أكرم القصاص - علا الشافعي

عبد الفتاح عبد المنعم

الأسرار الكاملة للجرائم الدموية للصهاينة ضد الشعب الفلسطينى

الأربعاء، 20 ديسمبر 2017 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أواصل قراءاتى فى الملف الأمريكى وسياسيات البيت الأبيض تجاه دول المنطقه العربية وتأثير علاقتها الحميمية مع إسرائيل التى تعد أحد معوقات إقامة علاقات طيبة بين الولايات المتحدة الأمريكية والدول العربية، حيث نواصل نشر البحث الذى وضعه رأفت حمدونه المختص فى الشؤون الإسرائيلية حمل عنوان «المعونات الأمريكية لإسرائيل الأسباب والتجليات»، ويوضح البحث أن كتابا إسرائيليين أشاروا إلى أن الصهاينة الأوائل لم يكونوا خيريين أو كرماء إطلاقا تجاه العرب الفلسطينيين، حيث يكشف هؤلاء الكتاب أن إقامة دولة إسرائيل «1947/ 1948» تضمنت أعمال تطهير عرقى واضحة بما فى ذلك مذابح وعمليات إعدام واغتصاب قام بها اليهود. 
 
ومن ناحية أخرى، فإن سلوك إسرائيل اللاحق تجاه أعدائها من العرب وتجاه مواطنيها من الفلسطينيين كان غالبا عنيفا ويدحض أى ادعاء بسلوك متفوق أخلاقيا، لقد قتل الجيش الإسرائيلى مئات من الأسرى المصريين فى حربى 1956 و1967، وطردت إسرائيل فى عام 1967 ما بين 100 ألف و260 ألف فلسطينى من الضفة الغربية بعد احتلالها. كما اشتركت القوات الإسرائيلية فى مذابح صبرا وشاتيلا التى تلت غزو إسرائيل للبنان عام 1982، وراح ضحية هذه المذابح 700 فلسطينى، ووجدت لجنة تحقيق إسرائيلية أن شارون، الذى كان وزيرا للدفاع حينذاك، «مسؤول شخصيا» عن تلك الفظائع.
 
إن محاولة فهم أسباب الالتزام الأمريكى بضمان أمن إسرائيل بناءً على اعتبارات استراتيجية عسكرية محضة محاولة قاصرة، أن سبب هذا الالتزام يرجع كما سبق وذكرنا إلى عوامل أخرى تتمثل فى الارتباط العضوى بين الدولتين والتواصل الثقافى بين المجتمعين، إلى جانب العوامل المتعلقة بالبيئة السياسية الداخلية فى الولايات المتحدة، وهى أمور لا تتغير بسهولة. 
 
وأما ضمان أمن إسرائيل فقد ظل يمثل مصلحة أساسية للولايات المتحدة بالنظر لأهمية إسرائيل الاستراتيجية لها بسبب موقعها الجغرافى الذى يجعلها قاعدة انطلاق مثالية للقيام بعمليات عسكرية فى كل الاتجاهات. كما أنه يمكن الوصول إليها بسهولة، ولديها تسهيلات إسناد متقدمة تستطيع أن توفر للقوات الأمريكية ما تحتاج إليه من إمكانيات صيانة وتجهيز، فضلاً عن قدرتها العسكرية وتفوقها فى مجال البحث والتطوير والاستخبارات على نحو يجعل بالإمكان الاعتماد عليها كقوة ردع فى المنطقة.
 
ويمكن فهم قوة هذه العلاقة من خلال مقولة الرئيس فورد وهى «سأبلغكم بإنجاز عن سجلى فى الكونغرس فيما يتعلق بإسرائيل، لقد كان وثيقاً إلى حد جعل سمعتى سيئة مع العرب، لقد أحببت واحترمت دائماً الشعب لإسرائيلى. إنهم أذكياء ومكرسون للقضايا التى يؤمنون بها. إنهم مخلصون لدينهم ولبلدهم ولعائلتهم ولمستوياتهم الأخلاقية العالية. أنا أحبهم وأحترمهم. ولم يخب أملى من قبل أبداً إلى هذا الحد الذى أرى فيه شعباً أحترمه غير قادر على رؤية أننا نحاول عمل شىء لمصلحتهم ولمصلحتنا كذلك «وقد تكون تناقضات بين المصالح الأمريكية وممارستها المنحازة لإسرائيل المطلقة، وأحيانا غير المبررة، الأمر الذى جعل العرب يشعرون بالمرارة تجاه الولايات الأمريكية التى ابتدأت بالكراهية الشعبية اتجاهها.
 
باختصار من غير المنظور أو غير القريب وفق البحث أعلاه تغيير السياسة الأمريكية نحو الحياد والقضايا الإنسانية، الأمر الذى قد يطور ممارسات العداء اتجاهها من خلال أعمال على شاكلة 11 سبتمبر، فهى التى أوجدت مبررات هذا العداء من خلال صناعة الكراهية التى أوجدتها الإدارات بغض النظر عن أحزابها.
 
من قال بأن المجازر الإسرائيلية ستقف عما يحدث الآن فيما يعرف بانتفاضة القدس أو عند مجزرة قانا أو البقاع؟ ومن يظن لحظة أن إسرائيل تريد سلاما أو أنها تبحث عنه! فهى صبغت يديها باللون الأحمر «الدم» ولن تحاول إزالته أبدا، فمن قانا إلى البقاع، إلى ضاحية بيروت، إلى شاطئ غزة إلى مخيم جنين شمال الضفة الغربية، إلى اجتياح نابلس عام 2002 وأخيرا وليس آخر إلى مجزرة «محرقة غزة»، كما أطلق عليها أمس السبت كلها معالم شاهدة على المجازر الإسرائيلية التى يحاول الاحتلال جاهدا طمسها، وعدم إظهارها للعالم، فقد اعتادت إسرائيل على ارتكاب مجازر جماعية ومذابح ضد الأبرياء والأطفال العزل، حيث يتّخذ الإسرائيليون أشكالاً متعددة لتحقيق أهدافهم، فمن عمليات الاغتيال والتصفية الجسدية إلى المجازر والمذابح الجماعية التى باتت أوسمة تُعلّق على صدور القادة الإسرائيليين وجنودهم.
 
وأهم المجازر التى ارتكبتها إسرائيل منذ عام 1937 وما بعد ذلك فى عام النكبة 1948 إلى عام 2008 وما جرى ويجرى بقطاع غزة الآن.
 
صبرا وشاتيلا: مثل مجزرة قانا بحق اللبنانيين وقعت أيضا مجزرة صبرا وشاتيلا بلبنان أيضا ولكن ضد الفلسطينيين، عند اقتحام القوات الإسرائيلية برفقة لبنانيين من الكتائب كما يسمون أنفسهم لمخيمات اللاجئين الفلسطينيين فى محاولة منهم لتطهير لبنان من هذا العرق الفلسطينى كما ادعوا وقتها، فقبل غروب شمس يوم الخميس 16/9/1982 بدأت عملية اقتحام المخيمين، واستمرت المجزرة التى نفذتها مليشيا الكتائب اللبنانية وجنود الاحتلال الإسرائيلى حوالى 36 ساعة، كان جيش الاحتلال خلالها يحاصر المخيمين ويمنع الدخول إليهما أو الخروج منهما، كما أطلق جنود الاحتلال القنابل المضيئة ليلا لتسهيل مهمة الميليشيات، وقدم الجنود الصهاينة مساعدات لوجستية أخرى لمقاتلى المليشيا المارونية أثناء المذبحة.. «يتبع».









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة