أكرم القصاص - علا الشافعي

فى عيد ميلاده الـ56.. باراك أوباما يتذكر كتابه "أحلام من أبى"

الجمعة، 04 أغسطس 2017 09:00 م
فى عيد ميلاده الـ56.. باراك أوباما يتذكر كتابه "أحلام من أبى" كتاب أحلام من أبى
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يظل الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما مدينا لـ الكتب لأنه صنعته وقدمته للناس بشكل مختلف كما كان كتاب الشهير "أحلام من أبى.. قصة عرق وإرث"، شريكه وقسيمه فى كل شىء".
 
هذا الكتاب الذى ملأ الدنيا وشغل الناس، ربما لا يعلم الكثيرون أن أوباما نشره فى سنة 1994 ويروى فيه من خلال سرده لسيرة حياته، قصة حلم والده الذى لم يعرفه كفاية خلال حياته، لكنه اكتشفه بعد موته، ووعى الحلم الذى ورثه عنه جينياً، والذى رافق وحكم حياته، وهو حلم كل مواطنى القارة السوداء، سواء الذين عاشوا فيها وحاولوا تطويرها، أو ولدوا بعيدين عنها فى أمريكا وحملوا بصمات أسلوب حياتها حتى ولو لم يعرفوها.
 
والكتاب يقدم قصة كفاح وإثبات للوجود واكتشاف للذات وسعى لتحويل الحلم إلى واقع، ويقدم فى المقام التالى سيرة فيها الكثير من العبر وقوة الإرادة والتعلم من الأحداث وقراءة الواقع كما هو، من دون التخلى عن الحلم الذى يعتبر المحرك الأول لتغيير هذا الواقع. ويختلط فى هذا الكتاب-السيرة الخاص بالعام، التفصيل الحياتى واليومى المعاش بالقضايا الكبرى والعامة التى شغلت باراك أوباما وعلى رأسها قضية السود الأمريكيين بالدرجة الأولى، وتالياً قضية الأعراق الأخرى التى تشكل مجموع الولايات المتحدة الأمريكية، وقضايا اجتماعية كثيرة أخرى انخرط فيها، ومن خلالها تلمس فيها ببطء قضايا مجتمعه الملحة، مختاراً الأهم فالمهم، لكن أهم مايميز كتاب أوباما "أحلام من أبي: قصة عرق وإرث" بالاضافة إلى تركيزه على الحلم الذى حكم حياته، وحياة أبيه من قبله، والذى يعيد اكتشافه وتقدير دوره بصماته على حياته بعد موته، ويرجع إليه أفضالاً كثيرة ورثها عنه، هو دأبه وعمله ومتابعته وتدقيقه بكل ما حوله لاكتشاف الدقائق الصغيرة والآليات الناظمة لسيرورة الحياة الأمريكية، وقدرته على خلق نوع من التوافق بينها وبين أحلام افريقى مجرد من الشعور بالوضاعة فقط لأن لون جلده مختلف، لتجد هذه الأحلام الموروثة طريقها للتحقق.
 
يبدأ أوباما سيرته من اللحظة التى تلقى فيها اتصالا هاتفياً مقتضباً من عمته جين فى نيروبى تخبره فيه بأن والده توفى بسبب حادث سيارة، وتطلب منه الاتصال بعمه المقيم فى بوسطن وإبلاغه بالأمر، ويتوقف أوباما الشاب عند هذا الخبر، ليسرد ذكرياته القليلة عن والده المتوفى الذى لا يمثل بالنسبة له سوى شخصاً رآه لمرة واحدة، وقضى معه قرابة العشرين يوماً، وباستثناء تلك الحادثة لم تتعد العلاقة بينهما الكلمات التى تصل عبر رسائل فى فترات متباعدة، تحمل النصيحة والحث على الاجتهاد، دون أن ترفق ولو مرة واحدة بحوالة مالية أو هدية، ولذلك لم تترسخ لدى أوباما صورة الأب الحقيقية، وبقى كمئات آلاف الأطفال الأمريكيين ابناً لامرأة عزباء عليها أن تؤمن له مصاريف العيش والدراسة، أما مابقى من صورة الأب فى ذاكرة الطفل فليس أكثر من موتيف باهت، وصورة أكملتها الأم والجد والجدة عنه، ومن خلال قصص هؤلاء (الجد والجدة والأم) كوّن أوباما لنفسه صورة لهذا الأب القادم من أعماق إفريقيا فى بعثة دراسية لأمريكا، ليتزوج امرأة بيضاء، ويعود إلى موطنه بعدما ولد طفله بقليل، فى حقبة مفصلية من التاريخ الأمريكي، كانت فيها قوانين الفصل العنصرى لا تزال سارية فى بعض الولايات، وفى هذه الأجواء فى منزل الجد والجدة حيث كان الحديث يدور عن الأب وقصصه، نشأ هذا الطفل الأسود فى رعاية أسرة بيضاء، كانت تشكل قمة التناقض المحير فى حياة طفل صغير يفتح عينيه على الحياة.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة