أكرم القصاص - علا الشافعي

بالصور.. الحرس الثورى بعد خامنئى.. 3 سيناريوهات تحدد موقف المؤسسة الأمنية من الحكم.. إبطال العمل بالدستور والانقلاب على نظام الجمهورية الإسلامية..تصعيد رجل دين موالى لـ"الباسداران".. وتقاسم السلطة مع حسن روحانى

السبت، 09 سبتمبر 2017 04:00 ص
بالصور.. الحرس الثورى بعد خامنئى.. 3 سيناريوهات تحدد موقف المؤسسة الأمنية من الحكم.. إبطال العمل بالدستور والانقلاب على نظام الجمهورية الإسلامية..تصعيد رجل دين موالى لـ"الباسداران".. وتقاسم السلطة مع حسن روحانى الحرس الثورى والمرشد الإيرانى على خامنئى
محمد محسن أبو النور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تأسس الحرس الثورى الإيرانى بالعام 1979 فور نجاح الثورة الإيرانية الإسلامية بقيادة آية الله روح الله الموسوى الخمينى، ومنذ ذلك الحين، راكمت المؤسسة الأمنية نفوذا عتيدا بالبلاد، إلى جانب انخراطها كليا فى الاقتصاد وسيطرتها على ما نحو 40 بالمئة من النشاط التجارى للدولة، وأصبحت ليست دولة داخل الدولة، بل دولة تحكم الدولة، وليس من السهل تصور سيناريو انزوائها بعيدا عن المشهد فى حالة تغيب المرشد الحالى آية الله على خامنئى الذى يعانى من مرض سرطان البروستاتا، وعليه يحاول هذا الطرح التنبؤ بسيناريوهات مستقبلية محتملة لدور "الباسداران" فى مرحلة ما بعد خامنئى.

 

السيناريو الأول.. الانقلاب على ولاية الفقيه

الحرس الثورى الإيرانى
الحرس الثورى الإيرانى

 

ينهض هذا السيناريو على احتمال انقلاب مؤسسة الحرس الثورى (الباسداران) على نظام الجمهورية الإيرانية المتمثل فى مبدأ "ولاية الفقيه" وهو أقرب الاحتمالات إلى المنطق بسبب الدور الكبير المفترض للحرس الثورى فى شكل السلطة فى مرحلة ما بعد خامنئى.

 

ويدلل باحث مثل مهدى خلجى بمعهد واشنطن لدراسات سياسات الشرق الأدنى، على وجهة النظر هذه فيرى أن صناع القرار الرئيسيين فى تعيين خلف المرشد الأعلى فى عام 1989 كانوا عبارة عن حفنة من الأشخاص النافذين والمتعاونين إلى حد كبير مثل نجل الخمينى ورفسنجانى، لكن ذلك لن يتكرر بالضرورة ومن المحتمل أن تكون الخلافة المقبلة فى يد مجموعة كبيرة من المؤسسات المتنافسة وعلى رأسها الحرس الثورى.

 

وبالتالى قد تكون هوية المرشد الأعلى المقبل أقل أهمية مما كانت عليه فى الماضى؛ لأن المؤسسات التى ستوصله إلى السلطة سوف تتوقع منه تطبيق أجندتها، وذلك باستخدام نفوذها الكبير لإقناعه بحماية مصالحها فوق كافة المصالح الأخرى، وفى هذه الحالة، سيكون من المنطقى الافتراض أن الحرس الثورى نفسه سيكون الخلف الفعلى لخامنئى.

 

وليس من المستبعد إن لم يصل الحرس الثورى إلى صيغة مناسبة لتطبيق هذا السيناريو أن ينقلب انقلابا كاملا على الجمهورية ومبدئها الحاكم "ولاية الفقيه" ويعطل العمل بالدستور، ومن ثم يتشكل حكم عسكرى بحت على غرار تجارب الانقلابات التى شهدتها إيران عبر التاريخ، ولعل أبرزها انقلاب العام 1925 الذى قاده، رضا خان بهلوى، والد الشاه المخلوع، محمد رضا بهلوى.

 

السيناريو الثانى.. تصعيد رجل دين موالٍ

خامنئى يزور شاهرودى فى المستشفى ويقبل رأسه يوم 13 مايو الماضى
خامنئى يزور شاهرودى فى المستشفى ويقبل رأسه يوم 13 مايو الماضى

 

يقوم هذا السيناريو على تصور أن ينجح قادة الحرس الثورى فى الحفاظ على الشكل الدستورى للجمهورية من دون اللجوء إلى الانقلاب، عن طريق التوصل إلى تسوية مع أحد رجال الدين النافذين، ويرجح أن يكون آية الله محمود هاشمى شاهرودى، عضو مجلس صيانة الدستور، والرئيس الحالى لمجلس تشخيص مصلحة النظام، بعد رحيل رفسنجانى، ورئيس الهيئة العليا لحل الخلافات وتنظيم العلاقات بين السلطات الثلاث.

 

يكتسب هذا السيناريو وجاهة من نوع خاص، خاصة بعد القرار الأعلى الذى أصدره آية الله على خامنئى، مرشد إيران، بتعيين شاهرودى رئيسا جديدا لمجمع تشخيص مصلحة النظام فى إيران لمدة 5 سنوات، ذلك المقعد الذى ظل شاغرا لأشهر بعد رحيل زعيم الاعتدال والرئيس السابق للمجمع هاشمى رفسنجانى فى يناير الماضى.

 

وفى حالة نجاح الحرس الثورى فى هذا السيناريو وبسبب إلى الضعف البالغ الذى يعانى منه شاهرودى، وعدم تقبل الأوساط السياسية والثقافية لتوليه المنصب؛ نظرا لعروبته (شاهرودى أحد آيات الله العراقيين الذين هاجروا إلى إيران عام 1979م)، خاصة أنه يقدم نفسه فى المناسبات العامة كونه عراقيا وليس إيرانيا.

 

فمن المحتمل ألا يكون شاهرودى سوى واجهة لمؤسسة الحرس الثورى تلك التى تحكم إيران من الداخل وتبسط سيطرتها على مفاصل الدولة عسكريا وأمنيا واقتصاديا، وبالتأكيد ستعمل الأذرع الإعلامية للحرس (وكالتا تسنيم وفارس) على الترويج لهذا القرار تحت ذريعة الحفاظ على مؤسسات الدولة.

 

السيناريو الثالث.. تقاسم السلطة مع روحانى

الرئيس الحالى حسن روحانى
الرئيس الحالى حسن روحانى
 

من الصعب تصور شكل السلطة فى السنوات الأربع المقبلات حال تغيب خامنئى، من دون حساب الميزان الكبير الذى يحظى به الرئيس حسن روحانى فى السياسة الداخلية الإيرانية وقدرته الفائقة على إحداث التوازن حتى فى أحلك فترات ضعفه سياسيا وحكوميا.

 

وبناءً عليه فإن الرئيس حسن روحانى سيكون أحد الفواعل الكبار فى المشهد الإيرانى لو تغيب المرشد على خامنئى للمرض أو للوفاة فى خلال السنوات الأربع المقبلات، وهى السنوات التى يتولى فيها روحانى رئاسة البلاد لدورة رئاسية ثانية.

 

فوفقا للدستور الإيرانى يتكون مجلس ثلاثى مشكل من رئيس الجمهورية (حسن روحانى) ورئيس السلطة القضائية (صادق لاريجانى) وعضو من مجلس صيانة الدستور، بشرط أن يتم اختياره من قبل مجلس تشخيص مصلحة النظام، لإدارة البلاد بشكل مؤقت.

 

وبالتالى فإن حسن روحانى سيكون جزءا من السلطة، ومن المرجح أن ينجح فى إقناع العضويين الآخرين، وتتم تسميته مرشدا للبلاد، وفى هذه الحالة ليس من المتصور أن يستتب له الأمر إلا بالتوافق الشديد مع مؤسسة الحرس الثورى واسترضائها، ومن خلال هذه التسوية تتقاسم المؤسسة السلطة مع المرشد المحتمل حسن روحانى.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة