أكرم القصاص - علا الشافعي

إسلام الغزولى

مفهوم القوامة المغلوط

الجمعة، 10 مارس 2017 05:12 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قبل أيام قليلة خرج مفتى الديار المصرية السابق الدكتور على جمعة ببعض التصريحات فى أحد برامج التليفزيون المصرى، ليثير قضية شديدة التعقيد ومثيرة للجدل وهى طاعة المرأة لزوجها ، حاول فيها الدكتور على جمعة توضيح مفهوم القوامة فى الإسلام ، وضرورة فهمها بشكل جيد فى إطار أن القوامة هى إدارة المنزل وأمور الأسرة بشكل جيد وبحكمة، وأن تبعية المرأة للرجل فى هذا الأمر فى إطار تنفيذ الرجل لرؤية حقيقية لتربية الأطفال وتدبير الأمور، وليست القوامة هى التسلط فى المطلق، والرعونة فى التحكم بأفراد المنزل دون هدف أو مبرر.
 
والحقيقة أن الدكتور على جمعة قد بدأ فى قول ما لن يعجب الكثيرين من العوام، وهو أن القوامة لا تعنى إلغاء شخصية المرأة وإن الإسلام قد ساوى بين الرجل والمرأة على جميع المسئوليات وساوى بينهما فى الحقوق والواجبات، وهنا أضيف إلى ذلك إننى أرى بالإضافة إلى ما أكده فضيلة الدكتور على جمعة أن القوامة فى الواقع المصرى كثيرا ما تنسحب على المرأة المعيلة ليس وفقا للقانون فقط، مثل الأرملة والمطلقة ، ولكن الزوجة التى هجرها زوجها ، أو تلك التى يعانى زوجها من مرض يعوقه عن تأدية دوره.
 
لذلك لم يغفل الدكتور على جمعة الإشارة إلى مفهوم هام جدا فى العلاقة بين الرجل والمرأة، فهناك حدود لطاعة المرأة للرجل تحت مظلة القوامة، وحدود هذه الطاعة تتغير من أسرة لأخرى ، بحسب درجة الحكمة التى يدير بها الرجل أمور الأسرة ، وكثيرا ما نجد فى ظل الظروف الاقتصادية وتقلباتها أن من يدير الأسرة ، ويتدبر كل أمورها هى المرأة ، وهو العبء الذى يقع على كاهل المرأة وحدها كيفية التعامل معه فى العديد من الأسر ، وقد يكون اختصاص الله سبحانه وتعالى الرجل بالقوامة للتخفيف عن كاهل المرأة والرجل من خلال المشاركة فى هذه المهمة الثقيلة، ولكن الظرف الحالى يفرض العكس .
 
أعلم جيدا أن المجتمع لا يزال – للأسف الشديد – ينظر للمرأة باعتبارها أقل من الرجل فى الحقوق وليس فى الواجبات ، وكثيرا ما يتم الخلط بين المفهوم الدينى للقوامة والسلطة الأبوية الذكورية للرجل فى المجتمعات الشرقية، وخاصة فى الريف حيث يزداد تأثير مفهوم العائلة ونفوذها، فتسلب النساء حقها فى الميراث واختيار شريك حياتها وتعليمها.    
 
وعلى الرغم من كل ما تعانيه المرأة فى المجتمع المصرى وبالأخص الريفي، تخرج من كبد هذه المعاناة نساء قويات وقيمات، ربما أكثر من الرجال بمراحل، ينقذن أسرهن من الانهيار وضياع مستقبل الأبناء، فهل يعترف المجتمع بقوامتهن.
 
الحقيقية أن المجتمع الذى يختزل القوامة فى الرجال، ويصر على ذلك مهما بذلت المرأة للحفاظ على الأسرة، يجبرهن على تبنى ثقافة المجتمع الذكورية والأبوية كشرط محورى لقبول قوامتهن، وكطريقة تتكيف بها هذه النساء وتخفف من ألم الاختلاف مع المجتمع ككل، فتتحولن من شدة ما تحملنه وعانين منه إلى مدافعات عن قيم المجتمع الشديد التحفظّ ربما بشكل أكثر شراسة وقسوة من الرجال أنفسهم.
 
وفى اعتقادى أن دعوة الدكتور على جمعة تستحق التأييد ، وأنه يجب مراجعة مفهوم القوامة المغلوط لدى الرجل والمرأة ، ويجب أن يكون هناك فهم حقيقى للنص الدينى ، وأتمنى أن تكون هذه الدعوة بداية لتبنى مراجعات حقيقية للمفاهيم المغلوطة والمختلطة بالثقافة والعادات والتقاليد والأعراف، خاصة فيما يخص المرأة.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

حسن مراد

القوامة الذكورية والنسائية

الأمثلة كثيرة فى كل المجتمعات بما فيها المسماة "محافظة" ولا أعرف محافظة على أى شىء !! هذه الأمثلة الكل يراها فى قوامة المرأة على الرجل بما تنفق لأنه عاجز أو مدمن أو كسول أو متزوج أكثر من إمرأة يعيلونه !!! هذه مصيبة يا سادة فكيف لرجل مثل هؤلاء أن يكون قوام على أى إمرأة حتى ولو كانت إبنته ؟؟؟

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

المراه

المرأه لها أحاسيس ومشاعر يجب الحفاظ عليها وليست قطعة ديكور يتم تحريكها كما يريد الرجل.المرأه لها وظيفه سماويه يجب على الرجل مراعاتها

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة