فيديو وصور.. المصريون لا يعرفون الإعاقة.. قصة كفاح شاب بترت ساقه فتحول بإصراره لهداف فريق المعجزات لكرة القدم.. الكومى يلعب صانع ألعاب ومهاجم ومثله الأعلى محمد صلاح.. ويؤكد: بغسل سيارات علشان أكل من عرق جبينى

بنظرة كلها أمل للمستقبل وبعقل يحمل فكر كبير وقلب ينبض بدقات المستقبل الأفضل، رافضا كل أشكال الهزيمة والانكسار، ومواجها لكل أسباب الإعاقة وأزماتها، متحديا الظروف التى أجبرته أن يكمل ما تبقى من عمره سائرا على قدم واحدة بعد حادث قطار أفقده الأخرى، ليتحول فقد الساق لأمل بعزيمة أقوى من الجبال، وتحدى وإصرار لينضم إلى منتخب "المعجزات" الخاص بذوى الاحتياجات الخاصة لكرة القدم الذى يحلم بأن يرفع اسم مصر خفاقا فى السماء.

 الشاب "محمود رجب الكومى" صاحب الـ 27 عاما، المقيم بمدينة أشمون بمحافظة المنوفية، الذى أبى أن يكون حبيسا لأربعة حوائط بعد إصابته التى تعرض لها عقب سقوطه من أحد القطارات وفقد أحد ساقية فى عام 2006، ليعانى من الأزمة التى لم تستمر طويلا ليواجه المجتمع بما حدث له، غير مكترثا بما يقال أو يتردد حوله، واثقا من نجاحه، ومتناسيا لإصابته التى زادته إصرارا على المواجهة. 

اقتربنا أكثر من الكومى، وبخطوات بسيطة، بمدينة أشمون وبالقرب من محطة كهرباء على امتداد الطريق الواصل ما بين أشمون والقنطرة البيضاء، شاهدنا شابا يعمل داخل ورشة لغسيل السيارات، بقدم واحدة، مستندا إلى عكازه باليد الأخرى متحاملا عليه ليتمكن من العمل، ويحمل بيده الأخرى مسدس الماء الذى يقوم من خلاله بغسيل السيارات، فى مواجهه للأصحاء الذين يتكاسلون ويجلسون على المقاهى فى انتظار العمل. 

يروى الكومى قصته، قائلا: " اتعرضت لحادث فى آخر عام 2006 وتم بتر ساقى، لأجلس فى المنزل قرابة العام حتى تمكنت التأمت جروحى، ولم أجد أمامى بدا من المواجهة والخروج، فخرجت للعمل بورشة غسيل السيارات التى يمتلكها شقيقى، والذى عرض على أن يقوم بإعطائى ما أريده وأن أظل بالمنزل لكنى رفضت أن أصبح عالة على شقيقى وخرجت إلى العمل. 

وتابع الكومى: "فى البداية الأمر كان صعبا خاصة أننى كنت معتادا على التحرك بقدماى وأصبحت الآن بقدم واحدة، تعثرت كثيرا فى الأوقات الأولى ولكن مع كل تعثر اتعلم وأصبر على تحمل للمشاق، إلى أن أصبح العمل بالنسبة لى فى الفترة الأخيرة أمرا عاديا وأصبحت إذا لم أذهب إلى الورشة فى أى يوم أشعر بأنه هناك شىء ينقصنى، وأن العمل عبادة وعلى الجميع أن يسعى من أجل كسب لقمة العيش. 

وأضاف الكومى: " لا أحترم أى أحد ينتظر على المقاهى أن يأتيه العمل وأن يحصل على أى وظيفة، مؤكدا أن السعى وراء الرزق هو من أهم عوامل الرزق والحصول على الكسب الحلال وليس التواكل، وأن يسعى كل فرد مهما كان ومهما كانت إعاقته إلى أن يحمى بيته وأن يحمى نفسه من السؤال ومرة لأى أحد مهما كان وحتى إن كان هذا الشخص هو شقيقك أو والدك. 

وأشار الكومى، إلى أنه بعد أن استقر الأمر به بالعمل، تقدم لخطبة فتاة، وذهب إليها بمفردة أولا حتى يعرف القبول أو الرفض وحتى لا يكون هناك أى إحراج لأهلة أو أن يكون هناك أى رفض خاصة وأن لدية إعاقة، لافتا إلى أن حماة الآن لم يرفض على الإطلاق، وأن زوجته أعجبت بما فيه من إصرار وتحدى، وبحمد الله تمت الزيجة وأنجبت زوجته ولدين هما مصطفى وآدم.

وأكد الكومى، أن الإعاقة ليست فى الجسد وأنما فى العقل، وطالما أن هناك عقل يفكر لابد من التقدم، لافتا إلى أنه يشارك الآن بمنتخب مصر "المعجزات" وأنه عضو فعال فى الفريق، ويسعى إلى تحقيق التقدم والفوز دائما فى جميع المباريات، لافتا إلى أن آخر مباراة لعب بها فاز فريقه بخمسة أهداف مقابل أربعة أهداف وسجل من أهدف فريقه ثلاثة أهداف ويعتبر هو هداف الفريق حتى الآن، موجها الشكر لنجم وقائد الفريق كابتن محمود عبده صاحب لقطة العكاز الراقص فى مبارة مصر والكونغو الشهيرة، وللمسئول الإعلامى للفريق بلال جرن، ونجوم الفريق فارس وعظيمه والكومى وثابت وكريم.

وبنبرة كلها أمل وتفاؤول قال الكومى " عايز أبقى زى الناس، عايزين نوصل لهدف واحد وأن تكون مصر دائما صاحبة الريادة فى كل شىء وأن يكون هناك اهتمام برياضة ذوى الاحتياجات الخاصة كباقى الدول وأن يكون العام الجديد هو "عام ذوى الاحتياجات الخاصة " الذى نتمنى فيه أن نحقق كل أهدفنا. 

وأكد الكومى فى نهاية حواره إن مثله الأعلى فى الأخلاق والملاعب هو نجم منتخب مصر محمد صلاح، موجها مناشدته لوزيرة التضامن الاجتماعى الدكتورة غادة والى ووزير القوى العاملة محمد سعفان بتوفير فرصة عمل له ليعول أسرته وأبناءه.