أكرم القصاص - علا الشافعي

خالد صلاح يكتب: التحالفات الأمنية.. عندما يكون الوطن فى المرتبة الثانية.. ما يدور فى العراق نموذج فاجر لمرض يجتاح العالم العربى.. المؤامرة الخارجية محتملة "نعم" لكننا نحن من نؤهل أوطاننا للمؤامرات

الأربعاء، 17 يناير 2018 09:00 ص
خالد صلاح يكتب: التحالفات الأمنية.. عندما يكون الوطن فى المرتبة الثانية.. ما يدور فى العراق نموذج فاجر لمرض يجتاح العالم العربى.. المؤامرة الخارجية محتملة "نعم" لكننا نحن من نؤهل أوطاننا للمؤامرات الكاتب الصحفى خالد صلاح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
 
كردستان
 
 
العيب فينا داخل العالم العربى، لا أحد سوانا يتحمل جريمة تفتيت الأوطان، حتى العدو، أيا كان وصف هذا العدو، لا يستطيع أن يقطع أوصال بلد كامل كما نقطعها نحن، ولا يقوى على إضعاف أمة إلا إذا أراد سادة هذه الأمة وكبراؤها أن يمزقوها إربا لأهوائهم الشخصية. 
 
اقرأ أنت الأخبار الواردة من العراق، وابكِ حسرة على كل ما يدور فى الداخل، وعلى المشهد الأخير الذى صاحب النصر النهائى على تنظيم داعش الإرهابى، فشركاء هذا النصر قرروا بإرادتهم الحرة أن يعيدوا البلاد إلى المربع رقم صفر من جديد، وبدلا من أن يحتفلوا مع الشعب العراقى بالانتصار وتطهير الأرض من هؤلاء القتلة، انهار التحالف الذى يجمع بين رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى، وبين الحشد الشعبى وعدد آخر من الأحزاب العراقية، انتقل شركاء القتال ضد عدو واحد هو "داعش" من معسكر الوحدة وحماية البلد، إلى معسكر الانشقاق والعودة إلى مربعات المصالح الشخصية. 
 
• الطائفة أقوى من الوطن 
• المذهب أهم من الوطن 
• السلطة أعز من الوطن 
• انفصال الأعراق أهم من وحدة العراق
• التنسيق مع الخارج أولى من التنسيق مع أبناء الوطن 
 
المصالح الشخصية والحزبية والطائفية والمذهبية أعلى وأجل من مصلحة العراق الموحد، لا أحد ينظر إلى استعادة مجد هذا البلد الذى ضيعته ديكتاتورية مريضة نزعت إلى غزو الجيران، ثم أسقطته جيوش العالم، واحتلته الولايات المتحدة الأمريكية فى الوسط، واحتلته إيران من الجنوب، واحتله الأتراك من الشمال، وانقسم أبناؤه بين سنة وشيعة وأكراد، ولم يخجل بعض أبنائه من رفع شعار الانفصال، هكذا صار لسان حال الطوائف والمذاهب والأعراق «ليذهب الوطن إلى الجحيم» ولتعلو مصالحنا الشخصية على مصالح العراق الموحد، والعراق المستقر، والعراق الآمن. 
 
ما يدور فى العراق نموذج فاجر لهذا المرض الذى يجتاح العالم العربى، مرض يضع الوطن وأمنه واستقراره ومستقبل أجياله فى المرتبة الثانية دائما، لكنه يضع المصلحة الضيقة لحزب مستبد، أو عرق انفصالى، أو مذهب مختلف، فى المرتبة الأولى دائما، وحتى عندما يتحالف «الأضداد» فإنهم يتحالفون أمنيا فقط لمصالحهم المباشرة، فيما لا تجمعهم مصلحة الوطن العليا على وحدة الصف. 
 
ما نراه فى العراق هو سلسلة من تحالفات الكراسى الموسيقية الأمنية، وهو ليس بعيدا عما يجرى فى لبنان، وليس غريبا، وإن اختلفت المواقع، عما يجرى فى ليبيا، القوى المسلحة بتحالفاتها الخارجية تسعى لمكاسب فئوية أو طائفية أو مذهبية، لكن المصلحة العليا غائبة دائما، والوطن هو رقم 2 على لائحة الأولويات. 
 
المؤامرة الخارجية محتملة «نعم»، لكننا نحن من نؤهل أوطاننا للمؤامرات، ونفتح ثغرات فى وحدة الناس، ونمهد الأرض للتنسيق مع المحتل دائما وأبدًا، لا نعيب على خطط العدو، أيا كان هذا العدو، لكننا نعيب على زعامات وجماعات لم تعد ترى فى شركاء الوطن سوى عناصر لمعادلة التوازن الأمنى والعسكرى، ولم تعد ترى فى الوطن سوى «مكان» تنشط فيه الطائفة أو يحيا فيه المذهب. 
 
قتلنا أوطاننا بأيدينا، ووضعنا مصالح شعوبنا تحت الأحذية، وحتى عندما يتحالفون أمنيا، فإنهم يتساندون ضد عدو أخطر، وما أن ينتهى الخطر، حتى ينقلب كل منهم على الآخر، ويقاتل بعضهم بعضا فى السر والعلن.
 
 حمى الله مصر. 
 وتبقى مصر من وراء القصد.
جامعة-الدول
 
 
إعمار-العراق
 
اليوم السابع

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

منين نجيب الصبر

أسعد الله صباح الوطن وصباحك يا استاذ خالد كلامك أحزننى وأبكانى وأنا لسة بقول يا هادى لقراءة الصحيفة

 نبدأ أولا بالدعاء الصادق من القلب للمولى عز وجل أن يجنبنا ووطننا الحبيب شر الفتن والاقتتال فيما بيننا ومما لا شك فية أن الله وبذكرة مصر فى القرأن الكريم لن يسمح مطلقا بأن تصاب بسوء--ثانيا حديثكم أصاب الهدف تماما --لكن للأسف فات الاوان فلم يكن هناك فى أوطاننا من يسمع أو يرى أو يفكر أو يتعظ أو حتى يتقى الله فى نفسة أو دينة أو وطنة--بأستثناء القليل منها--وعلى رأسهم مصر والتى لولا حفظ الله وسترة لها --لكنا فى خبر كان--فقد حباها رئيسا ذو صبر وبصيرة وأيمانا بقضية شعب ونور لة طريقا ليسلكة واستطاع أن يجنح بسفينة الوطن بعيدا عن مصيرا اسود كان يتمناة اعداؤة ورسى بها فى بر الامان  لذلك يحاربوة ويحاربوننا وبكل ضراوة وقسوة داخليا وخارجيا مرة بالارهاب وتمويلة ومرة اقتصاديا ومرة فكريا وعقائديا ومرة بافكار مسمومة وفتاوى ملغومة ناسيين أو تناسوا بأن من معة الله ويؤيدة لا يمكن الانتصار علية --لذا لعل اصحاب النفوس الضعيفة يستمعوا لصوت الحق والعقل ويحكموا ضمائرهم فيما يفعلون --من أعمال أقل ما توصف بها هى قمة الجنون--ويعودوا لرشدهم ويتخلوا عن أحلام اليقظة التى تنتابهم بين الحين والاخر ويعيشوا فى كنف المجتمع مسالمين اعضاء عاملين الخير للوطن ولة نافعين وليس خونة وارهابيين--يحزننى كلامك ويبكينى-- ومن كثرة البكى جفت الدموع فى قلبى وعينى--لكننى مؤمن بأن المولى معنا وسينصرنا وهذا يقينى --وأدعو الله معى بأن لا ياتى يوم على الوطن يضيع منا ولا نجد من يواسيك او يواسينى

عدد الردود 0

بواسطة:

حفاة الوطن

ومع ذلك هناك شخصيات عراقية وطنية ترفض الطائفية وتسعى لعراق موحد خلف السيادة الوطنية

من ينكر دور مقتدى الصدر في السعى لبناء عراق موحد ذو سيادجة وطتية غير خاتضع لايران او غيرها وحكومة غير طائفية وكذلك نجد اياد علاوى ايضا شخصية وطنية وغيرهم فلماذا لانرى سوى الشخصيات الاخرى النتهازية الطائفية امثال المالكى والعامرى وغيرهم من عملاء ايران في العراق والعبادى متأرجح بين كل هؤلاء !!

عدد الردود 0

بواسطة:

Lolo

يا خالد صلاح قلبت علينا المواجع بهذا المقال

تذكرت وأنا أقرأ المقال دخول الدبابات الامريكية قلب بغداد بكل اريحية واستقبال الاطفال لها بالورود ، وخروجي الي الشارع باكية ،،، رؤوس السلطة العراقية بعد سقوط صدام كلها انتهازية بدءا بعلاوي وانتهاءا بالصدر الذي يعتقد أنه يضحك على ذقوننا ببضع وقفات احتجاجية تدعوا الي الاصلاح تكون بالاتفاق مع الفقيه ، الصدر لا يطالب باسقاط رأس السلطة الطائفية ولكنه يطالب بالإصلاح متجاهلا ما حدث لجموع سنية على يد مليشيا الحشد الطائفي ، وسلم لي على الوطنية وعدم الانتهازية .

عدد الردود 0

بواسطة:

أبو أحمد

الأيام دول .. وللدول أيام

سنة الله . لابد من التغيير ودورات التغيير .  بالفطرة الانسان لديه غريزة حب البقاء ، ولا يهوى تدمير نفسه . مايحدث في العراق خاص بالعراق فقط ولا يمكن تطبيقه على أي دولة أخرى لطبيعة تكوين الشعب العراق التي ننظر إليها الآن أنها سبب ضعفه ، بينما كانت هذه التركيبة نفسها وتنوعها هي سبب قوة العراق من قبل. لاتقلقوا فإنها أطوار دورة النمو العادية ولكنها تستغرق زمناً ونحن متعجلون نريدها مثل زمن مبارة رياضية نعرف في نهايتها من الفائز ومن المهزوم . في العراق حالياً لايوجد فائز ولكن غداً سيكون الجميع فائزون. المشكلة متى هذا الغد؟؟؟ يعتمد ذلك على سرعة تجاوب وتفاعل العراقيون.

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة