أكرم القصاص - علا الشافعي

خالد صلاح يكتب: الكريسماس والسينما.. هوليوود تمكنت من تحويل الكريسماس لعيد عالمى مبهج لكل الأديان.. الصورة السينمائية اليوم تشكل ضمير الإنسانية.. وفى الشرق ما زلنا أسرى لأفلام "فجر الإسلام" و"الشيماء"

الإثنين، 01 يناير 2018 09:00 ص
خالد صلاح يكتب: الكريسماس والسينما.. هوليوود تمكنت من تحويل الكريسماس لعيد عالمى مبهج لكل الأديان.. الصورة السينمائية اليوم تشكل ضمير الإنسانية.. وفى الشرق ما زلنا أسرى لأفلام "فجر الإسلام" و"الشيماء" الكاتب الصحفى خالد صلاح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الكريسماس
 
 
أبدعت هوليوود فى جعل الكريسماس عيداً عالمياً إنسانياً مبهجاً لكل الأديان والمذاهب والقوميات، تلك هى عظمة القوى الناعمة، أطفال العالم وعائلات الأرض من كل عقيدة يكونون على موعد سنوى مع سينما الأعياد، ينتظرون «سانتا كلوز»، ويترقبون الهدايا تحت شجرة الكريسماس، ويفرحون بالقصص الناعمة أو الروايات الكوميدية التى تنتجها السينما الأمريكية احتفالاً بالعيد.
 
الطائفيون المتطرفون فى كل دين لن تعجبهم كلماتى هذه، المسلمون المتشددون يعتبرون الاحتفال خروجاً عن تعاليم الإسلام ومشاركةً فى شعائر دين آخر، والمذهبيون من الأقباط قد لا ترضيهم احتفالات يوم 25 ديسمبر، لخلاف التوقيت المعتمد بين الكنيستين الشرقية والغربية، فالكريسماس لم يحل بعد فى الشرق وموعده 7 يناير لدى أقباط المشرق، والقوميون المتطرفون يعتبرون هيمنة «سانتا كلوز» وشجرة العيد والثلج الأبيض الذى يميز مشهد الكريسماس فى الغرب غزواً ثقافياً للحضارة الأقوى على الحضارات العجوز فى بلادنا.
 
لا أرى من جانبى سوى عظمة القوى الناعمة فى السينما التى رسمت صورتها الخاصة للعيد، ليس عيداً دينياً، ولا يرتبط حلوله بقصص الوعظ الكلاسيكية، ولا تعيد السينما قصص آلام المسيح وصلوات كنيسة القيامة وخطبة الجبل، السينما تركت هذه التفاصيل الدينية والطقوسية وتفرغت لتصنع من الكريسماس حالة إنسانية عالمية جامعة، «سانتا» يعبر فوق كل الحضارات، وعربته الطائرة وملابسه الحمراء وهداياه التى تحقق أمنيات الأطفال هى عنوان الفرحة، ثم عشرات القصص الإنسانية التى تزرع القيم الإنسانية مستخدمة عبقرية السينما وقوة تأثيرها فى القلوب.
 
السينما صنعت ديناً إنسانياً جديداً، خلقت عيدها الخاص على طريقتها، ولا يضاهى تأثيرها مئات العظات عند مذبح الكنيسة أو على منابر الجوامع، السينما هى الأقوى والأوسع نفوذاً، والصورة التى تخلقها السينما هى الصورة التى يتشكل بها ضمير الإنسانية ومستقبل أجيال العالم فى المشرق والمغرب.
 
هل تعرف كم فيلماً تنتجه السينما الغربية عن الكريسماس؟!
هل تعرف كم غيرت عشرات القصص السينمائية سلوك الأطفال فى العالم ومواقفهم تجاه أصدقائهم وعائلاتهم وانتماءاتهم الوطنية ومحبتهم للعلم والمعرفة والتفكير الإبداعى؟!
فى المقابل، وتؤسفنى المقارنة، كم فيلما أنتجته السينما فى الشرق عن حياة محمد أو عن الأعياد الدينية الإسلامية والمسيحية والمناسبات القومية كان لها هذا البعد الإنسانى العام الذى أبدعته هوليوود فى الكريسماس، نحن ما زلنا أسرى لـ«فجر الإسلام» و«الشيماء» و«الرصاصة لا تزال فى جيبى»، الخطاب المباشر والقصص الشكلية الأقرب للوثائقيات الساذجة، لم نجعل من مفردات ثقافتنا الإسلامية والعربية والمسيحية الشرقية لغة إنسانية سينمائية، لا أطلب هنا أن نغزو بها العالم كما فعلت هوليوود، بل أطلب فقط أن نوجه بها أجيالنا فى الشرق إلى قيمنا الإنسانية، وأن نستخدم السينما، لنصنع من هذه الثقافة روحاً حضاريةً ممتعةً ومبتكرةً، لا وعظية وخطابية.
 
السينما الأمريكية فى الكريسماس تقدم درساً بليغاً فى الإنسانية، وتسجل تحولاً متفرداً فى تحويل القيم والعظات إلى أمواج من البهجة لكل البشر.
 
 نحتاج لأن نتعلم.
 
ونحتاج لأن نستثمر أكثر فى السينما.
 
77407-فيلم-الشيماء
 
3426758-امريكا-واحتفالات-الكريسماس

849871-الكاتب-الصحفى-خالد-صلاح
 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة