أكرم القصاص - علا الشافعي

كريم عبد السلام

المرضى والحمقى وحرب اليمن على الـ«سوشيال ميديا»

الخميس، 20 أبريل 2017 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لماذا يفضل البعض منا إلغاء عقله، والتصرف مثل البهائم على مواقع التواصل الاجتماعى؟ ولماذا يبدو بعض المحسوبين على النخبة، وهم المفترض فيهم التعقل والإدراك، بلهاء يسيرون فى ركاب أى داع حتى لو كان عدوًا؟ ولماذا يظهر المتثاقفون والأفندية على «فيس بوك» و«تويتر» دائمًا الاستعداد لحمل الشائعات المغرضة والإساءات والأكاذيب ضد مصر وجيشها ورئيسها وحكومتها؟ ألم يسمع هؤلاء عن حروب الجيلين الرابع والخامس؟ ألم يدركوا بعد ضلوع دول عربية كنا نحسبها أشقاء وشركاء مصير فى المؤامرة لإسقاط بلدنا أو تركيعه؟
 
فى الأيام الأخيرة انتشر على مواقع التواصل حديث اللواء أحمد عسيرى، مسؤول قوات التحالف الإسلامى التى تخوض حرب اليمن ضد الحوثيين، وتحديدًا الفقرة التى يقول فيها إن مصر و«السيسى» عرضا المشاركة فى حرب اليمن بأربعين ألف جندى، لكن قيادة قوات التحالف رأت أن تكون المعارك فى اليمن يمنية خالصة.
 
الرجل قال ما قال وسمعه الجميع، ربما سهوا أو اختلطت عليه بعض المعلومات، أو أى سبب آخر غير ما نعلمه عن موقف مصر الثابت فى تلك الحرب، لكن اللافت فى الأمر أن بعض الصحفيين والأفندية المتثاقفين على مواقع التواصل تعاملوا مع كلام اللواء العسيرى على اعتبار أنه الحقيقة الكاملة، وقد كشف عنها الحجاب، وما يتبعه ذلك من اللطم وشق الهدوم والعويل حول موقف مصر من الأزمات فى المنطقة، والفارق بين ما هو معلن، وما يدور فى الكواليس، وأصبح «تشيير» لينك حديث العسيرى هو النشاط الأكبر للأفندية الذين يحسبون أنفسهم معارضين لأنهم «فاهمين»، أو «فاهمين» أنهم معارضون!
 
لم يشك أحد من المروجين لكلام اللواء العسيرى فى انتظام سياق الكلام، أو يضع أيًا من علامات الاستفهام والتعجب، أو حتى نقاط الاستكمال على الكلام الذى بدا مخالفًا لما شهدته علاقات البلدين من توتر معلن وخفى تابعناه جميعًا، كما لم ينتظر أحد الندابين على مواقع التواصل موقف الدولة الرسمى المعلن، أو غير المعلن، وبدأت الحملة المنظمة فى الداخل والخارج ضد الجيش والحكومة والرئيس!
 
الأخطر والأنكى، أن اللواء أحمد عسيرى نفسه تراجع عن تصريحاته، ونشر على جميع وكالات الأنباء خبرًا يوضح فيه أن كلامه كان فى سياق الحديث عن اجتماعات جامعة الدول العربية، حول تشكيل القوة العربية المشتركة، ومدى مساهمة كل دولة عربية بالعتاد والمال والجنود، وليس فى معرض الحديث عن تشكيل التحالف الإسلامى المشارك فى حرب اليمن، وشتان بين المشروعين والتحالفين والهدفين، لكن المرضى والحمقى والأفندية المتثاقفين مازالوا يتبادلون حديث الرجل الأول حتى بعدما نشر ما يشبه التكذيب والتوضيح الوافيين الشافيين، ولله الأمر من قبل ومن بعد!









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة