أكرم القصاص - علا الشافعي

رشا الجندى

علم النفس وخطاب مارك فى هارفارد

الإثنين، 29 مايو 2017 09:14 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لقد تخرج الملياردير مارك مؤسس موقع "فيس بوك" من جامعة هارفارد؛ وهى واحدة من أعرق جامعات العالم. وفى حفل تخرجه قام بإلقاء خطابه الذى تضمن مجموعة جمل أثارت شغف علم النفس نحو الوصول لمصدر القوة الحقيقى لهذا الإنسان. ومن أهم الجمل (لست أفضل متحدث هنا).
 
وفى هذا المقال وفضلاً عن أن مستوى التعليم فى مثل هذه الجامعات من الضرورى أن يخلق عقولاً تستطيع التأثير فى العالم. وفضلاً عن أننى إن أردت تحليل خطاب مارك بالكامل فإننى أحتاج إلى سلسلة من المقالات، ولكن، بصفة عامة فخطاب مارك يحمل فى طياته أهم مكون من المكونات الأساسية لوصول النفس البشرية للنجاح الحقيقى الذى يختلط معه الشعور بلذة الحياة فى كل المجالات. فلا تتعجب إن كتبت لك فى هذا المقال أن أول أسباب النجاح الحقيقى هى الفشل والحرمان.
 
فمن الآلام تنشأ الأحلام ومن الأوجاع يخرج الإبداع، فينبهر العالم بالإنسان وهو بالأصل الحرمان. وهذا بالفعل ما لاحظه علم النفس من خطاب مارك حينما ذكر قصته مع فريق عمله فى بداياته وهو يمتلك من العمر اثنين وعشرين عامًا، حينما تركوه فاحتضنه شعور الوحدة الذى دفعه للإصرار على الوصول لحلم يفيد العالم، فاستمر فى العمل حتى شاءت الأقدار التى أسماها مارك بـ(الحظوظ) لأن يصبح هو مارك الآن. وإن سمح هذا المبتكر لعلم النفس أن يختلط عالمه الداخلى، فمن المؤكد أن سمة حرمانه من شىء ما أو معنى ما هو الذى دفعه لأن يصبح مؤثراً فى العالم.. إذن فالنفس البشرية تحتاج للإيمان أولاً وتصديق عقلها الباطن بقوة بأنها ستصل لأهدافها.. وفى علم النفس إن وصلنا بعقولنا الباطنة لهذا اليقين، بدأت كل أعضائنا للتحرك تجاه الهدف. وهذا هو أحد القوانين النفسية الهامة.
 
عزيزى القارئ: لم يكتب علم النفس هذا المقال ليؤكد لك أن مارك إنسان ناجح أو سعيد لأنه أصبح ملياردير، لأن معايير النجاح والسعادة تختلف من إنسان لآخر. فأحدها السعادة له المال، والآخر الحب، والآخر المنصب، والآخر راحة البال..إلخ. ولكن قرر علم النفس فى هذا المقال أن يهديك نموذجًا مثل مارك، يشعر بلذة الحياة ليؤكد أنه ليس من السعادة أن تمتلك المال فقط ولكن من الأهم كيف تتعامل مع هذا المال لتصبح سعيدًا؟ كما أنه قد تكون من السعادة أن تُمارس الجنس ولكن شعورك بنشوة اللذة يأتى بممارسته مع من تهوى نفسك. كما أنه من الجيد أن تصنع لنفسك حلمًا ولكن من الممتاز أن يكون حلمك للتأثير فى العالم وليس للتأثير فى نطاق ضيق.. وعندما تحلم النفس البشرية تحتاج لمن يؤمن بها وإن لم تجده فهذا لا يعنى أنها غير قادرة على تحقيق حلمها بمفردها، ولكن قد يعنى أن طاقتها سيتم هدر جزء كبير منها فى الدعم النفسى والمادى لذاتها.. وهذا بالفعل ما استنبطه علم النفس من مارك فى خطابه حينما تحدث عن سعادة والده به وقتما تم وصول رسالة تأكيد قبول مارك فى جامعة هارفارد.
 
عزيزى القارئ: حينما يكون حلمك الدراسة فى جامعة مثل هارفارد، فتأكد أنك إنسان مبتكر، وحينما تقف كل الإمكانيات ضد حلمك فاعلم أن شخصيتك المبتكرة ستصارع الواقع لتؤثر فى العالم كله فى يوم ما، مهما قلت إمكانياتك. 
 
وأخيراً فلتسمح عزيزى القارئ لعلم النفس هنا أن يسلط لك الضوء على نقطة هامة فى حياة مارك وهى (زوجته) التى أشار إليها فى الخطاب، والتى كثيراً ما نالت انتقاد من أصحاب العقول المحدودة حول كونها غير فاتنة الجمال، ولكن فليتدرج معى هؤلاء لنصل سوياً لعمق المعنى وهو أن يهب الإنسان وقته لشىء واحد فقط، فينجح فيه. هذا لا يعنى النجاح. ولكن عليك بأن يكون لديك وقت لكل مهم بالحياة لكى يكون نجاحك نجاحًا صحيًا.. مارك لم يجعل حلمه للعالم يمنعه عن الارتباط للحصول على احتياجاته الطبيعية فى الحياة، تزوج، عمل، أصبح أبًا، وهو بالفعل ابن وله أصدقاء.. إلخ. إذن فمن الصحة النفسية أن يكون لدى الإنسان وقت فى يومه لكل شىء لنفسه، لحلمه، لأهله، لأصدقائه.. إلخ. ولكن من الأهم أن يتم توزيع كمية الوقت لكل شىء وفقاً لأولوية احتياجاتنا.
 
عزيزى القارئ: إن كنت من أصحاب الأموال أو المناصب أو الخبرة أو الوطن الحقيقى أو الأهل.. إلخ، فلا تبخل على أصحاب الطموح بدعمك.. وإن أجبرتك نفسك على البخل المادى، فأجبرها على الكرم المعنوى.. لربما تكن سبباً فى أن يؤثر هذا الطموح فى العالم كله فيما بعد، لأن عدم وجود الدعم يعرقل الطريق ويهدر طاقة صاحب الطموح.
 
وإن كنت صاحب حلم وتشعر فى نفسك بالابتكار فلا تنس أن الاستغناء قوة والسعى واجب.. فمن سعى مستغنى ارتقى بنفسه لأرقى سبل الحياة.. ولا تنس أن تستمع لخطاب مارك وغيره الكثيرون ممن وصلوا لأهدافهم، فرحلة طموحهم بما حملتها من عقبات سيكون لها تأثير قوى جداً على نفسيتك لاستعادة طاقتك من جديد.. وهذا ما يسمى فى علم النفس بالتعلم بالنموذج.
 
 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 5

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

مارك

كلام جميل يا رشا ولكن أولا مارك ولد وفي فمه ملعقه من ذهب...ثانيا مارك تعلم وسط علماء ومختصين يقدرون قيمة البحث والاختراع .. ثالثا المجتمع عامل تشجيع وليس إحباط ..رابعا مارك لم يتعرض طوال حياته لعالم الزواحف والسحالي والسلاحف المتخلفه

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

نعمل تجربه

خلي مارك ضيف احدي حلقات رامز جلال وسحليته الغبيه وشوفي الراجل ح يخترع ايه..أعتقد شومه ب قرن غزال

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

جامعة هارفارد

جامعة هارفارد تنظر للعالم العلوي وليس العالم السفلي ولذلك لا تحوي أي زواحف متخلفه تعيش في غيبوبة الجهل والأساطير والفهلوه

عدد الردود 0

بواسطة:

نشات رشدي منصور / استراليا

الي. الشعب. الأصيل. ... من. فضلك. كفاية.

تهويل. واقاويل. والدليل. ان. إحنا. اخترعنا. الست. ام. الغول. والدود اللي. بياكل. تابين. والجر والجرجير. صناعة. تحت. السرير. والنوم. في. الهواء. بنغير. سرير. ولا غطا. والزحلقة في. جيوب. الناس. ومخرطة. الملوخية. ثم. أخيرا. طاسة. الخضة. وهلم. جرا. ..

عدد الردود 0

بواسطة:

خليل

لكاتبة المقال الدقة اساس النجاح

ملحوظة لكاتبة المقال مارك لم يكمل الجامعة و كلمته في حفل التخرج لمنحه درجة الدكنوراه الفخرية

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة