أكرم القصاص - علا الشافعي

أحمد إبراهيم الشريف

يوم السعادة العالمى.. يا صاحبى إنى حزين

الأربعاء، 22 مارس 2017 07:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى ديوانه الأول «الناس فى بلادى» الذى صدر عام 1957 كتب الشاعر الكبير صلاح عبدالصبور قصيدته «الحزن»، يقول فيها: «يا صاحبى إنى حزين/ طلع الصباح فما ابتسمت ولم ينر وجهى الصباح/ وخرجت من جوف المدينة أطلب الرزق المتاح/ وغمست فى ماء القناعة خبز أيامى الكفاف/ ورجعت فى جيبى قروش».. فهل كان يعلم الشاعر الحكيم أنه سيأتى زمن يحتفلون فيه باليوم العالمى للسعادة، ويكون الشعب المصرى آخر من يفرح؟
 
حدث ذلك واحتلت مصر رقم 15 عربيا ورقم 120 دوليا من بين 157 دولة فى ترتيب الدول التى تشعر بالسعادة، حسب تقرير الأمم المتحدة حول مؤشر السعادة لعام 2016، هذا التقرير أعدته «شبكة حلول التنمية المستدامة»، واستند الترتيب إلى 38 مؤشرا مختلفا، من بينها نظام الحكم السياسى ومستوى الفساد فى المجتمع والتعليم والصحة والأجور وقدرة الأفراد على تقرير مستقبلهم والتفاوت فى توزيع الثروة.
 
الإمارات جاءت فى المركز الأول فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، واحتلت المرتبة 28 عالميا كأسعد الشعوب فى مؤشر السعادة العالمى 2016، متفوقة على فرنسا وتايلاند وإسبانيا واليابان، وجاءت السعودية فى المركز الثانى عربياً و32 عالمياً، وقطر فى المركز الـ3 عربياً و36 عالمياً، والجزائر فى المركز الـ4 عربياً و38 عالمياً، والكويت فى المركز الـ5 عربياً و41 عالمياً، والبحرين فى المركز الـ6 عربياً و42 عالمياً، وليبيا فى المركز الـ7 عربياً و67 عالمياً، والصومال فى المركز الـ8 عربياً و76 عالمياً، والأردن فى المركز الـ9 عربياً و80 عالمياً، والمغرب فى المركز الـ10 عربياً و90 عالمياً، ولبنان فى المركز الـ11 عربياً و93 عالمياً، وتونس التى احتلت المرتبة الـ12، جاءت بعدها فلسطين فى المركز الـ13 عربياً و108 عالمياً، والعراق فى المركز الـ14 عربياً و112 عالمياً.
 
بالطبع سيكون السؤال: ما الذى يحدث فى مصر، ولماذا تحتل هذه المكانة المتأخرة جدا؟ هذا رغم تقدمها نحو 15 مركزا مقارنة بتقرير عام 2015، لكن حتى الدول العربية التى تعانى الحروب والكوارث، مثل ليبيا والعراق، متقدمة عنا، ويشعر شعبها بسعادة أكثر منا بعض الشىء، مما ينذر بخطر كبير.
 
حتما سوف ينظر البعض إلى الأمر باستهانة، ويعتبر «السعادة» أمرا هامشيا، وهذا ليس صحيحا، فغياب السعادة يعنى غياب الفرحة، ومجىء الحزن، أى غياب الطاقة والرغبة فى العمل، وبمعنى أكثر وضوحا فقدان الجدوى من الأشياء، وبالتالى خسارة الحياة وانتظار الموت.
يقول صلاح عبدالصبور: «وأتى المساء/ فى غرفتى دلف المساء/ والحزن يولد فى المساء/ لأنه حزن ضرير/ حزن طويل من الجحيم إلى الجحيم».









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة