أكرم القصاص - علا الشافعي

سارة الطباخ

إلى السفير الإيطالى فى القاهرة

الثلاثاء، 14 مارس 2017 09:35 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عزيزى معالى السفير الإيطالى فى القاهرة..
أبدأ بنقل بعض المعلومات لك، حيث استقبلت قرية البضائع بمطار القاهرة الدولى، مساء الجمعة، جثمان الشاب هانى حنفى السيد، والمعروف بـ«ريجينى المصرى»، والذى عثر عليه مشنوقًا داخل سجن «كالتانيسيتا» بإيطاليا، تمهيدًا لدفنه بمقابر العائلة بمنطقة أبو قير.
 
 ومن جانبها، قامت السلطات المصرية، متمثلة فى وزارة الخارجية بمتابعة السفارة المصرية، فى روما، لما حدث للمواطن المصرى فور تلقيها نبأ وفاته، وقامت السفارة المصرية بالتواصل مع السلطات الإيطالية، للتعرف على كل ملابسات الحادث، وإجراء تحقيق شامل حول أسباب الوفاة، وإطلاع الجانب المصرى عليه فى أسرع وقت، واستيضاح كل التفاصيل بشأن حالة المواطن المصرى قبل وفاته.
وهنا تأتى التساؤلات:
 
أولًا، هل يحق لنا أن نتهم السلطات الإيطالية بأنها وراء مقتل ابننا «هانى»؟
 
ثانيًا، هل يحق لنا أن نتهم السلطات الإيطالية بأنها تخفى معلومات جوهرية عن طريقة موت «هانى»؟
 
ثالثًا، هل يحق لنا أن نقوم بتصعيد لهجة الخطاب السياسى والإعلامى ضد إيطاليا، وكأنه الشعب الإيطالى تآمر على «هانى» لكى يقتله بهذه الطريقة؟
 
معالى السفير، أنا لا أذكر هذه المعلومات أو أطرح هذه الأسئلة من قبيل النكاية أو الرغبة فى إثارة المشاكل بين الشعبين، ولكن لأننى كمواطنة مصرية شعرت بأن الرأى العام الإيطالى اشتعل بمناسبة مقتل «ريجينى» ليس لأسباب لها علاقة به كمواطن إيطالى، أو لتيقنكم بأنه قتل عمدًا، وإنما كانت جزءًا من صراع سياسى داخلى بين الأغلبية والأقلية فى المجلسين النيابيين.
 
مصر والمصريون لا يقفون موقف العداء لإيطاليا والإيطاليين، بل على العكس. كل ما تمنيناه هو أن تعطوا السلطات المصرية الوقت المناسب للتعامل مع القضية بالجدية اللازمة، وبالتفاصيل الواجب تمحيصها قبل القفز إلى استنتاجات تنال من عمق العلاقة بين الشعبين.
 
مصر فيها عشرات الحوادث التى لا نعرف تفاصيلها سنويًا، والتى قد تنتهى بأشخاص يموتون أو يقتلون دون أن نعرف الأسباب. وهو ما يحدث فى الكثير من بلدان العالم. وليس من المنطقى أن نتهم هذه الدول أو سلطاتها بأنها متآمرة ضد الدول الأخرى.
 
هناك إرهابيون ينالون من المصريين قبل أن ينالوا من غير المصريين. كما أن أوروبا شهدت موجات إرهابية كثيفة راح ضحيتها أبرياء. وما كان من المصريين، قيادة وحكومة وشعبًا، إلا أن وقفوا بجوار شعوب هذه الدول، وقدمت التعازى وتبادلت المعلومات الاستخباراتية، وقاومت الإرهابيين لأن جيش الإرهاب ضد شعوب الأرض جميعًا بمن فيهم من مصريين وإيطاليين وغيرهم.
 
ابننا الذى مات على أرضكم وداخل أحد سجونكم ليس أقل قيمة من ابنكم «روجينى» الذى مات على أرضنا. القضية أن عدوكم وعدونا واحد وهو الإرهاب.
 
أرجوك أن تبلغ تعازينا كمصريين لأصدقائنا فى إيطاليا.
 
مصر لا تتآمر على أحد ولا تريد شرًا بأحد، مصر تناشد كل أصدقائها أن يقفوا معها فى حربها ضد عدوها وعدو الجميع.
 
دمتم بخير.
«وسيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون» صدق الله العظيم. 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة