أكرم القصاص - علا الشافعي

نورا عبد الفتاح تكتب : أنت لنفسك ودمك لوريدك

الجمعة، 15 ديسمبر 2017 12:00 م
نورا عبد الفتاح تكتب : أنت لنفسك ودمك لوريدك أم وابنها

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

التربية مدارس كما يقولون، بعض الأمهات تؤيد الاتجاه الكلاسيكى مثلا وبعضهن يرين فى الحديث الأفضل، وبعضهن يرين الخليط بينهما هو الحل الأمثل، بعضهن يعتمدن على الأسس الدينية كأولوية والبعض يرين فى التدين المبكر عقد، بعضهن يجدن التفوق الدراسى الملاذ والمفر من عناء الحياة وبعضهن يرين فى التفوق الدراسى العناء بعينه.

فالتربية مدارس ومناهج وفصول ومقاعد وقل ما شئت فى اختلاف أساليبها وتنوع اتجاهاتها، ولا يخص أحد أسلوب التربية الذى تم اتباعه مع صديقه أو زميله فى العمل، جاره او أحد أقاربه، أن كان متدينا أم متفوقا دراسيا، تربيته مودرن أم كلاسيكية أم مهلبية، مادامت كلها سلوكيات تعبر عنه وتظهر شخصيته ولا يطالنا منها أذى او ضرر .

أما السلوكيات النابعة من تربية معوجة، تلحق الأذى بالمحيطين بالشخص بشكل مباشر أو غير مباشر، فبالطبع هنا الأمر يهمنا بدرجة ما.

إنه لعدد غير قليل يمارس النفعية والتكسب من أى شئ وكل شئ وكل فرد وأى موقف وطوال الوقت، وكأنه عاش عمره على فراش النفعية، كان يأكل ويشرب أثرة وأنانية، يتكلم وينطق مصالح ومكاسب مادية، لا يمر من أمامه ذبابة، إلا فكر وخطط كيف يستفيد منها ماديٱ أو معنويٱ أو كليهما معٱ .

لا يقنع ولا يهدأ إلا بعد أن يطمئن أنه قد نال كل ما يمكن وما لا يمكن أن يناله، وأنه أفقد من حوله عيونهم وأموالهم وأيديهم وأرجلهم .

هؤلاء الناس منهكون من طول اللهاث وراء مصالحهم المجردة، ولا أظنهم يتغيرون، ولا سيما اذا وصل بهم الأمر إلى اليقين بأن سريان الخير للغير فى حد ذاته شئ يريبهم ويقلقهم على مكاسبهم الخاصة.

تجده فى الوقت الذى تتوقف قدرته على نيل منافع منك لحرصك على شؤونك او لفشله فى نيل مبتغاه لسبب ما، يتحول إلى الغول الرهيب والتنين الخطير، ويحاول إيذائك بكل قوة، فكيف تجرؤ على كفه عن امتصاص دمك حتى آخر قطرة، كيف لم تدعه يأخذ عينيك وأذنيك، كيف تسعد بحياتك دون أن تمنحه منفعة مجانية وبدون اى مقابل، كل صباح ومساء، الويل لك !

انتبه لنفسك ولدمك، أنت لنفسك ودمك لوريدك.

إن حاول أحدهم أن يسرق منك راحتك او دمك أو أنفك، سلط عليه الذبابة، هى الوحيدة الجريئة على تعكير خططه وتحطيم أهدافه الخبيثة، هى الوحيدة التى لا يستطيع أن يستنزفها ويسرقها من نفسها، لعله يمل وينسى.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة