أكرم القصاص - علا الشافعي

طارق البرديسى يكتب: مصر بوابة إفريقيا وقلبها النابض

الإثنين، 21 أغسطس 2017 10:00 ص
طارق البرديسى يكتب: مصر بوابة إفريقيا وقلبها النابض نهر النيل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

دائماً ما يرددون أن مصر الخمسينيات والستينيات كانت متواجدةً بقوة وفاعلية، وأنها لم تعد موجودة بعد محاولة اغتيال حسنى مبارك فى أديس أبابا عام ١٩٩٥م.

والحقيقة أنه إذا غابت الدبلوماسية الرئاسية أيام مبارك لأسباب شخصية أو عمرية (طول فترة مبارك وتعديه سن الثمانين)، إلا أن الخارجية المصرية ووزارة الموارد المائية والرى والقطاع الخاص المصري، كل أولئك كان موجوداً، محاولاً ملء الفراغ ما استطاع إلى ذلك سبيلا، فطبيعة الحقبة الناصرية تختلف عن أختها المباركية، فالناصرية دعمت حركات التحرر والنضال والاستقلال والانفكاك من ربقة المستعمر.

أما ما بعد عبد الناصر فكانت إفريقيا ظمأى إلى التنمية التى تحتاج تمويلاً لم يكن متوافراً فى القاهرة التى تعج بخبرات بشرية متنوعة وموارد إنسانية زائدة تفيض عن حاجتها وتسد حاجات الدول إِفريقية أو عربية..

نعم لم نبعد عن إفريقيا ولم تبعد عنا، رغم معوقات كثيرة، ليس آخرها عدم وجود خطوط طيران مباشر تربطها بالقاهرة دون تجشّم عناء السفر إلى فرنسا ثم التوجه لها إذا ما أردت الانتقال للجابون مثلاً، إلى غير ذلك من عراقيل متنوعة. !

لماذا نولى وجوهنا إلى الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة، مع أن إفريقيا هى الكنز الاستراتيجى للتصدير والاستثمار وفرص الانطلاق ورحابة النجاح فى قطاعات عديدة !

ملف الأمن المائى وسلة الغذاء المستقبلية وتأمين حدودنا الإقليمية، كل مفرداته إِفريقية، وكل أوراقه إِفريقية، فنهر النيل إفريقي، وحتى خزان حجر الرمل النوبى بمياهه الجوفية الضخمة التى تصل لترليون متر مكعب يمتد فى أراضى مصر وليبيا وتشاد والسودان، حيث تتجلى فرص الاستفادة التنموية، وضرورة التنسيق الأمنى لدحر الجماعات المؤدلجة التى تتربص بأمننا القومى الدوائر ...

لا أحب التذمر من تغلغل قوى خارجية داخل الأحشاء الإفريقية، فبدلاً من الضجر والبكاء على اللبن المسكوب، علينا الاستفادة وتحويل المِحنة إلى منحة، وإقامة علاقات مع الصينين والهنود والإخوة العرب، وسيكون المكسب للكل، لنا ولهم، موقعنا يحتم ضرورة أن نكون بوابة لإفريقيا وأن ننشئ خطوطا ملاحية تعانق النيل الممتد لتصل للبحر المتوسط أى لأوروبا بدوله المختلفة، إفريقيا واعدة وبوابتها مصر، حيث القلب المهيأ لضخ الحياة للشرايين والأوردة الإفريقية، فهل نحن مستعدون ؟!










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة