أكرم القصاص - علا الشافعي

يوسف أيوب

مصر ليست دولة قابلة للإيجار لمن يدفع أو يقدم الحماية للحاكم

الخميس، 16 مارس 2017 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
العقيدة المصرية الثابتة، التى يعلمها من فى الداخل والخارج أنه لن يسمح لدولة أجنبية مهما كانت العلاقة معها طيبة أن تقيم قواعد عسكرية على الأراضى المصرية، فمصر دولة ذات سيادة ولا ولن تسمح أبداً لأحد أيا كان أن يكون له موطئ قدم على الأراضى المصرية.
 
ورغم أن هذه الحقيقة ظاهرة وواضحة للجميع ولا تقبل الشك ولا التأويل، لكن هناك من لا يريد أن يصدق ذلك، أو بمعنى أدق لم يجرب حتى لمرة واحدة معنى أن يكون لدولته سيادة على أراضيها، فمروجو هذه الشائعات يعانون دوماً من عقدة نقص السيادة، فدولهم تقبع تحت سيطرة قواعد عسكرية أجنبية تتحكم فى سياسات هذه الدولة، وتحركها كيفما تشاء، لذلك يتمنون أن تكون كل الدول فى المنطقة منقوصة السيادة مثلهم، لذلك يرددون دوماً الشائعات هنا وهناك حول مصر، لينفسوا عن عقدة تتحكم فيهم.
 
للأسف الشديد أصبحت بعض وكالات الأنباء العالمية إلى أسيرة لعقد هؤلاء، فحولت الشائعات إلى أخبار وتقارير تبث حتى يلتقطها الجهلة ويرددونها وكأنها الصدق المبين، دون أن يعلموا أن مصر ليست ضمن هذا النوع من الدول التى تقبل أن تتحول إلى قاعدة يمارس على أرضها الأجانب ما يريدون دون تدخل أو سيطرة من الدولة المصرية، فهؤلاء لا يدركون جيداً أن مصر رفضت منذ جلاء الاحتلال الإنجليزى فى 1952 كل العروض التى قدمت لها بإنشاء قواعد أجنبية على أراضيها تحت دعاوت متعددة، منها حماية مصر، وإنشاء جبهة تحمى الشرق الأوسط من خطر الشيوعية السوفيتية، وغيرها من الحجج التى أطلقتها فى حينها بريطانيا ومن خلفها الولايات المتحدة، وقتها رفضت مصر رغم الضغوط التى مورست ضدها، وكذلك العروض التى كانت تتلقاها القاهرة حينها من هذه الدول، كما رفضت مصر بعد ذلك طلبات أمريكية متكررة وأخرى روسية بإنشاء قواعد عسكرية على الأراضى المصرة، وظلت مصر على موقفها الرافض.
 
اليوم عاود مروجو الشائعات إلى سيرتها الأولى، فقبل شهرين تقريباً كانت الشائعات منطلقة من صحيفة «ازفيستيا» الروسية التى قالت إن موسكو تجرى محادثات مع مصر حول استئجار منشآت عسكرية، من ضمنها قاعدة جوية فى مدينة سيدى برانى بمرسى مطروح، وأن القاعدة ستكون جاهزة للاستعمال بحلول عام 2019، وهو التقرير الكاذب الذى سارع المسؤولون الروس إلى نفيه لأنهم يدركون أكثر من غيرهم الرفض المصرى القاطع لمجرد طرح هذه المسألة للنقاش.
 
ويبدو أن مروجى الشائعات لم يتعظوا من واقعة «ازفيستيا» الكاذبة، والتى حسمها الرئيس عبد الفتاح السيسى بقوله «هذا الخبر لا أساس له من الصحة.. لا قواعد عسكرية لروسيا أو غيرها فى مصر.. يا جماعة مصر مش كده. ما كانتش كده فى أى فترة ومش هتبقى كده»، فعادوا مرة أخرى، لأنهم هذه المرة عبر بوابة أخرى، وهى وكالة رويترز التى نشرت قبل يومين تقريرا كاذبا مثل كاتبه، قالت فيه إن روسيا نشرت فيما يبدو قوات خاصة فى قاعدة جوية بغرب مصر قرب الحدود مع ليبيا، وهو التقرير الذى وصفه سيرجى لافروف، وزير الخارجية الروسى بأنه «مجرد إشاعات وتتنافى مع الحقيقة والواقع».
 
أتمنى أن يتعظ ناقصو السيادة من الواقعتين ويدركون جيداً أن مصر لم ولن تكون أبداً دولة قابلة للإيجار لمن يدفع أكثر أو لمن يقدم الحماية للحاكم.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة