أكرم القصاص - علا الشافعي

عبدالرزاق عكاشة يكتب: السيطرة على سلطة الفضاء فى لوحات الفنان أحمد عبدالجواد

الأحد، 19 فبراير 2017 12:17 م
عبدالرزاق عكاشة يكتب: السيطرة على سلطة الفضاء فى لوحات الفنان أحمد عبدالجواد عبد الرازق عكاشة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الفنان والأديب والفيلسوف المفكر "موريس دونى" صاحب متحف الأنبياء فى مدينة "سان جرمان" بالقرب من قصر "فرساى" ومؤسس مدرسة الأنبياء؛ أحد تلاميذ "جوجان" وعشاقه "مع بونار فيولا، تيو فان جوج" الأخ الأصغر لـ"فان جوج" وغيرهم. حين نعيد قراءة نصوص "موريس دونى" نلاحظ تحدثه الدائم عن انتحار سلطة الفضاء.. وحلول اللون محل الصورة المباشرة. فجمالية اللون ونقاء الفكرة أهم من ثبات المنظر.

 

عند مطالعتى لأعمال الفنان الغارق فى الهوية المصرية بتطورها. وكذلك تطور اللون والفكرة دون الثبات عند حدود الصورة. الفنان الجنوبى المميز "أحمد عبد الجواد" الذى أعرف أعماله عن قرب منذ لقائنا فى المركز الثقافى المصرى بباريس مبكرا أظن 1995 تقريبا. فكلما نظرت أو طالعت أو قرأت أعمال الفنان بعين مدربة فى المتاحف ونصوص أوربا، والتى توازى عين الفنان القادمة من الريف المصرى، فنحن أبناء نفس ذات التربة المعطرة برحيق أهلنا الطيبين، ومن هنا أجدنى منحازا تلقائيا إلى أعمال الفنان أحمد عبد الجواد ومتذكرا موريس دونى وانتحار الفضاء أمام اللون داخل اللوحة المعطرة برحيق الأصالة المصرية والهوية، وكذلك السيطرة اللونية على المنظر عند فنان متنوع الإبداع ثرى المنابع.

 

فـ عبد الجواد متألق بين رسم المنظر الطبيعى، والمنظر المحرر من الشكل تجاه سلطة اللون، بين الطبيعة التى يرسمها بمزاج موسيقى حسى عالى الأداء، ومختلف عن غيره فهى ليست لوحة تسجيلية أو كلاسيكية إنما لوحة حسية يتغلب الإحساس والطاقات الداخلية على طريقة الإبداع والمنتوج البصرى. وبين اللوحة التى يسكنك الحلم فيها وأمامها وبين اللوحة التى يسحرك أحمد عبد الجواد وأنت تشاهدها، حين يذيب اللون بسحر خاص يصنعه على بالته تميل إلى النقائية والجماليات المعطرة بالهوية المصرية، فهنا تذوب العناصر فى إضاءة حسية يستخرجها الفنان من باطن لحمة اللوحة، نور يستخرجه من طيبة الناس وشفافية أهله العابرين والسكان فى أعماله، يذكرنى بالفنان التونسى الرائد رحمه الله عليه محمود السهيلى الذى التقيته عديد المرات لكن أحمد لا يعرفه بطبيعة الحال أنما اتذكر السهيلى فى بحث الصاديقين وأن اختلفت أوطانهم عن نور الشكل سحر الغلابة جماليات البسطاء التى تشع اضاه

 

أحمد عبد الجواد والطاقات المحرضة على الحركة
 

يضع الفنان المهم أحمد عبدالجواد عينه على نقطة مهمة تضاف إلى تحرير اللون هى حركية الموديل، حركة الناس، الذهاب والعودة. من يرى المتلقى ومن يعطى له ظهره القادم والراحل، إعطاء الظهر للمتلقى أحيانا ليس تمردا، وحينا آخر ترك مساحة للنور. فالبطل البشرى يتلاشى من أجل النور للجميع، هذه المجموعة تبهرك بين التجريد الحسى والتعبير القوى والتصوير الدقيق الرقيق. فى هذه المجموعات يبهرك عبد الجواد لأنه يأخذ بعين الجمهور إلى طريق إبداعى متجدد.أظن أن هذا الفنان كل يوم يتعلم من النيل فى الصعيد، ألوانه، حركة الموج الهادى، المراكب التى يرسمها؛ فأسمع فى ألوانها لهجة الركاب وحديث المسافرين.

 

دعوة لقراءة صورة شخصية بديلا عن السيرة الذاتية
 

فى النهاية عزيزى القارى سوف أجذبك إلى بعيد عن هذا الإسفاف فى عرض سيرة ذاتية لفنان مهم لأنه بطبيعة الحال حقق نجاحات وأسفار تملأ كتبا فى رصدها لكن دائما ما انجرف بك عزيزى إلى آليات المبدع حبه عشقه طريقة تفكيره وهنا نجد فنانا نموذجا حين تحلل البوتريه الخاص به، تأمل أيها المتلقى عين الفنان نفسه التى تسكن وجه فوق أنفه وشاربه، المكثف عينه غارقة فى التأمل والدهشة، طبيعى أن تنتج هذه العين المدربة المغروسة فى وجهه. مبدع يتحرك بإنسانية ويبتسم برقة لكنه يحمل قلقا شديدا وطاقات تحرض على الإبداع. وهذه مرحلة صدق مهمة، التصاق طبيعة الفنان بإنتاج العمل الفنى.

 

تأمل أعمال عبد الجواد حتى التى يصور فيها الطبيعة فهى ليست مباشرة لأنه يحرك ألوانه تجاه ما يريده ويحكم السيطرة جيدا فيمسك بفرشاة مثقف خبير باللعبة والدهشة. أعمال الفنان أحمد عبد الجواد؛ الفضاء فيها راحة نفسية، أريكة فى رحلة متصوف يتأمل أعمال بعد متابعة شاقة لحركة ومجاميع البشر أنها أعمال تميل للهدوء والإبداع والجماليات.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة