أكرم القصاص - علا الشافعي

دندراوى الهوارى

تاريخياً ومنذ الهكسوس.. سقوط مصر يبدأ بسقوط بغداد ثم دمشق!!

الأربعاء، 12 أبريل 2017 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الشاعر الفرنسى الشهير «بول فاليرى»: «التاريخ أخطر محصول أنتجته كيمياء الفكر»، ونحن لابد لنا أن نتخذ من هذا الإنتاج الفكرى، وحصاد الأحداث، عبرة وعظة واستثمارها بشكل رائع للحاضر والمستقبل.
 
والتاريخ وعبر عصوره المختلفة له صرخات مدوية، كاشفة عن أحداث تكررت، ومنذرة بالتكرار، وبنفس التفاصيل، مع اختلاف الأبطال، أبرزها أن سقوط مصر دائمًا يبدأ بسقوط العراق ثم الزحف نحو سوريا.
 
ولن نعود إلى بداية التاريخ، لقلة المصادر إلى حد كبير، وعدم الاعتماد على مصدر أو اثنين فقط، لكن سنقفز إلى الفترات ذات الزخم بالمصادر المختلفة، التى تسرد الوقائع التاريخية المتعلقة بالمستعمرين الباحثين عن احتلال مصر.
 
الخطة تبدأ بإسقاط العراق، ثم سوريا، ثم الزحف نحو مصر، ورأينا ذلك فى الزحف التتارى «المغول»، الذى بدأ باحتلال بغداد عنوةً عام 65 هـجرية، وقتل المغول الخليفةَ العباسى رغم أنهم منحوه الأمان.
 
وبعد إسقاط العراق، بدأ الزحف نحو سوريا ودخلوا دمشق فى مارس 1260، وبدأت خطوات غزو مصر واحتلالها، وبدأ الجيش المصرى فى التحرك لمواجهة جيش التتار، بقيادة «قطز» عند «عين جالوت»، ولقن الجيش المصرى نظيره الجيش «التتارى»، بقيادة «كتبغا» درسًا قويًا فى فنون المعارك الحربية، وانتصر الجيش المصرى انتصارا ساحقا، وأوقف الزحف التتارى الذى أحرق بغداد وأسقط دمشق.
 
ولم تتوقف الأطماع الاستعمارية لاحتلال مصر والأوطان العربية، عند حد التتار، وإنما بدأت الحملات الصليبية للاستيلاء على بيت المقدس وهزيمة كل الجيوش العربية والإسلامية المدافعة عنها، وعلى رأسها الجيش المصرى.
 
وشكلت أوروبا 9 حملات صليبية، متتالية، كلما فشلت حملة، أعقبتها بالثانية، وبدأت الحملة الأولى فى أغسطس عام 1096 ميلادية، التى جاءت بناء على مطالب الفقراء وجمهور قليل من الفرسان، حيث كان الوعد الكنسى لهم بالخلاص والفوز بالغنائم وتحرير القدس، وكان قوام الحملة 25 ألف رجل، وتمكنت من احتلال القدس عام 1099 بالإضافة إلى عدّة مناطق حكم صليبية أخرى، فى بلاد «الشام».
 
ولعبت الخلافات بين حكام المسلمين المحليين دورا كبيرا فى الهزيمة التى تعرضوا لها، كالخلافات بين الفاطميين بالقاهرة، والسلاجقة الأتراك، ورغم ذلك حاولت مصر طرد الصليبيين، وقاد الوزير الأفضل الفاطمى، الجيش المصرى لطرد الصليبيين، ووصل إلى «عسقلان» ولكنه تراجع، عندما علم بقوة الجحافل الصليبية، التى استكملت السيطرة على بعض البلاد الشامية والفلسطينية بعدها.
 
وجاءت الحملة الثانية، عام 1147، التى دعا لها «برنارد دى كليرفو»، وقادها لويس السابع ملك فرنسا وكونراد الثالث هوهنشتاوفن إمبراطور ألمانيا، وهى أول حملة يشترك فيها الملوك، وفى 24 يونيو 1147 تلاقى لويس السابع وكونراد الثالث ووصية العرش ميليساندا مع اعيان القدس، وقرروا محاصرة «دمشق» الحصينة، لأن فتحها كان يبشر بغنائم وفيرة.
 
دام الحصار خمسة أيام لكنه فشل، وتخلى ملك القدس بودوان وبارون طبرية عن مطلبهما بعد تدهور موقعهما العسكرى.
 
وكانت قد تجمعت قوات الصليبيين فى القسطنطينية، وبعد أن تم إعدادها عبرت البسفور إلى الشام، ودارت بينهم وبين السلاجقة معركة عند «ضورليوم»، وهزمت فيها السلاجقة، ثم استولى الصليبيون على أنطاكية فى شمال الشام، وأسسوا بها أول إمارة لهم، ثم استولوا على الرها فى إقليم الجزيرة الشمالى، وأسسوا إمارتهم الثانية، واتجهوا إلى مدينة القدس، ودخلوا بيت المقدس، وارتكبوا فيها مذبحة قضوا على سكانها جميعًا رجالا ونساءً وأطفالا وكهولا، واستباحوا مدينة القدس أسبوعًا يقتلون ويدمرون حتى قتلوا فى ساحة الأقصى فقط سبعين ألفًا من المسلمين.
 
بجانب ارتكاب «ريموند» القائد الصليبى، الذى احتل «مَعَرَّة النعمان»، وقتل بها قرابة مائة ألف،ٍ وأشعل النار فيها، ثم أقاموا دولتهم الكبرى المعروفة باسم مملكة القدس، وبقيت محاولات الاستيلاء على دمشق وحلب مستعرة، ولمحاصرتها أمرا مستمرا لم يتوقف.
 
هذه المجازر أزعجت العالم الإسلامى، فقرر الناصر صلاح الدين الأيوبى تشكيل جيش قوى قوامه من الجيش المصرى، وتوجه لتحرير القدس وفك الحصار  عن دمشق وحلب، وتمكن فى الرابع من يوليو عام 1187 من الانتصار على الصليبيين فى موقعة حطين، وحرر القدس فى 2 أكتوبر 1187، إلا أن الحملات الصليبية توالت حتى وصل عددها 9 حملات.
 
وفى العصر الحديث، زرعوا إسرائيل فى فلسطين لتأسيس إسرائيل الكبرى من «النيل للفرات»، وخاضت معارك مع الجيش المصرى والسورى، واستولت على سيناء والجولان، والجيش المصرى حرر سيناء، وبقيت الجولان فى حوزة تل أبيب، ثم وجهت الولايات المتحدة الأمريكية، ضربة للعراق فى 2003، دمرتها ولم تقم للعراق قائمة حتى الآن، ثم زرعوا داعش فى العراق، التى تسللت لسوريا، ومن سوريا لسيناء، بهدف إسقاط دمشق أيضًا ثم القاهرة.
 
إذن الحقائق التاريخية تؤكد أن سقوط القاهرة يبدأ من سقوط بغداد مرورا بسقوط دمشق، الذين يهللون بسقوط سوريا، لا يعلمون أنها الطريق لسقوط القاهرة.
ولك الله يا مصر من الخونة والمتآمرين فى الداخل قبل الخارج...!!!









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

مشمش

برافوا الله ينور عليك...لخصت عشره كتب تاريخ فى مقاله.واحده..

...مصر لن تسقط ابدا..ان شاء الله

عدد الردود 0

بواسطة:

Mostafa

انا مش هقرا مقالك بس من العنوان

اعتقد انك ما قرأتش التاريخ بشكل جيد ...كان في منافسة عسكرية بين حضارات العراق المتعاقبة و الفراعنة ...اما عن الشام فهي حقا بوابة مصر الشرقية

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرى صريح

و والى عكا الخائن هو تميم و سلمان

و والى عكا الخائن هو تميم و سلمان اللى كلم ترامب علشان يشكرة على ضربة لسوريا و يقول لية انها فعلا ضربة شجاعة.ان لم تنتبة مصر لما يجرى حواليها فلن تصمد طويلا ,اول شى يجب القضاء على العملاء من الداخل لانهم من يفرشون الطريق لعملاء الخارج . خير وسيلة لدفاع هى الهجوم.

عدد الردود 0

بواسطة:

كمال محمد

يكرهون بلدهم اكثر من كرهم لليهود

التشفى والحقد داخل تلك الفئة الحقيرة المسمى النخبة والتى يمثلها النشطاء لم نرى له مثيل من قبل

عدد الردود 0

بواسطة:

فكرى ابراهيم

بأذن الله لن تسقط مصر أبدا

فمصر مقبرة الغزاه . نحن شعب عريق . نموت نموت ويحيا الوطن .

عدد الردود 0

بواسطة:

فاطمة

اسمها ... هزيمة اي طغيان عندما يصلوا الي القاهرة!

عزيزي الكاتب المحترم... المفروض مقالك يبقي مفهوش ريحة الهزيمة و اليأس بالطريقة دي!! و في الوقت الصعب ده!!! و تاريخياً ومنذ الهكسوس.. سقوط أي غزو او عدوان نجح في الإستيلاء علي بغداد ثم دمشق يكن في القاهرة !!!

عدد الردود 0

بواسطة:

يحيي الغندور

الى رقم 2\جانبك الصواب : فعلا كانت قوى الشر تبدأ فعلا بالعراق او سوريا او فلسطين ويتم كسرهم فى مصر

لو قرأت التاريخ الفرعونى او الاسلامى كانت مصر دائما هى القوة الاقليمية للمنطقة وكانت بعض الاقاليم تتبعها ومن كان يريد اى من الاقاليم المحيطة لا ينس ان القوة التى ستصده هى مصر وحدث هذا مرارا فى الازمنة الفرعونية حتى الاسرة الثلاثين ثم فى عهد الخلافات الاموية والعباسية والعثمانية كانت مصر حائط الصد للتتار وللصليبيين وغيرهم\ما يريد الكاتب ان يطرحه ان مصر لن تسقط ابدا باذن الله لان الله جاميها وراعيها وشعبها لن يتركها مهما طال الزمن او تغير وفى نفس الوقت لن تسقط الدول المرتبطة بنا لان امننا من امنهم-وستتحرر العراق وسوريا باذن الله من قوى الشر والضلال

عدد الردود 0

بواسطة:

Shah

مصر الآمنه

ما قاله(بول فاليري) هي الحقيقه فمنذ قدم التاريخ وبغداد ودمشق دائما ماتكون الطريق والبدايه لإسقاط مصر ولكن ما لم يقوله هذا الشاعر الفرنسي أن كل امبراطوريه او جيوش حاولت احتلال او اسقاط مصر دائما تنتهي بتدمير هذه الامبراطوريات او الجيوش وتفكيكها وازالتها من التاريخ وتصبح ذكرى فقط للتاريخ وجميع من ذكرهم دليل حيوي على ذلك المغول والتتار والصليبين وآخرهم انجلترا كانت قائدة العالم وبعد احتلال مصر اصبحت مثل باقي الدول التابعه وان شاء الله الدور على أمريكا وقريبا سنراها دويلات صغيره بعد تآمرها على مصر ... فلتحيا مصر ويسقط كل اعداءها وكل من يحاول اسقاطها او يخونها أن كان من الداخل أو الخارج ....

عدد الردود 0

بواسطة:

الصقر الذهبى

لك الله يا مصر من الخونة والمتآمرين فى الداخل قبل الخارج...!!!

بارك الله فيك واكرر لك الله يا مصر من الخونة والمتآمرين فى الداخل قبل الخارج...!!!

عدد الردود 0

بواسطة:

تحيا مصر

تحيا مصر

سبحان الله ما في حاكم مصري انتصر أبدا كلهم كان ايمانهم قوي وكلها انتهت بخلافة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة