أكرم القصاص - علا الشافعي

الرزق فى الهوا للى يطلع يجيبه.. "بنات سبايدر" يواجهن المخاطر ويتسلقن البنايات لإثبات الذات.. خضن اختبارات صعبة للحاق بالعمل.. الجرأة والرشاقة شروط المهنة.. وفى النهاية أثبتن أن "البنت ممكن تكون بـ 100 راجل"

الأحد، 21 يناير 2018 10:00 م
 الرزق فى الهوا للى يطلع يجيبه.. "بنات سبايدر" يواجهن المخاطر ويتسلقن البنايات لإثبات الذات.. خضن اختبارات صعبة للحاق بالعمل.. الجرأة والرشاقة شروط المهنة.. وفى النهاية أثبتن أن "البنت ممكن تكون بـ 100 راجل" "بنات سبايدر"
كتب / أحمد جمال الدين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"حبل يتدلى من أسطح بعض العمارات تتعلق به إحدى الفتيات تعمل بجد للوصول إلى واجهات إحدى البنايات شاهقة الارتفاع من خلال بعض الألعاب الأكروباتية الخطرة بهدف تنظيفها"، هذا هو المشهد الذى يراه المارة بين حين وآخر فى شوارع القاهرة والجيزة من جانب بعض الفتيات اللاتى اختاروا الالتحاق فى مهنة "السبايدر"،  داخل إحدى الشركات بمدينة نصر للعمل، والتى كانت لسنوات طويلة حكرًا  على الرجال، الذين تتطلب فيهم بعض المواصفات الخاصة نظرًا لإدراجها تحت مسمى المهن الخطرة بسبب الحوادث التى قد تقع لبعض العاملين بها".

بنات سبايدر (3)

"أنا بحب الشغلانة دى ومش ممكن أسبها لأى سبب".. هكذا بدأت آية سيد الحاج كرم حديثها لـ"اليوم السابع" عن مهنتها وظروف التحاقها بتلك المهنة للإنفاق على طفلتها الصغيرة بعد انفصالها عن زوجها، بعد مرور أكثر من 30 يومًا على بقائها فى المنزل بسبب رفضها الاستمرار كبائعة فى إحدى محال الملابس، نظرًا للمضايقات التى تعرضت لها.

 

دخول آيه المهنة بدأ بالمصادفة

"تعالى شوفى الفيديوهات ديه".. جملة عابرة قالها شقيق آية سيد، معبرًا عن إعجابه ببعض مقاطع الفيديو المنتشرة على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" لعمال "سبايدر"، وهم ينتقلون بين جنبات إحدى البنايات المرتفعة عبر الحبال لتنظيفها، فى إطار الإعلان عن حاجة الشركة لعمال جدد.

وتقول آية: " شقيقى رفض العمل بالمهنة قبل التجربة الأولى، خاصة بعد صعوده إلى أسطح إحدى البنايات متوسطة الارتفاع، ليكون ذلك دافعًا لى لطلب العمل فى تلك المهنة التى عشقتها منذ مشاهدتها على الإنترنت، وعلى الرغم من المعارضة العنيفة التى وجدتها من أسرتى، وخاصة شقيقى إلا إننى نجحت فى إقناعهم".

 

خطوات التحاق آية بالمهنة الخطرة

"أنا عاوزة اشتغل سبايدر" هى الجملة التى توجهت بها إلى مسئولى الشركة الذين اعتقدوا فى البداية إنها تريد العمل فى " الأوت دور" أو الأدوار الأرضية.

وتضيف: "بعد تحديد موعد للقاء مسئولى الشركة طلبت منهم العمل فى الأدوار المرتفعة من خلال الحبال، حيث كنت أجهل اسمها، وبعد إجراء عدة اختبارات نجحت فى الالتحاق بالعمل، الذى أصبح سببا فى افتخار والدى بى وسط معارفه وتأكيده المستمر بأنه عنده بنت بـ100 راجل".

 

يارا شاهين تنضم لأية سيد لتكوين ثنائى مميز

 

6  أشهر هى المدة التى احتاجتها الشركة لتكوين ثنائى نسائى للعمل فى مهنة "السبايدر"، بعد انضمام يارا شاهين للعمل فى تلك المهنة.

لم تختلف ظروف التحاق يارا شاهين عن القصة السابقة، فالفتاة العشرينية التى التحقت بالعديد من المهن من أجل المساهمة فى رعاية أسرتها الصغيرة، دفعها حبها لأفلام الحركة والألعاب الخطرة للبحث عن مهنة أخرى تبتعد بها عن دائرة المهن المتعارف عليها  بالنسبة للفتيات.

بنات سبايدر (1)

وتقول يارا لـ"اليوم السابع" : " أنا من صغرى بحب الرياضة والألعاب الخطرة، علشان كدة، ملقتش نفسى فى المهن السابقة التى عملت بها، وكمان كنت دايمًا بسأل نفسى ليه مفروض على الفتاة مهن معينة، وفى اعتقاد المجتمع المصرى إن المهن الخطرة أو الشاقة لا تصلح للسيدات".

كانت نقطة التحول بالنسبة ليارا من خلال تصفح الشركة التى تم تدشينها على الإنترنت التى كانت تعلن عن حاجتها لعمال جدد.

وتضيف يارا:" قرأت إعلان الشركة على الإنترنت، ومنذ المقابلة الأولى مع مسئوليها أعلنت عن رغبتى فى العمل كسبايدر وهو ما تقبله مسئولى الشركة خاصة بعد نجاحى فى التجربة الأولى والهبوط من على مبنى مرتفع، ما دفع إدارة الشركة إلى إسناد العمل لى فى اليوم التالى مباشرة".

بنات سبايدر (2)

"مكنتش متخيل إنى هييجى يوم وألاقى بنات بيشتغلوا سبايدر".. هكذا بدأ الأمير عياد مالك الشركة التى تم تأسيسها فى 2008 لـ"اليوم السابع"، مضيفًا: "طوال هذه الفترة كان الاعتقاد إن الفتيات لا يصلحن لأداء مهنة الأسبايدر التى تتطلب مواصفات خاصة لأنها تحتوى على قدر كبير من الخطورة، وذلك قبل انضمام يارا وأية للعمل".

وعن المواصفات المطلوبة فى عامل السبايدر، أوضح عياد: مهنة السبايدر تختلف عن عمال الثقالة، حيث أن الأولى تتطلب خفة الوزن مع الرشاقة والجرأة، حيث يتم اللجوء لها بالواجهات غير المستوية أو الأسطح غير النمطية الضعيفة التى لا تحتمل وزن الثقالات التى  تصل حمولتها إلى طن أو الضيقة التى يصل عرضها من 2 إلى 8 أمتار".

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة