أكرم القصاص - علا الشافعي

ماجدة إبراهيم

البلطجة بنكهة مصرية

السبت، 11 فبراير 2017 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

- الآن فقد تحول «الفتوة» إلى بلطجى يقتل ويعذب ويروع الآمنين

فى الماضى، كنا نطلق عليه فتوة الحته.. ذلك الرجل الذى يمتلك من القوة الجسدية، والقدرة على السيطرة على الآخرين.. وله كاريزما هى سر قوته.. وقدرته على نصرة الحق..

هكذا كتب عنه الأديب العالمى الراحل، نجيب محفوظ فى ثلاثيته.. وجسده أبطال أفلام المخرج العبقرى حسن الإمام..
كان هذا فى الماضى..
 
أما الآن فقد تحول «الفتوة» إلى بلطجى  يقتل ويعذب ويروع الآمنين..
 
ولا أحد يقف فى مواجهته إلا فى بعض الأحيان عندما تصل الأمور إلى الشرطة..
 
ودائمًا رجال الشرطة يصلون متأخرًا بعد فوات الأوان كما يحدث فى الأفلام والمسلسلات العربية.. 
 
والأسباب التى تطفو على السطح غالبًا ما تكون متعلقة بقصص إدمان المخدرات بأنواعها.. هذا بالإضافة إلى تغير أخلاقيات الشعب المصرى 
ولا أدرى لماذا ارتبط ظهور مظاهر البلطجة وسوء السلوك منذ قامت ثورة يناير 2011؟
 
فرغم عظمة هذه الثورة ودفاعها عن الحق والعدل، إلا أنها استطاعت أن تخرج أسوأ ما فى نفوس الشعب المصرى فلم يعد الصغير يحترم الكبير.. 
ولا يعطف الكبير على الصغير وكأننا فى غابة ونحتاج إلى قوانين رادعة تقتص من المخطئ مهما بلغت قوته، ونحمى الضعيف مهما بلغ درجة ضعفه..
ماحدث على أحد الكافيهات وقتل أحد رواد المقهى أمام أعين الناس بلا ذنب..
 
هذه ليس مجرد حادثة فردية ومرت مرور الكرام، لكن هذا المشهد يتكرر على المقاهى، وفى مباريات كرة القدم عندما يذهبون إلى التشجيع، ولذلك فالجماهير المصرية حتى الآن ممنوعة من حضور مباريات كرة القدم..
 
مما اضطر فريقى الأهلى والزمالك إلى السفر، لإقامة مباراتهم فى إحدى الدول العربية الشقيقة..
 
هذه البلطجة لم تعد مقتصرة على الأحياء الشعبية فحادثة المقهى كانت فى مصر الجديدة.. 
 
ولم تقتصر على القاهرة الكبرى إنما انتقلت إلى الأقاليم، وكان  آخرها ما حدث فى مدينة طنطا عندما قام اثنان من البلطجية بتشريح وتقطيع جسد زميل لهم حتى الموت.. 
وأتساءل عن كم  القسوة التى تحملها القلوب؟
 
وهل يوجد مبرر لكى تصبح بلطجيًا؟
 
وهل الرجولة تم اختزالها فى القدرة على التنكيل والترويع وصولًا لحد القتل؟
 
فقد تحولت البلطجة إلى ظاهرة عادية نسمع عنها ونراها ولا نتحرك إلا إذا وقعت المصيبة..
 
عندما كتب نجيب محفوظ عن فتوة الغلابة، أو فتوة الحتة، فكان يقصد عن ذلك الرجل الذى يدافع عن المظلومين.. الرجل صاحب القوة والشكيمة الذى ينصر الضعيف ويعيد الحق لأصحابه فكان نشاطه مكملًا لجهاز الشرطة ولا يتعارض معه..
 
أما اليوم فالشعب المصرى تحول بقدرة قادر إلى مجموعة من البلطجية لا ينتظرون القانون لكى يعيد إليهم الحقوق إذا كانوا لهم حق..
قاموا بتنفيذ القانون على أهوائهم وبلا أى سند قانونى أو أخلاقى..
 
وكأنهم قد أصبحوا القاضى والجلاد فى آن واحد..
 
وفى عهد ما قبل ثورة يناير 2011 كان رجال الشرطة يستعينون بهؤلاء البلطجية لتخليص بعض المصالح والسيطرة على بعض الأماكن.
وبعد قيام ثورة يناير لم يعد لديهم عمل يتم تكليفهم به من قبل الداخلية، فانتشروا فى مصر كلها يعيثون فى الأرض الفساد.. 
نذكر حالات الخطف وسرقة السيارات على الطرق السريعة بعد الثورة مباشرة، والتى استمرت ما يقرب من عامين، حتى أحكمت الشرطة قبضتها مرة أخرى..
إلا أن تغير سلوك الشعب المصرى إلى الأسوأ جعلنى أتساءل..
 
ما الحل فى عودة النفوس الطيبة إلى بيتها.. وهل نحن فى حاجة إلى قوانين تحكم أخلاقنا حتى تعود إلى مسارها الطبيعى؟
أم أننا فى حاجة إلى نشر الحب والمودة وتعليم أولادنا الأخلاق الحميدة.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

القانون

غابه من غير قانون تواليت من غير سيفون ..القانون الرادع هو الإنقاذ. .معذرة لهذا الوصف الواقعي

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة