أكرم القصاص - علا الشافعي

ماهر المهدى

السفاح البدين فى حقائب المسافرين

الجمعة، 21 يوليو 2017 02:18 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا غنى للسفاح البدين عن الأموال السائلة النقدية التى يمكنه استخدامها فى شراء كل شىء - دون ترك دلالة على المشترى أو صاحب المصلحة فى الشراء – وتسهيل حركة تنقل العناصر الإرهابية التابعة له والعناصر المتعاطفة معه ومع فكره من بلد الى آخر .
 
 كما تسهل الأموال النقدية محاولات الاختفاء عن رجال الأمن وتغيير مواقع الاختباء بسرعة وتبديل وتغيير وسائل الاتصال وتجديد وسائل الاعاشة لحين الهروب أو تنفيذ مخططات ارهابية . ومما لا شك فيه أن السيولة النقدية تعوز السفاح البدين من أجل تنفيذ سياساته القائمة على اثارة الحروب ودعم التوترات العسكرية وتزكية الانشقاقات حيثما يمكنه ذلك ، سعيا وراء السلطة والتسلط على الآخرين والتحكم فى مسارات المقادير فى بؤر الصراعات والمناطق المجاورة لها ، اذا أمكن له ذلك . ولكن الدنيا محكمة الغلق فيما يتعلق بقنوات التحويل النقدى ، فكيف يمكن للسفاح البدين وأعوانه أن يدبروا الأموال النقدية لشبكاتهم ؟ 
 
ان أسهل الحلول المبتكرة والقابلة للاستمرار - بصفة عامة – هى الحلول التى تنبع من البيئة المحيطة بموضع الاحتياج . وموضع الاحتياج ، وهو موطن السفاح البدين ، يعج بالمقيمين من كل جنسية . والمقيمون شرفاء مكافحون فى غالبيتهم العظمى ، ولكن قد يوجد بين هولاء المقيمين البعض القليل الذى يتعاطف مع فكر السفاح البدين ودعاته الأشرار ويود المساعدة مقابل مكافأة أو بدون مقابل .
 
 وقد يوجد بين هولاء المقيمين – على اختلاف جنسياتهم – من يطمح الى تحقيق ثروة صغيرة سريعة اذا أتيحت له الفرصة . والمرات كثيرة لمن يريد أن يبرر لنفسه فعلته فى حق نفسه وفى حق الغير وفى حق وطنه . واذا ، فالمراد قريب ، ولا يعوز السفاح وأعوانه الا المحاولة .
 
النقود الغزيرة قد تغزو حدود البلاد الأخرى فى حقائب المسافرين من كل فئة ، لأنها تغرى بالحمل والفوز بمبالغ كبيرة ، بينما السفاح لا يبالى بأى تكلفة مالية يمكن أن تقابله فى سبيل وصول الأموال النقدية الى أعوانه لتنفيذ عملياته الارهابية . فيطرق أعوان السفاح أبواب الناس من المقيمين خاصة هنا وهناك فى هدوء وبوساطة من الأصدقاء المشتركين ، ويزينون البيعة حتى يطمع الطامع .
 
 والمطلوب واضح والمكافأة ثروة صغيرة بالنسبة الى أناس كثيرين وثروة كبيرة بالنسبة الى أناس كثيرين أيضا . فيرفض من يرفض ويتردد من يتردد ويقبل من يقبل ويغادر الى بلده – أيا كانت – حاملا حقيبة من النقد . وبمجرد أن يصل حامل النقد الى وجهته يجد من يتلقاه – وفقا لاتفاق وترتيب مسبقين – ويتم التسليم والتسلم ، وينصرف كل الى حاله ومآله . فيختفى حامل الحقيبة مع مكافأته الآثمة ، ويطير مستلم النقد الى شبكته وأعوانه بما وصله من نقد وفير قد يعين على تدبير الكثير واتمام الكثير من أهداف الشبكة والسفاح البدين . وهكذا ، يتم العمل على أن تتوالى مثل هذه العمليات التى تحقن الأموال النقدية فى جسد دماء شبكات الارهاب لتبقى عفية ومتيقظة رهن الاشارة ورهن طلب مرسل النقد وصاحب الهدف وصاحب المصلحة الأكبر ، وهو السفاح البدين .
 
ليس المقيمون فى بلد السفاح وحقائبهم فقط مستهدفين لحمل أموال السفاح البدين ، ولكن الحقائب المسافرة من كل مكان وكل بلد مستهدفة ، وخاصة من بلاد العالم الصغيرة المترامية فى أماكن قصية وتحمل أسماء بلا معنى - بالنسبة الى العالم - لكونها بلادا فقيرة . فالبلاد الصغيرة البعيدة هى بلاد بلا معنى فى أعين الجميع  ، مسؤولين ورعايا ، وهذه هى الفكرة التى تجعل من حقائب المسافرين القادمين من بلاد بلا معنى حقائبا هامة بالنسبة الى الباحثين عن قناة لنقل أموالهم النقدية الى أعوانهم . فتتوالى الحقائب والشحنات المسافرة بلا حصانة . وقد تحمل حقائب السفر المسافرة فى ظل الحصانة - من كل نوع - النقد والألماس الذى يسهل بيعه وتسييله الى نقد من كل جنسية .
 
ان الجانب الطيب فى قصة حقائب المسافرين – اذا ما بحثنا عن جانب طيب – هو أن تطور الحياة يفصح كل يوم عن الحاجة الى تطوير أساليبنا لتصبح أقدر وأفضل من ذى قبل على تأمين الحدود وحماية الوطن من كل محاولات آثمة للاغارة عليه وعلى مقدساته . ولابد أن يشمل التطور توسيع دائرة الاهتمام والبحث فى امكانية عدم اقصاء أحد أو بلد أو جهة من دائرة الاهتمام الحرفى المنجز . حفظ الله مصر ورئيسها ووفقه الى الخير كله .









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة