أكرم القصاص - علا الشافعي

د. سامى عبد العزيز

لا تستعجلوا المجلس القومى لمكافحة الإرهاب والتطرف

الجمعة، 28 يوليو 2017 11:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حسنًا فعلت الدولة ورئيسها بتشكيل المجلس القومى لمكافحة الإرهاب والتطرف، وحسنًا فعلت الدولة عندما اعتبرت أن التطرف مساوٍ للإرهاب، وله تأثيراته المماثلة له، كلاهما، الإرهاب والتطرف، لهما نفس التأثير الضار على المجتمع.. مجتمعنا بين رحى المطرقة فى هذه الأيام.. ما بين إرهابيين على الحدود يقتلون أولادنا، ويحاولون النفاذ إلى داخل المجتمع المصرى لترويع الأفراد، وبث الخوف بينهم، وبين متطرفين فى أفكارهم، ومتطرفين فى اتجاهاتهم الحياتية، ويحاولون فرضها على المجتمع، وقيادة المجتمع نحو هاوية التطرف المقيتة.. لا خير فى مجتمع لا يسوده الوسط، ولا خير فى أمور لا تكون الوسطية مركزها.
 
ووفق قرار تشكيل المجلس الذى صدر فى الجريدة الرسمية مساء الأربعاء، يهدف المجلس إلى حشد الطاقات المؤسسية والمجتمعية للحد من مسببات الإرهاب ومعالجة آثاره، ويختص المجلس بإقرار استراتيجية وطنية شاملة لمواجهة الإرهاب والتطرف داخليًا وخارجيًا، والتنسيق مع المؤسسات الدينية والأجهزة الأمنية لتمكين الخطاب الدينى الوسطى المعتدل، ونشر مفاهيم الدين الصحيح فى مواجهة الخطاب المتشدد بجميع صوره، ووضع خطط لإتاحة فرص عمل بمناطق التطرف، ودراسة أحكام التشريعات المتعلقة بمواجهة الإرهاب داخليًا وخارجيًا، واقتراح تعديل التشريعات القائمة، لمواجهة أوجه القصور فى الإجراءات وصولًا إلى العدالة الناجزة، والارتقاء بمنظومة التنسيق والتعاون بين جميع الأجهزة الأمنية والسياسية مع المجتمع الدولى، خاصة دول الجوار، والسعى لإنشاء كيان إقليمى خاص بين مصر والدول العربية، يتولى التنسيق مع الأجهزة المعنية بمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة.
 
أخوف ما أخافه بعد صدور هذا التشكيل أن يتعجل الناس نتائجه، وكأن المجلس سيصدر قرارات فورية توقف عمليات الإرهاب فى غمضة عين.. تعودنا على استعجال النتائج، وعلى انتظار المعجزات الخاطفة.. طبيعة عمل المجلس، وطبيعة أهدافه تحتاج إلى فترة زمنية كافية لتحقيق نتائج حقيقية، ولذلك يجب علينا التحلى بالصبر الجميل فى هذا المجال.
 
كذلك، فإن لم يقم عمل المجلس على دراسات حقيقية، وعلى تقييمات واقعية للأسباب، مستندة على عمل بحثى علمى يتسم بأقصى درجات المهنية والموضوعية، فلن يأتى المجلس بجديد.. القامات التى يضمها المجلس تستحق أن تتوفر لها الظروف المهيئة للنجاح.. توافر المعلومات الحقيقية وليست المتخيلة، والمعلومات لا وجهات النظر هى كلمة السر فى نجاح المجلس فى تحقيق أهدافه.. مؤسسات البحث العلمى يجب أن تكون فى خدمة المجلس، ونتائج دراستها يجب أن تكون متوفرة له.. جلسات السمر والنقاش البيزنطى لن تجدى فى هذا المجال.
 
لفت نظرى فى تشكيل المجلس أنه لا يضم وزير الثقافة بصفته وباهتمام وزارته، وكذلك أى ممثل للهيئات الوطنية للإعلام، أو للمتخصصين فى مجال الإعلام.. الثقافة والإعلام قنوات ناقلة وموصلة للاستراتيجيات التى يخرج بها المجلس، وهى قنوات مهمة للتغيير إذا أحسن استخدامها، وكلاهما، القنوات الثقافية والإعلامية كيانات فاعلة فى تشكيل الوعى وفى نشر الفكر الوسطى، بعيدًا عن عمليات الإرهاب الفكرية أو الإعلامية.. جزء من الإرهاب ومن التطرف الذى نعانى منه ناتج من وسائل الإعلام والثقافة ونتاج لها، وهى جزء من المشكلة، وجزء من الحل، وكان ينبغى ضمهما إلى المجلس الجديد.
الإرهاب والتطرف هو قضية مصر الحقيقية، والمجلس القومى لمكافحة الإرهاب والتطرف هو نافذة أمل فى طريق العلاج والقضاء عليهما، وعلينا أن نساند المجلس، وأن ندعمه بالمعلومات، وبالصبر الجميل.. فبدونهما لا يمكن تحقيق شىء ذى بال فى هذا المجال.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة