أكرم القصاص - علا الشافعي

سليمان شفيق

رؤية «الطهطاوى» للمرأة تتقدم عن رؤية علمائنا المعاصرين

الخميس، 02 فبراير 2017 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مازح الرئيس عبدالفتاح السيسى، فضيلة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، خلال كلمته بمناسبة عيد الشرطة الثلاثاء الماضى، بأكاديمية الشرطة، قائلا لشيخ الأزهر: «تعبتنى يا فضيلة الإمام»، وذلك فى خضم مطالبتة بضرورة إصدار تشريع يحد من حالات الطلاق فى مصر. وأضاف الرئيس: «هناك 900 ألف حالة زواج فى العام، حوالى %40 من تلك الحالات يتم طلاقها خلال خمس سنوات». ووجه الرئيس السيسى، بإصدار تشريع يجعل الطلاق لا يتم إلا أمام مأذون، حرصا على الأسرة المصرية فى ضوء ارتفاع نسب الطلاق خلال الأعوام الاخيرة.
 
ذكرنى هذا الحديث بالشيخ الأزهرى رفاعة رافع الطهطاوى، ورؤيته للمرأة.. الأكثر تقدما من كل علماء الدين المعاصرين، بل ومن الليبراليين الحاليين، وأبدأ بالوثيقة التى قطعها على نفسه وكتبها الطهطاوى بخط يده وأودعها فى دار المحفوظات ومازالت موجودة حتى الآن وفيها: التزم كاتب هذه الأحرف رفاعة بدوى رافع لبنت خالة المصونة الحاجة كريمة بنت العلامة الشيخ محمد الفرغلى الأنصارى، أنه يبقى معها وحدها على الزوجية دون غيرها من زوجة أخرى ولا جارية أيا كانت، وعلق عصمتها على أخذ غيرها من نساء، أو التمتع بجارية إخرى فإن تزوج بزوجة أيا من كانت... كانت بنت خالة بمجرد العقد طالقة بالثلاثة وكذلك إذا تمتع بجارية ملك يمين.. ولكنه أوعدها وعدا صحيحا لا ينتقض ولا يحل أنها مادامت معه على المحبة المعهودة مقيمة على الأمانة والعهد لبيتها ولأولادها ولخدمها وجوارها، ساكنة معه فى محل سكناه، لا يتزوج بغيرها أصلا، ولا يخرج من عصمتها حتى يقضى الله لأحدهما بقضاه».
 
صدق أو لا تصدق أن الذى كتب ذلك الشيخ الأزهرى المعمم رفاعة الطهطاوى، وبذلك لا يمكن مقارنة الشيخ المعمم الأزهرى رفاعة رافع الطهطاوى حتى مع الليبراليين المعاصرين، فالشيخ التقدمى فى القرن التاسع عشر دعا إلى تعليم المرأة قائلا: «إن القول بأنه لا ينبغى تعليم النساء الكتابة، وأنها مكرهة فى حقهن، ارتكازا على النهى عن بعض ذلك فى بعض الآثار، فينبغى ألا يكون ذلك على عمومة ولا نظر إلى قول من علل ذلك»، «لمزيد من التفاصيل راجع مؤلف رفاعة: المرشد الأمين للبنات والبنين فصل فى تشريك البنات مع الصبيان فى التعلم والتعليم وكسب العرفان». بل ويدعو لعمل المرأة فى وقت لم يكن أحد يفكر فى مصر المحروسة بذلك حينما يقول: «إن وقوع اللخبطة بالنسبة لعفة النساء لا يأتى من كشفهن أو سترهن، بل ينشأ ذلك من التربية الجيدة والخسيسة والتعود على محبة واحدة دون غيرة وعدم التشريك فى المحبة، والالتائم بين الزوجين» «تخليص الإبريز»، بل ويرى رفاعة قيمة للعمل عامة ولعمل المرأة، خاصة أعتقد أنه سبق به كثيرون حتى من اليساريين والتقدميين، حينما قال: «فكل ما تطيقه النساء من العمل يباشرنه بأنفسهن، وهذا من شأنه أن يشغل النساء عن البطالة فإن فراغ أيديهن من العمل يشغل ألسنتهن بالأباطيل وقلوبهن بالأهواء وافتعال الأقاويل.. والعمل يقربها من الفضيلة» «تخليص الإبريز». وأكثر من ذلك طالب رفاعة بالمساواة بين الرجل والمرأة على أسس علمية بالقول: «فإذا أمعن القائل النظر الدقيق فى هيئة المرأة والرجل فى أى وجه من الوجوه لم يجد إلا فرقا يسيرا يظهر فى الذكورة والأنوثة موضوع التباين والقضاء.. ثم إن للمرأة بقطع النظر عن تباين الجنس صفات أخرى تتميز بها عن الرجل» «المرشد الأمين»، وهكذا سبق رفاعة قاسم أمين فى تحرير المرأة.. وتفوق على كل من يدعى التقدم أو تطوير الخطاب الدينى، لأنه طبق ذلك على نفسه فى وثيقة زواجه، والمدهش أن الرئيس عبدالفتاح السيسى يطالب علماء اليوم ونوابنا المعاصرين بما كان يحققه الشيخ رفاعة الطهطاوى، كان الله فى عون السيسى، لأنه يحاول الدفاع عن الدولة المدنية والمواطنة والمرأة فى زمن تخلف فيه المجتمع قرنين من الزمان، فهل يلبى الأزهر الشريف نداء الرئيس؟!









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

عادل مقلد دمياط

الطهطاوى

تحية لكاتب المقال والحق ان ابناءنا الطلاب لايعرفون عن الطهطاوى الا الاسم وتايخ الميلاد وبعض اسماء كتبة لمادا لاتكون هناك مادة تسمى القراءة الحرة يقو م من خلالها الطالب بتلخيص احد الكتب ويحصل علىدرجات اويشترك مجموعة من الطلاب فى تلخيص احد الكتب مثل كتاب تخليص الابريز اليس دالك انفع من عنتر وعبلة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة