أكرم القصاص - علا الشافعي

سموم قطر ضد مصر.. جرائم لا تسقط بالتقادم.. من جمعة الغضب إلى إرهاب سيناء.. دماء أكثر من 300 شهيد تلطخ عباءة تميم بن حمد.. مؤامرات الدوحة بدأت بالتحريض وانتهت إلى القتل.. وتحرك عربى جديد لمقاضاة الدوحة دولياً

الجمعة، 25 أغسطس 2017 03:00 م
 سموم قطر ضد مصر.. جرائم لا تسقط بالتقادم.. من جمعة الغضب إلى إرهاب سيناء.. دماء أكثر من 300 شهيد تلطخ عباءة تميم بن حمد.. مؤامرات الدوحة بدأت بالتحريض وانتهت إلى القتل.. وتحرك عربى جديد لمقاضاة الدوحة دولياً تميم بن حمد
محمود جاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

دماء باردة سكنت شرايين لا يعرف أصحابها إلا التحريض ، ودماء تسيل بلا انقطاع لتضرب أسمى معانى البطولة والفداء لحماية الأرض والعرض.. ودماء أخرى تغلى فى العروق ، لتترقب فى صمت ثقيل لحظة قصاص عادل من كل من خان ، وكل من وفّر ملاذا ومنبرا للمحرضين ، وقدم سلاحا لقاتل ، هكذا تحول الخلاف بين مصر وإمارة قطر، من ساحات السياسة إلى ميادين الثأر بعدما امتدت قائمة الجرائم القطرية ضد مصر من التحريض على العنف لضرب الاستقرار إلى القتل والترويع والدمار.

 

بهذه التحركات المشبوهة أطلق تنظيم الحمدين الإرهابى ـ ولا يزال ـ سهام الغدر والخيانة ضد الدول العربية وفى مقدمتها مصر ، فما بين القاهرة والدوحة  ليس اختلافا أو خلافاً فى وجهات النظر بين دولتين وإدارتى حكم، وليس نزاعا على حدود أو منافسة فى ملعب سياسى وتسابق على دور أكبر وأكثر تأثيرا فى ملفات الإقليم، وليس قاصرا على تدخل دولة فى شؤون غيرها، وإنما قائمة جرائم تحريض واضح بدأت منذ ما يقرب من عشر سنوات، لتتحول منذ اندلاع ثورة 30 يونيو إلى قوائم ثأر ممتدة قوامها يجتاز حاجز الـ300 شهيد وآلاف المصابين من أبناء الشعب المصرى ورجال القوات المسلحة والشرطة المصرية، أريقت دماؤهم بتحريض وتمويل وغطاء سياسى قطرى مشبوه.

 

مدفوعة بالأحقاد ، وقبل أن تزور رياح الربيع العربى عواصم المنطقة أطلقت الدوحة سهامها صوب القاهرة والدول الداعية لمواجهة الإرهاب وفى مقدمتهم المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين.. كانت خريطة التوازنات الدولية والإقليمية قبل الثورات العربية قاصرة على محور اعتدال تقوده مصر والسعودية ، ومحور ممانعة تتزعمه سوريا ، وما بين الفريقين كانت قطر تلك الإمارة الصغيرة التى تمتلك ثروة نفطية هائلة تبحث ـ دون جدوى ـ عن دور ولو ضئيل وسط الكبار ، لتبدأ بتحركاتها المشبوهة خطة طويلة الأمد لتخريب تلك الدول وفى القلب منها مصر ، لضرب استقرارها آملاً فى انتزاع ما تمثله من مكانة ، وطمعاً فى وراثة ما تلعبه من دور فى ملفات السياسة الدولية.

 

مبكراً ، عرف الحقد طريقه إلى شرايين الأمير الشاب تميم بن حمد ، والأمير الوالد حمد بن خليفة ، ورئيس وزراءهم مهندس المؤامرات القطرية الكبرى حمد بن جاسم.. كان استيعاب مكانة مصر والسعى إلى إقامة علاقات طبيعية مع القاهرة أكبر كثيراً من أن يحتويه قلب مريض ، وكان الاعتراف بما تمثله المملكة العربية السعودية من ثقل إقليمى ودولى فى منطقة الخليج عصياً على فهم عقول لم تعى إلا مخططات التآمر والخيانة.

 

بأعين سكنتها الكراهية، يطل "حمد" وابنه "تميم" عبر شاشات شبكته الإعلامية المشبوهة "الجزيرة"، وقنواتها المتعددة التى تبث سموما لا تنقطع فى عقل المواطن العربى. زج تنظيم الحمدين إلى "قلب الحدث" لإشعال الأزمات تلو الأزمات منذ أن أقدم الشاب التونسى محمد بوعزيزى على حرق نفسه فى بلدة "سيدى بوزيد"، لتأخذ فضائية الدوحة المشبوهة على عاتقها مهمة تصدير سيناريوهات الفوضى لباقى دول المنطقة.

 

كان يوم 28 يناير 2011 دليلاً حياً على دور قطر فى تأجيج الأزمة داخل القاهرة . كشفت تقارير غربية عدة ، وتسريبات خاصة باستخبارات دولاً عربية وأجنبية وقوف الدوحة وراء واقعة اقتحام السجون ضمن مخطط كبير لنثر بذور الفوضى والخراب ونقل التحركات الشعبية ضد نظام مبارك من ميادين الثورة إلى ساحات الحرب الأهلية .

 

المؤامرة القطرية ضد ثورة 25 يناير ، ومحاولات اختطافها المفضوحة لصالح الإخوان ، كشفها الظهور السريع واللافت لقيادات الجماعة الإرهابية الهاربة بعد ساعات من سلسلة اقتحامات السجون الدامية عبر شاشة الجزيرة ، وبعدما هاتفت القناة المشبوهة الرئيس المعزول محمد مرسى، وقتما كان ـ بموجب القانون ـ سجينا هاربا عبر هاتف "الثريا" من صحراء وادى النطرون لتبدأ قطر منذ ذلك الحين خطة جديدة عنوانها "تمكين الإخوان" للاستيلاء على ما تبقى من دولة مبارك وتحويل القاهرة إلى عاصمة تابعة لنظام تميم بن حمد.

 

بتمويلات مفتوحة، وعبر استوديوهات الجزيرة مباشر مصر، والجزيرة الأم، حرك "تميم بن حمد" آلة الخراب صوب القاهرة، ليقدم دعما ضخما وملفتا، مهد الطريق أمام قيادات جماعة الإخوان للظهور، وسوّقهم للرأى العام فى صورة الأكثر تعرضا للظلم، والكيان الأكثر تنظيما وحشدا، والأكثر قدرة على قيادة مصر فى ظل ما تشهده من اضطرابات عقب ثورة 25 يناير، لتجنى الجماعة الثمار وحدها، بالفوز بأغلبية كاسحة فى برلمان ما بعد الثورة، وتستطيع عبر مرشحها محمد مرسى السيطرة على باقى مفاصل الدولة، وإدخال مكتب الإرشاد إلى مقر رئاسة جمهورية مصر العربية، عبر وجه المعزول وأموال قطر ونافذة الجزيرة الإعلامية.

 

لم تهنأ الدوحة طويلاً بتمريرها مخطط "تمكين الإخوان" الذى لم يستمر إلا عام واحد بعدما وضعت ثورة 30 يونيو الشعبية سطر النهاية للمخطط القطرى المشبوه لتفتيت الدولة المصرية ، وبعدما كتب الشعب المصرى شهادة وفاة جماعة الإرهابية وفرعها الرئيسى فى القاهرة.. فكان مشهد الملايين المحتشدة فى ميدان التحرير رافعة لافتات "ارحل" أو "يسقط حكم المرشد"، أكبر من أن تستوعبه دويلة قطر التى  أدركت أنها خسرت رئيس بدرجة عميل.

 

حركت الدوحة آلتها الإعلامية للنيل من ثورة المصريين فى 30 يونيو والتحريض ضدها، لتنحى "الجزيرة" شعارها المراوغ "الرأى والرأى الآخر" جانبا، وتسخر منصاتها المختلفة لبث فعاليات اعتصامى جماعة الإخوان فى رابعة العدوية وميدان نهضة مصر، فى تحريض مفتوح على الحرب الأهلية.

 

بثت الجزيرة سمومها ومارست كافة ألوان التحريض ، من مقطع "أنا بنذرك يا سيسى.. هنفجر مصر" الشهير، مرورا بتحريض قادة جماعة الإخوان الإرهابية ، ومنهم صفوت حجازى على القتل ، وصولا إلى الاعتراف الذى أدلى به محمد البلتاجى عبر شاشة الجزيرة ، بوقوف الجماعة وراء العمليات الإرهابية التى اندلعت فى سيناء فور عزل مرسى، وأنه يمكنهم إيقافه فورا إذا أعيد مرسى للقصر ، قدمت قطر عبر فضائيتها، وما زالت حتى الآن، المنبر الأول للتحريض على القتل والخراب والتدمير، لينقل تميم بن حمد خلافه مع مصر من ساحات السياسة إلى ميادين الثأر والدماء.

 

شاركت قطر وتورطت عبر تحريضها فى سقوط العشرات من الشهداء والمصابين فى أحداث جمعة الغضب واقتحام السجون ، وتورطت فى سقوط  25 شهيدا فى مذبحة رفح الثانية ، فى 19 أغسطس 2013، كما شاركت وتورطت عبر سموم قناة الجزيرة فى سقوط 16 شهيدا فى تفجير مديرية أمن الدقهلية فى 25 ديسمبر من العام نفسه، واستشهاد 4 آخرين فى تفجير مديرية أمن القاهرة قبل يوم من ذكرى الثورة عام 2014.

 

يحمل تميم بن حمد فى كفيه دماء 110 شهداء من رجال الكتيبة 101 بالعريش، بعدما تصدوا لعناصر تنظيم "داعش" الإرهابى وجماعة الإخوان، المدعومين من الدوحة يوم 29 يناير 2015، ويحمل أمير قطر أيضا المسؤولية عن دماء 29 شهيدا سقطوا بلا ذنب فى تفجير الكنيسة البطرسية فى 11 ديسمبر 2016، ودماء 44 آخرين سقطوا فى تفجيرات كنيستى طنطا والإسكندرية فى التاسع من أبريل 2017.

 

نقلت قطر باختيارها الحر، خلافها مع مصر من ميادين السياسة إلى ميادين الدماء والثأر، لتؤكد أن ما بين الدوحة والقاهرة دما أكبر كثيرا من قائمة المطالب العربية المصحوبة بمهلة للتنفيذ، وأكبر كثيرا من إغلاق حدود مباشرة أو فرض حظر على الطيران، أو إعلان مقاطعة دبلوماسية شاملة، نقلت قطر باختيارها الحر الخلاف مع شعب مصر إلى ما هو أبعد كثيرا من خطوط العودة، وما هو أقصى من كل مشاعر الغفران، ولم يعد إلا دماء الشهداء، وقانون الله والوطن بالقصاص والثأر.

 

حرضت قطر ولا تزال ضد مصر فى عواصم الدول الكبرى ومن بينها واشنطن وموسكو ، ودفعت عبر وزير الخارجية الأمريكى ريكس تيلرسون ، العضو السابق فى مجلس الأعمال الأمريكى ـ القطرى خلال التسعينيات والذى تربطه علاقات مشبوهة برجال أعمال ومسئولين قطريين ، لتخفيض المساعدات الأمريكية المخصصة إلى مصر.

 

تؤثر الدوحة ولا تزال عبر شبكة استثمارات واسعة داخل شركات السياحة والمطارات الروسية وقطاعات النفط والغاز ، على قرار موسكو الخاص بعودة السياحة الروسية إلى مصر، والذى لا يزال حبيس الأدراج منذ ما يزيد على عام ونصف العام.

 

وتواصل قطر على مدار ما يقرب من ثلاثة أشهر كاملة من المقاطعة العربية التى تقودها مصر والدول الداعية لمواجهة الإرهاب الممول من الدوحة تمسكها بأجندة المؤامرة ضد الجميع ، رافضة الانصياع للمطالب الـ13 والتى يأتى فى مقدمتها وقف دعم وتمويل وإيواء الكيانات الإرهابية، ووقف بث قناة الجزيرة المشبوهة ، فى الوقت الذى تتأهب فيه القاهرة والرياض لتحرك جديد كشفت عنه تقارير إعلامية فرنسية مؤخراً يشمل إعداد ملفاً شاملاً وموثقاً بجرائم تنظيم الحمدين ضد بلدان العالم العربى ، تمهيداً لمقاضاتها وإدانتها أمام المجتمع الدولى ، وتمهيداً لفرض  قائمة جديدة من العقوبات.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

000

تمتم

راجل اخرج من قطر ياكلب انت ابن امك

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة