أكرم القصاص - علا الشافعي

عباس شومان

زواج المسلمة من غير المسلم

الأربعاء، 09 أغسطس 2017 07:16 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
المستقر فى شرعنا أن الزواج يكون بين المسلم والمسلمة، كما يكون بين المسلم والكتابية، سواء أكانت مسيحية أو يهودية على خلاف بين العلماء فى جواز الزواج من الكتابيات، والراجح أن زواج الرجل المسلم من امرأة كتابية مسيحية أو يهودية جائز ما لم يخش من هذا الزواج على دين الزوج والأبناء. ومن موروثات فقهنا عدم جواز زواج المرأة المسلمة من غير المسلم ولو كان كتابيا، وهذا بإجماع فقهاء المسلمين، ولعل البعض يرى فى هذا الذى أجمع عليه الفقهاء من مشروعية زواج المسلم من الكتابية، وعدم مشروعية عكسه وهو زواج المسلمة من غير المسلم على إطلاقه مخلا بمبدأ المساوة وتحيزا للإسلام من قبل فقهائه، وأنه كان من المنطقى أن يكون زواج المسلمة من الكتابى جائزا قياسا على زواج المسلم من الكتابية، ولكن مع البيان الهادئ تزول هذه الإشكالية، ويتبين أنه لا علاقة لها بالإخلال بالمساواة أو التحيز، وذلك أن زواج المسلم من الكتابية يرجع إلى أن المسلم يؤمن برسول الكتابية وكتابها، فتمام إيمان المسلم وكماله لا يتم دون أن يؤمن بجميع الكتب السابقة والأنبياء والمرسلين، لا نفرق بين أحد من رسله، كما تلزمنا شريعتنا بتمكين الزوجة الكتابية من إقامة شعائر دينها بما فى ذلك الذهاب إلى كنيستها أو معبدها، ويلزم الزوج المسلم أن يحترم زوجته غير المسلمة كزوجته المسلمة ويعدل بينهما، ولا يتصور أن مسلما يؤمن بدينه ويعرفه معرفة صحيحة أن يهين زوجته الكتابية أو يتعرض لكتابها أو رسولها، لأن هذا يخل بسلامة عقيدته كمسلم، ولذا فإن المودة والسكينة مرجوة فى زواج المسلم بالكتابية، وهذا لا يتحقق فى زواج المسلمة من الكتابى، لأنهم لايؤمنون برسولنا، ولا بكتابنا، كما نؤمن نحن بهم، فهم بين منكر لرسالته جملة أو مؤمن بأنه مرسل للعرب خاصة، كما لا تلزمهم شرائعهم بتمكين المسلمة من أداء شعائر دينها، ويتصور مع ذلك تعرض الزوج غير المسلم لما يؤذى المسلمة فى مشاعرها نحو دينها، لأنه لا يؤمن به، ولذا فإن افتقاد المودة والسكينة التى هى من أهداف الزواج السامية متوقع بشكل كبير فى زواج المسلمة من غير المسلم الكتابى، والإسلام حريص على بناء الإنسان وسلامته من كل ما يسبب له ألما أو ضيقا، ولما كان اختلاف الدين غير مؤثر فى أمور أخرى أجازته شريعتنا، كأكل ذبائحهم فإن المسألة لا علاقة لها هنا بالمشاعر ولا الإيذاء فجاز خلافا للنكاح، ولنتأمل قوله تعالى: «اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم، والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم»، فتلاحظ فى الأطعمة الحل فى الجانبين بينما فى الزواج اقتصر على جانب ولم يتعرض للآخر بتعبير رقيق يفهم منه المراد دون إيذاء، وتتضح الصورة أكثر إذا نظرت إلى مسألة زواج المسلم بالمشركة، فديننا لا يبيح للمسلم أن يتزوج من مشركة، ولو كانت تعجب الرجل من نواحٍ متعددة كالجمال والحسب والمال والتى هى مرغبات للزواج فى النساء عموما، ومنع الزواج من المشركات مبنى على عدم إيمانهن، فالمشركة لا تؤمن بكتاب ولا بنبى، وبذلك تكون المودة والسكينة مفقودة فى هذه العلاقة، لأن شريعتنا لم تأمرنا بالاعتراف ولا الإيمان بالأديان الوضعية التى يدين بها البعض كالمجوسية وعبدة الأوثان والكواكب وغيرها، ولأنه لا يجوز للمسلم أن يقر زوجته على هذا الباطل أو يظهر احترامه له، ولذا سيؤذى مشاعر زوجته وهو غير جائز فى العلاقة بين الزوجين، فمن أجله منع الزواج منها بداية، وبذلك يتبين عظمة الإسلام، وأن المسألة لا علاقة لها بالتحيز أو الإخلال بمبدأ المساواة الذى قام عليه الإسلام وشريعته.
 
على أن ثمة أمر يجب أن ينظر إليه فقهاء العصر وهو زواج المسلمة من غير المسلم فى بلاد الغرب، حيث تمس الحاجة إلى معرفة حكم هذا الزواج فى الأقليات المسلمة فى العديد من الدول، حيث تنظر هذه الدول على الزواج على أنه عقد مدنى ولا يظهر لاختلاف الدين أثر يذكر على هذا الزواج، كما أن القول بوجوب التفريق بين المسلمة وزوجها غير المسلم قد يعرضها لمشاكل جمة إذا لم تكن لها عائلة أو مكان يؤويها، ولذا فقد تجد نفسها مضطرة لترك إسلامها والعياذ بالله أو سلوك طريق المعصية لتدبر نفقاتها وتواصل حياتها إذا لم تجد عملا أو زوجا مسلما، ولعل الاجتهاد الجماعى فى هذه المسألة يجد حلا لهذه المعضلة، كأن يمنع زواج المسلمة من غير المسلم ابتداء، لأن ما سبق ذكره لا مدخل له هنا فهى مسلمة مستقرة على إسلامها قبل الزواج، ويمكنها البحث عن زوج مسلم، بينما إذا تزوج الزوجان وهما على غير الإسلام فأسلمت الزوجة وبقى زوجها على دينه فيفرق بين حالتين: الأولى: إن كانت الزوجة التى أسلمت فلن تتعرض إن فارقت زوجها لما سبق ذكره لوجود عائلة تعولها أو مصدر رزق كوظيفة أو تجارة تمكنها من العيش حتى ترزق بزوج مسلم فهذه يحرم عليها أن تستمر على زواجها من غير المسلم، والثانية: إذا لم يكن لها عائلة أو مصدر رزق وسيترتب على مفارقتها لزوجها عودتها إلى دينها قبل الإسلام أو سلوك طريق الانحراف لا محالة، فأعتقد أن قواعد شرعنا تبيح الإبقاء على هذه الزوجية صيانة للزوجة وحماية لدينها، فى ظل زوجية لا إيذاء لها فى مشاعرها، لعدم تأثير الانتماء الدينى على الحياة فى هذه المجتمعات، فلا يعقل أن تكون أحكام شريعتنا مؤدية إلى عقاب الزوجة التى تدخل فى الإسلام بتضييعها أو عودتها إلى غير الإسلام.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

زواج المسلمه

الحب في القلب والنوايا لا يعلمها إلا الله

عدد الردود 0

بواسطة:

amy saeed

كلامك غير منطقي و لا واقعي

حتى و لو كان الزوج غير المسلم لا يؤمن بالاسلام .. لن يمنع زوجته المسلمه من اداء فرائضها لانه احب فيها المراءة الانسانه و تزوجها على اساس ذلك .. كما ان شعوب العالم بعد ان تحررت من اوهام و عصبية الدين صارت تتقبل الاخر المختلف عنها. للاسف بقيتم انتم بعصبيتكم و غلوكم.. ثم لماذا تحرم ما احل الله؟ من اعطاك الحق

عدد الردود 0

بواسطة:

ايمان

عرف الجاهليه ام الشريعة الاسلاميه؟!

{وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ} واضح هنا مساواة الله بين المسلم و المسلمه فى حرمة الزواج بالمشركين اما الزواج باهل الكتاب فلم يحرمه الله لا على المسلم او المسلمه، و الرسول نفسه تزوج باليهوديه و المسيحيه باعتبارهما من اهل الكتاب و ليسا مشركات، فكيف يتجرأ بعض الفقهاء و يحرم ما فعله الرسول نفسه بدعوى الاجتهاد فلا اجتهاد فى وجود النص ولا تفسير فى وضوح النص،و الأصل فى الامور هو التحليل ما لم يرد نص صريح بالتحريم، و بالتالى مالم يحرمه الله فلا يحرمه بشر ولو كان فقيها من فقهاءكم اللذين بايعتم من دون الله، اما الخوف من اساءة الكتابى لزوجته المسلمة، فياريت فضيلتك تطلع على اساءات بل جرائم الازواج المسلمين لزوجاتهم المسلمات تحت سمع و بصر بل و تحريض و تاييد رجال الدين، فالسلوك السىء او الاجرامى او الارهابى ليس مرتبط بدين المرء بل بشخصيته ايا كان دينه، فلا داعى لحجج الفقهاء التى حرموا بها كل شىء على المرأه و اباحوا بها كل شىء للرجل تأثرا بعرف الجاهلية التى كانوا حديثى عهد بها!

عدد الردود 0

بواسطة:

ايمان

أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ

{وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ} واضح هنا مساواة الله بين المسلم و المسلمه فى حرمة الزواج بالمشركين اما الزواج باهل الكتاب فلم يحرمه الله لا على المسلم او المسلمه، و الرسول نفسه تزوج باليهوديه و المسيحيه باعتبارهما من اهل الكتاب و ليسا مشركات، فكيف يتجرأ بعض الفقهاء و يحرم ما فعله الرسول نفسه بدعوى الاجتهاد فلا اجتهاد فى وجود النص ولا تفسير فى وضوح النص،و الأصل فى الامور هو التحليل ما لم يرد نص صريح بالتحريم، و بالتالى مالم يحرمه الله فلا يحرمه بشر ولو كان فقيها من فقهاءكم، اما الخوف من اساءة الكتابى لزوجته المسلمة، فياريت فضيلتك تطلع على اساءات بل جرائم الازواج المسلمين لزوجاتهم المسلمات تحت سمع و بصر بل و تحريض و تاييد رجال الدين، فالسلوك السىء او الاجرامى او الارهابى ليس مرتبط بدين المرء بل بشخصيته ايا كان دينه، فلا داعى لحجج الفقهاء التى حرموا بها كل شىء على المرأه و اباحوا بها كل شىء للرجل تأثرا بعرف الجاهلية التى كانوا حديثى عهد بها!

عدد الردود 0

بواسطة:

خالد المصرى

اتقوا الله

انت بتهرج يا عم الشيخ مافيش نص قرآن بيقول الكلام ده. خايف تقول ان يجوز زواج المسلمة من الكتابى غير المسلم اسكت احسن.

عدد الردود 0

بواسطة:

خالد

كلام غير صحيح ومغالطات كثيرة

فأذا كان القرأن يقول انها كافرة وان كتابها محرف وعقيدتها فاسدة كما تقولون فكيف تقول انك تؤمن بكتابها وانك ستحترم عقيدتها . المسلم( المتدين) يتزوج المسيحية واليهودية وهو متأكد من انه سيجبرها علي تغيير دينها . كفي كذب

عدد الردود 0

بواسطة:

hend

طبيخ كلام طبيخ

سمك لبن كفتة لايصدقة عقل هجص عك فى عك

عدد الردود 0

بواسطة:

حمدى عباس ابراهيم

تأسيا بفكر المحلق الأول [ الشعب الأسيل ] أقول :

الانسان حيوان نافق . قصدى ناطق . ومحدش يسألنى ايه علاق ذلك بموضوع الخبر فكل ما يهمنى النشر زى تعليق الشعب الأسيل ..

عدد الردود 0

بواسطة:

مغترب

مع احترامى وتقديرى

الزواج بين اى اثنين مختلفين فى الدين لا يخضع لنظام دين معين منهما بل لنظام كلا الدينين فما الفائدة اذا سمح الاسلام بزواج المسلم من المسيحية بينما لا تسمح المسيحية بهذا الزواج بل وتعتبر هذه الزوجة المسيحية خارجة عن الطائفة واقصد هنا الارثوزوكسىية التى تمنع الزواج ليس فقط بين المسيحية و المسلم بل بين المسيحية الارثوذكسية والمسيحى غير الارثوذوكسى .اعتقد ومنعا للبلبة والمشاكل ان يتزاوج اصحاب كل دين فيما بينهم ومش معقول خلصت البنات المسيحيات علشان المسيحى يروح يتزوج من مسلمة او مفيش بنات مسلمات تصلح للزواج علشان المسلم يتزوج من مسيحية محبكتش يعنى

عدد الردود 0

بواسطة:

مجدى جرجس

كلام يفتقر للحقائق

اولا كيف يكون زواج المسلم من مشركة غير جائز وان الزواج من مسيحية جائز وفى نفس الوقت تقولون عن المسيحيين انهم مشركين ؟ ثانيا كيف يؤمن المسلم بكتاب امسيحيين وفى نفس الوقت تقولون انه كتاب محرف فهل يؤمن المسلم بكتاب محرف ؟ وهناك اسئلة اخرى كثيرة تدحض ما جاء بالمقال لا داعى للتعرض اليها الان

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة