أكرم القصاص - علا الشافعي

صحف سعودية: المفكر الراحل فرج فودة تنبأ بكافة الوقائع الحالية بالمنطقة

الأربعاء، 17 يناير 2018 02:18 م
صحف سعودية: المفكر الراحل فرج فودة تنبأ بكافة الوقائع الحالية بالمنطقة المفكر الإسلامى فرج فودة
وكالات الأنباء

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أشارت صحف سعودية اليوم الأربعاء، أن المفكر الراحل فرج فودة الذى كان سابقاً لعصره، ومتوقعاً ما سيحدث فى المنطقة حالياً، ومتنبئاً بكافة الوقائع التى شهدتها مصر وإيران والسودان ودول المنطقة ومن بينها بروز التيارات المتطرفة ووصولها للحكم وبعض دول المنطقة، وإنشاء تنظيم داعش الإرهابى كان على خلاف فكرى ومنهجى مع هذه التيارات فقد كشف حقيقة أفكارها، وممارساتها وتوظيفها للدين من أجل القفز على الحكم والوصول للسلطة بشكل أضر بالدين والدنيا معاً.

وفى 8 يونيو قبل أيام من عيد الأضحى، انتظر شابان من الجماعة الإسلامية، هما أشرف سعيد إبراهيم، وعبد الشافى أحمد رمضان، على دراجة بخارية أمام مكتب المفكر الراحل بشارع أسماء فهمى بمصر الجديدة، وفور خروجه فى تمام الساعة السادسة والنصف مساء بصحبة ابنه أحمد وصديق له يدعى وحيد رأفت، وتوجههم جميعاً كى يستقلوا سيارة فرج فودة، انطلق أشرف إبراهيم بالدراجة البخارية، وأطلق عبد الشافى رمضان الرصاص من سلاح آلى كان بحوزته، فأصاب فرج فودة بإصابات بالغة فى الكبد والأمعاء، بينما أصاب صديقه وابنه إصابات طفيفة، وفر المتهمان هاربين.

فتيات فرج فودة
أبناء المفكر الإسلامى فرج فودة

شاهدة تروى واقعة الاغتيال

الراوية السابقة روتها أم نيرمين حارسة العقار الذى تعمل فيه منذ 35 عاماً لـوسائل إعلام عربية، فقد شهدت الواقعة بنفسها، ورأت كيف سقط المفكر الراحل مضرجا فى دمائه أمام عينيها.

وقالت إن سائق سيارة فرج فودة انطلق خلفهما وأصاب أحد المتهمين وهو عبد الشافى رمضان وتمكن من الامساك به، فيما فر الآخر هارباً.

وفى الوقت نفسه، كانت نيرمين ابنة حارسة العقار ترافق الدكتور فرج فى سيارة الإسعاف التى حملته إلى أحد المستشفيات القريبة، وهناك حاول نقيب الأطباء السابق الدكتور حمدى السيد إنقاذ ما يمكن إنقاذة لكن القدر كان أسبق، فقد نزف فرج كثيرا وفقد الكثير من دمائه بعد إصابته بتهتك فى الكبد والأمعاء حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.

تشييع جثمان فرج فودة
تشييع جثمان فرج فودة
 
مدخل العقار الذى شهد اغتيال فرج فودة
مدخل العقار الذى شهد اغتيال فرج فودة

قاتل فودة: قتلته فى عيد الأضحى لأحرق قلب أهله عليه

وفى التحقيق مع عبد الشافى رمضان، أعلن أنه قتل فرج فودة بسبب فتوى الدكتور عمر عبد الرحمن، مفتى الجماعة الإسلامية بقتل المرتد، وعند سؤاله لماذا اختار موعد الاغتيال قبيل عيد الأضحى، أجاب: لنحرق قلب أهله عليه.

واعترف عبد الشافى بأنه تلقى تكليفا من صفوت عبد الغنى، القيادى بالجماعة الإسلامية بقتل فرج فودة، وأنه حصل على السلاح الآلى من المتهم الثالث أبو العلا عبد ربه، الذى توفى فى غارة بسوريا قبل أشهر، وحصل مع شريكه الهارب أشرف إبراهيم على الدراجة البخارية من جلال عزازى.

وأضاف أنهما اختبآ عند وليد سعيد وحسن على محمود وأشرف عبد الرحيم حتى وقت العملية، وظلا فى مقر اختبائهما حتى ألقت الشرطة القبض عليهم وقدمتهم إلى المحكمة التى قضت بإعدام عبد الشافى رمضان والسجن المؤبد لأبو العلا رمضان.

اسحاق حنا
اسحاق حنا صديق فرج فودة 

آخر مكالمة هاتفية للمفكر الإسلامى

ومن جهته، روى الدكتور إسحاق حنا أستاذ التصوير بكلية الفنون والصديق المقرب للدكتور فرج فودة تفاصيل آخر مكالمة هاتفية جرت بينه وبين المفكر الراحل، وذلك قبل مقتله بساعة. وقال إنه اتصل بفودة يوم الحادث، حوالى الساعة الخامسة والنصف، وأخبره أنه سيتأخر عن موعد سابق بينهما، حيث كان المفكر الراحل قد طلب منه أن يعلمه فنون الرسم، وكان محددا أن يمنحه أول حصة فى الرسم فى منزل الدكتور حنا فى هذا اليوم، واتفقا أن يذهب حنا إلى مكتب فودة ويصطحبه وصديقه لتعليمهما الرسم .

وأضاف أنه علم بعد ذلك أن فودة تعرض للاغتيال، فهرول مسرعا إلى العقار حيث مكتبه ليجد قوات الشرطة تطوقه وخلال دقائق وصلهم خبرا من المستشفى يؤكد وفاة الدكتور فرج فودة.

وإلى ذلك، كشف إسحاق أن آخر مقابلة بينه وبين فودة كانت فى مكتب الأخير، حيث اتفق فودة معه على أن يزين جدران مكتبه برسومات لشخصيات ومشاهير من أبرز المفكرين المصريين، مثل رفاعة الطهطاوى وقاسم أمين، وكانت المفاجأة أن المفكر الراحل طرح اسم شخصية قبطية لا يعرفها سوى عدد قليل وهى الأنبا إثناسيوس بطريرك الكنيسة فى عهد الدولة الرومانية.

وقال إنه عبر عن اندهاشه من معرفة فودة بهذه الشخصية القبطية، فأخبره فودة أنه قرأ عنه كثيراً وأحبه حباً جما، وكانت قصة البطريرك التى حملتها كتب التاريخ أنه تحدى الدولة الرومانية والإمبراطور الروماني، واتهم بأنه كان يمنع نقل القمح المصرى للإمبراطورية، فتعرض للاضطهاد والظلم، وقالوا له "العالم كله ضدك يا إثناسيوس" فرد عليهم قائلاً: "وأنا ضد العالم كله"، لذا سمى "باثناسيوس ضد العالم".

وأضاف أنه شرع بالفعل فى رسم تلك الشخصيات، ولكن لم يمهل القدر فودة ليشاهدها، ولكنه نفذ رغبة الدكتور، ورسم كل الشخصيات التى طلبها ووضعها على جدران مكتبه الذى أصبح مقر جمعية التنوير وهى الجمعية التى أسسها فودة قبل وفاته.

وإلى ذلك، قال حنا إنه تعرف على فوده منتصف الثمانينيات بعد أن قرأ كتبه، وتأثر بفكره وبحث عنه حتى التقى به، وأصبح من أصدقائه وأقرب الناس له، مضيفاً أن المفكر الراحل كان شديد الذكاء، ولديه أفكار عظيمة، وذاكرة حديدية جبارة وخارقة فقد يقول له معلومة ما ويقول له مكانها بالسطر والصفحة وفى أى كتاب قرأها.

وأضاف أنه كان سابقا لعصره، فقد كان يرصد الأحداث ويحللها بعمق، ويستشرف المستقبل ويتنبأ بما سيحدث من واقع قراءاته.

وأشار حنا إلى أنه رافق الدكتور فودة فى ندوته الشهيرة التى حاجج فيها رموز التيار الدينى فى معرض الكتاب وقارعهم الحجة بالحجة، وتفوق عليهم، وأثبت لهم أن توظيف الدين وخلطه فى السياسة أمر خطير على مصر والمنطقة، وكانت تلك الندوة، والأخرى التى تلتها فى نادى نقابة المهندسين بالإسكندرية معقل الإخوان فى ذلك الوقت، وراء اتخاذ التيارات المتطرفة والإرهابية قرارها باغتيال المفكر الراحل.

مكتب فرج فودة
مكتب فرج فودة

إقبال الشباب على كتبه

إلى ذلك، كشف أقرب أصدقاء فودة أن المفكر الراحل عاش فى العراق لمدة كبيرة بعد تخرجه، وهناك كما أخبره فودة طاف كل مكتبات العراق وجامعاتها، وقرأ كافة الكتب التى تروى التاريخ الإسلامى وبروز التيارات الدينية، وعاد إلى مصر بمجموعة هائلة منها ضمها فى مكتبته التى أصبحت فى عهدة أبنائه، وهى مكتبة ضخمة وقيمة وكنز لا يمكن التفريط فيه.

كما لفت إلى أن مكتب الدكتور فرج فودة أصبح مقرا لجمعيته "التنوير" والتى يتولى هو أمرها الآن ، وتقوم باعادة طباعة كتب ومؤلفات المفكر الراحل وبيعها بسعر رمزى وبما يعادل 5 جنيهات للكتاب الواحد، حتى يستفيد منها أكبر عدد ممكن من الراغبين فى الإطلاع على فكر فودة.

وأضاف أنه لاحظ أن أكثر من يتردد على الجميعة الآن لاقتناء كتبه فئة الشباب، الذين لم يكونوا قد ولدوا بعد خلال حياته وربما ولدوا بعد وفاته، فقد عرفوا قيمته وأدركوا صدق ما كان يكتبه وتأكدوا من إجادته قراءة مستقبل مصر والمنطقة والتى أعلنها وبوضوح فى كتبه ومؤلفاته قبل أكثر من 25 عاماً. 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة