أكرم القصاص - علا الشافعي

ماجدة إبراهيم

أغلقوا كلية الإعلام

السبت، 04 فبراير 2017 07:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ كنت فى الصف الأول الإعدادى، وأنا أحلم باليوم الذى ألتحق بكلية الإعلام وأصبح صحفية. وكان عقلى قاصرًا، لا يستوعب كيف يعمل خريج حقوق أو كلية تجارة أو غيرها من الكليات،  صحفيًا، فكانت الحياة تسير بنسق وقواعد، وغالبًا كنت مخطئة!
 
ومرت الأيام وحصلت على بكالوريوس إعلام جامعة القاهرة، وكنت أعمل فى الصحافة منذ كنت فى أولى كلية.
كل هذا تفاصيل لا تفيدكم فى شىء.  لكنها بداية لابد منها للدخول فى الموضوع.
ربما كنت من المحظوظين فى بداية مشوارى، حيث وجدت بعد فترة من «المرمطة»  فى العمل الصحفى من يمد لى يد العون، ولإصرارى فى الاستمرار لكنت انسحبت من حلبة المنافسة والصراع.
 
واليوم بعد أكثر من 25 سنة عمل، اكتشفت أننا لسنا فى حاجة إلى كلية إعلام، ولسنا فى حاجة إلى أقسامها المتعددة، سواء الصحافة أو الإذاعة والتليفزيون والعلاقات العامة.
 
ولسنا فى حاجة لبذل الجهد والعرق، ولأخذ كورسات فى الأداء التليفزيونى أو الإذاعى،  فالموضوع ليس محتاجًا إلا لهز الوسط والإفيهات السخيفة والضحك الأبله غير المبرر.
 
هذه هى مقومات مقدمى البرامج فى الكثير من القنوات، فالمحتوى صفر، ومن يقدم هذه البرامج ليس لديهم خبرة، إلا فى علاقاتهم بالشركة المنتجة للبرنامج.
والحقيقة ما يجعلنى أتساءل ماذا يفعل الممثلون والمطربون  والراقصات فى تقديم البرامج، وقد احتلوها  بشكل مستفز وكأنهم قد تم تأهيلهم للعمل التليفزيونى أو الإذاعى.
 
لماذا لا يلتزمون بمهنتهم ويكتفون بالوقوف أمام كاميرات المشاهد التمثيلية التى يمتعون بها الجماهير.
يعجبنى ما أقدمت عليه الفنانة نجلاء بدر، التى كانت تجمع بين التمثيل وتقديم البرامج عندما قررت ترك تقديم البرامج والتفرغ للتمثيل مثلما فعلت أوبرا وينفرى منذ زمن.
 
أما نحن فى مصر فقلما ما نقتنع أن يلتزم كل فيما يتقنه، وكما يقول المثل الشعبى البحر يحب الزيادة  بهذا المنطق سعت شركات إنتاج البرامج بالاستعانة بالممثلين والمطربين والراقصات بتقديم البرامج حتى لا يكلفوا أنفسهم مصاريف دعاية، متناسين أن هذه الشريحة حينما تعمل فى مجال ليس مجالها تتقاضى أضعاف أضعاف ما يتقاضاه مقدم البرامج الذى تم تأهيله سنوات.
 
وللأسف أغلب مقدمى البرامج والمؤهلين يبحثون عن عمل ولا يجدون مكانًا بعد أن استولت فئة لا تمت بصلة بتقديم  البرامج..
فالعمل التليفزيونى يحتاج إلى تأهيل وليس إلى موهبة.
 
يحتاج إلى كاريزما وثقافة لا إلى موهبة فى الرقص والضحك وإطلاق الإيفهات التافهة. ويحتاج إلى إتقان اللغة وإلى امتلاك ناصية الحديث لا إلى إتقان كيف يكون دمك خفيفًا.
 
يحتاج إلى دراية فى إدارة الحوار وتمكن فى إلقاء الأسئلة والمناقشة..
 
لا إلى السطحية والحديث بارتجال هزيل غير مهنى.. فالارتجال فى تقديم البرامج له أيضا منهج.
كل ما قلته سابقًا وما سأقوله ما هو إلا دفاع عن حق أصحاب المهنة المؤهلين  الذين تتحكم فيهم شركات إنتاج البرامج ويقعون تحت رحمتها ويرون بأنفسهم أن الممثلة الفلانية تقدم برنامج ميزانيته بعشرة برامج مما يقدمونها.
 
ربما يختلف معى القارئ فى أن هؤلاء النجوم هم الذين يدفعون المعلنين لطرح إعلاناتهم بمبالغ تعوض المنتج عما أنفقه. 
إضافته أن المشاهد يحب أن يرى هذا الممثل وذاك المطرب..
 
وهنا أقول إن الأفضل لشكل المطرب الفلانى أو الممثل العلانى أن يكون مقلا فى ظهوره على شاشة التليفزيون، خاصة فى أدوار لا يتقنها كإتقانه لفن التمثيل.. وأعتقد أن هذا الظهور المتكرر للممثل سيحرق وجهه بالمصطلح السينمائى.. وأنا واحدة من الناس وغيرى كثيرون يغلقون التليفزيون أو يحولون القناة عندما تمتلئ شاشة التليفزيون بهؤلاء الممثلين. 
 
وهذا ليس تقليلا  من فنهم فهم كفنانين فى العين وفوق الرأس.. ولديهم كل التقدير عندما لا ينساقون وراء إغراءات المنتجين ويخرجون على الناس بما لا يليق بفنهم.
 
فإذا كانت مهنة تقديم البرامج بهذه السهولة فلماذا يتعب الدارسون فى التخرج من كليات متخصصة ويأخذون دورات تدريبية مكثفة. 
ولماذا تدرب القنوات العالمية مذيعيها على أحدث التقنيات، وكيف يطورون من أنفسهم.. وهنا تتحدد رواتب مقدمى البرامج تبعا لخبراتهم وسيرتهم الذاتية.
فهل من المنصف أن يتحدد سعر الممثل عندما يصبح مذيعا بمدى شهرته فى التمثيل.. الذى هو أبعد ما يكون من مجال التمثيل فكيف يتم القياس فى ظل إنعدام التشابه والتكافؤ.
 
فكيف تستقيم الأمور وتتحقق العدالة فى التقييم.. فعلى سبيل المثال ماذا لو قدم الفنان الكبير عادل إمام برنامجا هل يمكن أن يتساوى مع مقدم برامج يعمل منذ عشر سنوات فى المهنة بالطبع لا. بالتأكيد سيحصل عادل إمام على خمسة أضعاف ما يأخذه هذا المذيع رغم كل خبرته. 
فإلى أى مدى يمكن أن نتهاون فى حقوقنا؟
 
ومن يتحكم فى مهنة الإعلام التى نعتبرها السلطة الرابعة؟
شركات إنتاج البرامج أم الذوق العام للمواطنين، أم قواعد المهنة التى تفرضها على المجتمع؟ أم كل هذا؟
وإذا كانت مهنة تقديم البرامج مهنة من لا مهنة له، فأرجوكم أغلقوا كلية الإعلام وكل الجامعات المتخصصة فى تخريج دفعات جديدة من مقدمى البرامج واكتفوا بما يجود عليه سوق الإنتاج من ممثلين ومطربين وخلافه.
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

الاعلام

أعتقد مسخرة الاداره وشركات إنتاج البرامج وراء هذا الهبوط الاعلامى الفاضح .. لابد من وقفة جاده من من أساتذة ماسبيرو الانقياء

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة