أكرم القصاص - علا الشافعي

"حرب الحليب".. رهان البقر آخر أوراق قطر للخروج من الأزمة.. الدوحة ترصد 700 مليون يورو لبناء مزرعة ماشية بالصحراء لسد حاجتها.. تكثيف استيراد الرؤوس من ألمانيا وتركيا وإيران.. ومصادر خليجية: تكلفته "انتحار"

الثلاثاء، 16 يناير 2018 05:30 م
"حرب الحليب".. رهان البقر آخر أوراق قطر للخروج من الأزمة.. الدوحة ترصد 700 مليون يورو لبناء مزرعة ماشية بالصحراء لسد حاجتها.. تكثيف استيراد الرؤوس من ألمانيا وتركيا وإيران.. ومصادر خليجية: تكلفته "انتحار" أزمات قطر تدفعها للاستثمار فى الماشية ـ أرشيفية
كتب مصطفى عنبر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى محاولة للهروب من القيود، التى فرضتها عليها المقاطعة العربية، وما خلفته على مدار سبعة أشهر كاملة من خسائر اقتصادية فادحة ونقص حاد فى السلع الاستهلاكية ومواد الغذاء، حيث باتت تركيا وإيران المورد الوحيد له، تكثف إمارة قطر منذ فترة استيرادها للأبقار ورؤوس الماشية فى محاولة لتحقيق الاكتفاء الذاتى ومنافسة المملكة العربية السعودية فى سوق الألبان.

 

التحركات القطرية الأخيرة رصدتها مجلة "ديرشبيجل" الألمانية، مشيرة فى تقرير لها إلى أن إمارة قطر تحاول تأسيس أكبر مزرعة أبقار فى الصحراء، رغم تحذيرات سابقة من تكلفة مثل هذا المشروع، التى لن يستطيع اقتصاد الإمارة تحمله، خاصة بعد خسارة ما يقرب من 75 مليار دولار منذ بدء المقاطعة العربية التى تقودها مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين للدوحة قبل 7 أشهر.

 

وسلطت المجلة الألمانية الضوء على استيراد قطر للأبقار من ألمانيا على نحو لافت ومثير لتساؤلات عدة، خاصة أن معدلات الشراء من البلد الأوروبى قد تضاعفت عدة مرات خلال الفترات القليلة الماضية، مشيرة آلى أن قطر لم تعد تكتفى بالسوق الإيرانية والتركية فقط، وإنما بدأت ـ رغم ارتفاع التكلفة ـ للجوء لأسواق أوروبية من بينها ألمانيا.

 

 

وعنونت "دير شبيجل" تقريرها بـ"حرب الحليب"، قائلة أن الأمر أصبح أشبه بمعركة تخوضها الدوحة ليس فقط لتأمين احتياجاتها من الألبان ومنتجاتها فضلًا عن لحوم الأبقار، وإنما لتصبح مركزًا رئيسا وربما وحيدًا لصناعة منتجات الألبان وتوفيرها بمنطقة الخليج بأكملها.

 

وكشفت المجلة الألمانية أن الدوحة تسعى آلى أن تضم المزرعة 25 ألف رأس من الأبقار، أملًا فى توفير 14 مليون لتر من الألبان يوميا، وذلك عبر استثمارات تقدر بـ700 مليون يورو.

 

وتنقل برلين أبقارها المصدرة آلى الدوحة عبر طائرات "بوينج جامبو"، فيما تتولى كذلك توريد أبقار للقطريين من المجر، وسط توقعات بمضاعفة معدلات استيراد الأبقار الألمانية آلى الإمارة الخليجية فى الفترة المقبلة.

 

ورداً على تعليق المجلة الألمانية، قالت مصادر خليجية لـ"اليوم السابع" أن التحركات القطرية فى هذا الشأن أقرب ما يكون آلى الانتحار، موضحة أن تكلفة إنشاء مثل هذه المزرعة فى الصحراء فى ظل عوامل مناخية لا تناسب تربية الماشية سيتكون خيالية.

 

وأضافت المصادر أن الدوحة سيكون عليها توفير مزرعة مغلقة تتوافر فيها مبردات لتقديم المناخ الملائم لتربية الماشية وتحويلها من مصدر يلبى الاستهلاك الذى تحتاجه إمارة قطر، آلى مشروع كامل يمنحها القوة فى منطقة الخليج، وهو ما يستحيل تحقيقه لارتفاع التكلفة فى ظل ما يعانيه الاقتصاد القطرى بالفعل من أزمات.

 

 

وعلى مدار 7 أشهر، تحولت إمارة قطر من دولة كانت فى صدارة الاقتصاديات البترولية، آلى كيان ينفق المليارات لتوفير احتياجاته الأساسية من سلع غذائية، حاملاً إخفاقات اقتصادية فى مجالات عدة قدرها مراقبون بما يزيد على 75 مليار دولار.

 

ومن الريادة البترولية آلى رعاية الأغنام، يبدوا أن بوصلة الحكومة القطرية تتحول بشكل لافت، حيث سلطت صحيفة الجارديان البريطانية قبل ما يزيد على شهرين، الضوء على التحركات الأولى لتنظيم الحمدين فى مجال رعاية الماشية منذ أن أبرمت شركة "بلدنا" القطرية، عقود لشحن أكبر دفعة من الأبقار المنتجة آلى الدوحة عبر جسراً جوياً، وذلك فى إطار سعى الشركة آلى سد حاجة السوق المحلى الذى أصبح فارغ من المنتجات.

 

وقالت الصحيفة البريطانية فى ذلك الحين أن الشركة أعدت مناطق للحفاظ على الأبقار التى تم استيردها، فى منطقة تبعد 60 كم شمال الدوحة، وبها نظام تبريد لحماية الأبقار من الحرارة الكبيرة فى الصيف، لمحاولة توفير 40 % من حاجة السوق من الألبان، مشيرة آلى أن هذا المشروع كبد الاقتصاد الكثير.

 

وقبل المقاطعة العربية، كانت قطر تستورد 80% من غذائها من الخارج خاصة من السعودية والإمارات، واضطرت أمام وطأة ما تكبدته من خسائر آلى التحرك سريعاً لتحويل اهتمامها من التوسع فى مشاريع النفط والغاز آلى الاهتمام بشكل كبير بقطاع الزراعة، حيث قال جون دورى، المشرف على مشروع نقل الأبقار، بحسب ما نشرته "جارديان" أن المقاطعة كانت بمثابة "جرس إنذار"، وكشفت بما لا يدع مجالاً للشك هشاشة الوضع داخل الإمارة.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة