فى الشوارع، وأخرى عبر الخوض بهم فى مفاوضات استنزافية فاشلة تستهدف إفشالهم. ففى البداية خدع الإخوان القوى المدنية بمحاولة فرض فكرة «التحالف الديمقراطى» الذى يجمع كل المؤيدين لثورة 25 يناير، وذلك لمواجهة خطر ضخموا منه دون أن يكون له صدى على أرض الواقع، والمسمى بـ «فلول الحزب الوطنى»، أفشل الإخوان مفاوضات التحالف الديمقراطى، فخاض الإخوان مفاوضات أخرى مع عدد من الأحزاب، وساهموا فى الإيقاع بين الأحزاب وبعضها بادعاء وجود «فلول للحزب الوطنى» فى صفوف تحالف الكتلة المصرية.
 
وأثناء تلاعب الإخوان بالقوى المدنية، كان الإخوان يزيدون يوما بعد آخر من حصتهم المعلنة للمنافسة على الانتخابات، لتتزحزح من %25 منافسة على المقاعد والتى أعلنوا عنها فى مايو، إلى %30، ثم %40 إلى أن وصلت بهم المنافسة على حوالى %60 من المقاعد، حصلوا على حوالى %49 منها، فيما تركوا جزءا لحلفائهم من السلفيين الذين حصلوا على %25 من المقاعد الأخرى، ليشكلوا تكتلا تحت قبة البرلمان بقوة %75.
 

 
احداث مجلس الوزراء
 

- الإخوان يجرون المتظاهرين لصدام مع الجيش فى مجلس الوزراء

لعل الجميع يتذكر أحداث الاشتباكات التى وقعت فى ديسمبر من عام 2011، لكن الكثيرين يتناسون السبب الرئيسى فى وقوع هذه الاشتباكات، وهو جماعة الإخوان ، فعلى مدار أيام وقعت قبل الاشتباكات بدأ الإخوان حملة ضد وزارة الدكتور كمال الجنزورى، باعتبارها وزارة لا يجب أن تكون موجودة، مطالبين بتشكيل وزارة منهم، قيل بعدها إن خيرت الشاطر كان من المتوقع أن يكون على رأسها، استخدم الإخوان آلاتهم الإعلامية للحشد ضد الدكتور كمال الجنزورى، وبالفعل استجابت «القوى المدنية» كالعادة لاستفزازات الإخوان ، الذين تركوهم معتصمين أمام مجلس الوزراء، وفى فجر يوم 16 ديسمبر 2011 وقعت الاشتباكات بين قوات الجيش المكلفة بتأمين مجلس الوزراء، لتندلع الاشتباكات المؤسفة التى عرفت باسم «أحداث مجلس الوزراء»، وكان أول من سارع لإدانة تلك الاشتباكات هم جماعة الإخوان نفسها.
 

 
خيرت الشاطر يرشح للانتخابات
 

- الإخوان يخالفون وعودهم ويقدمون مرشحين للرئاسة

فى 5 أبريل 2012 ثبت أن كل الوعود التى قدمها الإخوان لشباب الثورة بعدم تقديم مرشح لمنصب الرئاسة هى وعود كاذبة وخادعة، فى هذا اليوم حشد الإخوان مئات من أنصارهم أمام أبواب اللجنة العليا للانتخابات، لاستقبال خيرت الشاطر لدى تقديم أوراقه كمرشح للرئاسة.
 
يمكن مثلا أن تتبعها فى شخص واحد هو القيادى الإخوانى صبحى صالح، والذى قال فى لقاء تليفزيونى أذيع فى يوليو 2011 «إن الإخوان ليسوا مجانين لينافسوا على انتخابات الرئاسة، لكنه بعدها بأشهر ظهر ليقول لو قدم الإخوان «كلب جربان» للمنافسة على الانتخابات لفاز».
 
وتأكيدا على عزم الإخوان اختطاف المنصب، قدموا فى سرية تامة مرشحا احتياطيا، هو «محمد مرسى»، والذى اشتهر بسبب هذا الموقف بـ«المرشح الأستبن».
 
 

 
اجتماع فيرومينت
 

- الخدعة الإخوانية الأخيرة للثورة فى فيرمونت

كالعادة تفتت القوى المدنية، وفتت أصواتها بنفسها، واختارت أن تقسم أصواتها على بضعة عشرات من المرشحين، فيما احتفظ الإخوان المسلمين بخطابهم الموجه للفئات الفقيرة والمهمشين واستهداف أصواتهم تحديدا عبر منح «الزيت» و»السكر» فى تطور للرشوة الانتخابية، وكذلك الخداع باستخدام خطاب دينى متطرف، لتجد القوى الوطنية فجأة نفسها خرجت خالية الوفاض من المعركة الانتخابية، وليضعهم الإخوان أمام الخيار الأصعب، إما نحن أو «النظام السابق» واختارت أغلب القوى المدنية الخيار الأول، خاصة بعد اجتماع «فيرمونت الشهير» الذى جمع فيه الإخوان القوى المدنية عبر إعطائهم ضمانات للمشاركة بالسلطة واتباع الديمقراطية. فاز مرسى بالكاد بالانتخابات وبفارق %1 فقط، أما الضمانات التى أعطاها الإخوان فى اجتماع «فيرمونت» للقوى المدنية، فلم تكن بطبيعة الحال سوى حبرا على ورق، ليستأثر الإخوان بالسلطة وحدهم، ولتخرج القوى المدنية كالعادة من «المولد بلا حمص».


 

- الإخوان يكتبون دستورهم الطائفى منفردين

كان من ضمن بنود اتفاق «فيرمونت» أن يتم تشكيل جمعية تأسيسية لكتابة الدستور بشكل متوازن، لكتابة دستور مصرى يعبر عن كل أطياف الشعب، لكن هذا الوعد ذهب أدراج الريح، فكون الإخوان لجنة غير متوازنة، استطاعت فيها استمالة بعض أطراف هذه القوى المدنية للمشاركة فى كتابة الدستور، على وعد بأن النتيجة ستكون مرضية، لكن النتيجة النهائية كانت دستورا طائفيا مليئا بالثغرات، وفوجئ أطراف القوى المدنية بأنهم شاركوا من جديد فى لعبة إخوانية، فأعلن 21 منهم انسحابه من لجنة كتابة الدستور، لكن كان الوقت متأخرا فقد استطاع الإخوان تصعيد عدد من أفراد اللجنة الاحتياطيين ليتم تمرير الدستور الطائفى. 


 
 

- السلاح يخرج فى وجه المعارضين

لعامين كاملين تقريبا استمر الإخوان فى استنزاف القوى السياسية وشباب الثورة وسرقة السلطة، فجأة وجد الشباب أنفسهم وقد تبددت أحلامهم التى خرجوا من أجلها فى 25 يناير، لتصب كلها فى جيب جماعة إرهابية، وقطعا للطريق على رفض القوى المدنية وشباب الثورة للدستور، أصدر مرسى إعلانا دستوريا جرد مؤسسات الدولة الباقية مثل المحكمة الدستورية من سلطتها فى الطعن على لجنة الدستور. وبدأت المظاهرات المعترضة على إعلان مرسى، لتصل ذروتها فى يوم الأربعاء 5 ديسمبر 2011، حين هاجمت جحافل الإخوان بالسلاح المعتصمين السلميين عند قصر الاتحادية، ليقتلوا منهم 11 معتصما، وأصابوا أكثر من 600 آخرين، لتبدأ مرحلة من اختطاف الثورة بقوة السلاح.
 

 
ضرب احمد دومة و ميرفت موسى فى المقطم
 

- قلم على وجه شباب الثورة أمام مكتب الإرشاد

لم يكن شباب الثورة يتخيل أن ثورتهم وحرية تعبيرهم انتهت بوصول الإخوان إلى الحكم، فى 16 مارس حاول مجموعة من هؤلاء رسم جرافيتى ضد حكم الإخوان أمام مكتب الإرشاد بالمقطم، لكنهم فوجئوا بالمشهد الذى يعلن النهاية، خرج مجموعة من بلطجية الإخوان من مقر مكتب الإرشاد ليصفعوا هؤلاء الذين يرسمون «الجرافيتى» على وجوههم، ربما هو ليس مجرد «قلم» على وجه مجموعة من الشباب، بل كان صفعة على وجه ثورة يناير كلها.
 

 

مظاهرات رابعة العدوية
 

- تهديدات بالسحق وتكفير المعارضين على الشاشات

فى 21 يونيو نظم الإخوان وحلفاؤهم من الجماعة الإسلامية، مليونية فى ميدان النهضة فى الجيزة، احتفت المليونية بقاتل السادات خالد الإسلامبولى الذى تم تكريم والدته على المنصة، أما طارق الزمر فقد قالها صريحة، سنسحق من سينزلون الميادين فى 30 يونيو، فى حين كان محمد عبد المقصود فى مؤتمر «دعم سوريا» قبلها بأيام يتهم الخارجين للتظاهر فى 30 يونيو بالكفر، وسط تصفيق الحاضرين والابتسامة الواسعة على وجه محمد مرسى.
 

 
اشتباكات مقر الارشاد بالمقطم
 

-  الشعب بالملايين فى الشوارع ورصاص الغدر الإخوانى بالمرصاد

منعت الملايين التى نزلت إلى الشوارع مذبحة جديدة حاول الإخوان تدبيرها لخصومهم، كانت الأعداد فوق تصور أى شخص، وقوة أى فصيل على مقاومتها، لكن ذلك لم يمنع يد الغدر الإخوانية من أن توجه رصاصات الاغتيالات، فى الإسكندرية قتل الإخوان 4 متظاهرين فى سيدى جابر، وفى أسيوط أطلق الإخوان النار من فوق مبنى المحافظة على المتجمعين، وأمام مكتب الإرشاد بالمقطم انطلقت الرصاصات من داخل المبنى لتحصد أرواح 9 متظاهرين أمام مكتب الإرشاد فى مشهد يعبر عن النهاية المتوقعة، المصريون بالخارج والإخوان فى مقراتهم يطلقون النار.
 
كانت تلك البداية، على مدار الأيام التالية ظل رصاص الإخوان يقتل فى المصريين مدنيين وجيشا وشرطة، فى المنيل اقام الإخوان مذبحة للأهالى، وكذلك فى بين السرايات التى فقدت 22 من أبنائها حين هاجم الإخوان المعتصمين بميدان النهضة المتظاهرين هناك، وهكذا تكرر المشهد فى كل مكان فى ربوع مصر تقريبا، مظاهرات إخوانية مسلحة تقتل المواطنين الأبرياء، واعتصامين إرهابيين فى رابعة والنهضة.
 

 
الاخوان يحملون الاسلحة بمصطفى محمود

- الإخوان يحرقون مصر رصاص عشوائى ونيران فى الأقسام

فى 14 أغسطس 2013، بدأت قوات الشرطة تنفيذ تعليمات مجلس الوزراء بفض اعتصامى رابعة والنهضة، لكن الإخوان المسلمين قرروا معاقبة الشعب المصرى كله على ثورتهم، وهكذا انطلقت الرصاصات فى رابعة العدوية والنهضة، فيما انتشرت جحافل الإخوان المسلمين فى كل ربوع مصر تحرق وتقتل.
 
عشرات الكنائس حول مصر أحرقت ونهبت، مجموعات من المسلحين انتشرت فى الشوارع تطلق الرصاص عشوائيا، عشرات من أقسام الشرطة تم إحراقها، عشرات من رجال الشرطة استشهدوا فى هذا اليوم العصيب.
 
وضع الإخوان فى هذا اليوم نهاية كل الأحلام الجميلة التى صاحبت ثورة يناير، استحوذوا عليها تماما، وحادوا بها عن مسارها، وحين رفض الشعب المصرى المسار الذى اختطف به الإخوان الثورة، عاقبوه بالدماء والنار والخوف والرعب والإرهاب.

 









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة