أكرم القصاص - علا الشافعي

وائل السمرى

سنة حلوة إذا قررت ذلك

الإثنين، 01 يناير 2018 06:16 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مبكرا وصلت إلى هذه القناعة
 
حياتنا هى حياتنا، وليس للإنسان سوى ما يقيم يومه ويؤمن غده، أما الماضى فله ما له وعليه ما عليه، و«بإيه تفيد يا ندم» على أيام لم تعشها، وأموال لم تكسبها، ومتع لم تحصلها، فأمامك الغد كله، ولك أن تشكله على كيفك، وباختصار، فإن حياتك هى حياتك، لا تسمح لأحد أن يشكلها لك على هواه، ولا تسمح لأحد أن يرتب لك أولوياتك أو يرسم لك طريق نجاتك، لأن أنت الذى ستعيش فى هذه الدنيا وأنت الذى ستغرق فيها إلى أذنيك، فاغرق فى بحر من «عسل» إن شأت، أو غص فى بئر من قار إن أردت ذلك.
 
لم يأت للبشر «كتالوج» مختلف عما كان منذ آلاف السنين، فكل ما يحتاجه الإنسان يتلخص فى ثلاثة أشياء، مأكل ومشرب وملبس، هذا ما يكفى ليظل الإنسان حيًا، أما ما يكفى ليظل الإنسان إنسانًا فلا زيادة عن هذه الثلاثية سوى بشىء واحد هو الحب، ومن حسن حظ البشرية أى هذه الرباعية المبهرة، لا يحتاج توفيرها لكل هذه الصراعات والتشنجات والتشاحنات التى نمر بها يوميا، فقط يحتاج قليلا من الزهد وقليلا من الإيمان، وقليلا من اليقين بأنك لن تستمتع من متع الدنيا بأكثر مما هو متاح للبشر، وللأسف هذا المتاح «قليل» أو بمعنى أصح، هذا المتاح متوفر لكل البشر بلا استثناء، يتساوى فى هذا العامل البسيط مع أكبر مليارديرات العالم، بل على العكس ربما يتوفر للعامل ما لا يتوفر من صدق المحبة، وبراءة المشاعر، وحرية الحياة.
 
اليوم أول أيام السنة الجديدة، ونتمناها للجميع سنة حلوة وحقيقية ومبهجة، لكن للأسف فإن هذا التمنى سيظل فى خانة التمنى ولن يتعداها إلى خانة الحقيقية سوى بشىء واحد فحسب هو الرضا، ولا أريد هنا أن يستكين الناس أجمعون لفكرة الرضا بما قسمه الله دون محاولة تغيير الواقع للأفضل، فالتغيير سنة الحياة فى الأرض، وهو وقود الإنسانية نحو الكمال والبهجة، لكن فى أثناء هذه الرحلة الرتيبة من رحلات الحياة قد ينسى البعض فضيلة الرضا التى تعد دواء العالم وغاية العمل والحب والتقدم، فكن راضيا إذا حلمت وكن راضيا إذا عملت وراضيا إذا أخفقت وراضيا إذا نجحت تكسب حياتك وتكون كل السنين «حلوة» بإذن الله.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة