طريق الشمال الجنوب.. هذا هو الحلم الكبير الذى عادت تعيشه القارة الإفريقية بإنشاء طريق برى يربط بينها، ليمكن نقل التجارة ورفع جم التعاون بين الدول وتحطيم الحدود الجامدة التى أصبحت أشبه بالحصار الذى يغلق الدولة على نفسها بدلا من كونها حدود تحفظ أمن الدولة وخصوصيتها بينما تبقى مفتوحة للتعاون والتجارة بين الدول، وبينما يسعى السياسيون وقادة الدول لتحقيق هذا الحلم فى اقرب وقت، قرر شاب جنوب إفريقى أن يحققه بنفسه، وأن يعبر بين القارة الإفريقية من القاهرة إلى جنوب إفريقيا ليؤكد على هذا الحلم ويدعمه بكل ما يملك من قوة.
جانب من جولات الرحالة وحواره مع اليوم السابعآندرو واسل، شاب جنوب إفريقى الذى وصل القاهرة قبل ساعات ليبدأ رحلته منها عائدا إلى بلاده على دراجة بخارية، وبمجرد وصوله أرض الوطن كانت اليوم السابع فى استقباله، ليحكى عن حلمه وتجربته، ولماذا قرر أن تكون نقطة البداية من مصر.
يقول الشاب ذو الـ34 عاما، أنه يرى مصر بلد ذات حضارة عريقة، وشعبها شعب طيب ومبهر، والمسار بينها وبين جنوب إفريقيا لطالما تسابق المغامرون على قطعه وكان الرقم القياسى الأخير لقطعه 12 يوما، بينما يسعى هو لقطعه فى 9 أيام فقط، ويوضح "سأقضى فى القاهرة هذه المرة ثلاثة أيام، وسأبدأ رحلتى بزيارة عدد من الأماكن فى القاهرة، ولكن سأعود لمصر مرة أخرى لأن الوقت الذى سأقضيه هذه المرة لن يكفى لأمارس العديد من الأشياء فيها مثل الغطس فى شرم الشيخ على سبيل المثال".
الزميل حسن مجدى خلال حواره مع آندرو
"أحلم أن تنتهى الحدود فى إفريقيا.. وأن تربط طرق كبرى بين البلاد لتسهيل التجارة، وأن نملك عملة موحدة تسهل التعاون بيننا"، هكذا وصف آندرو أحلامه وهدفه من السفر بين الدول الإفريقية باستخدام دراجته البخارية ويتابع "أندرو": مع الأسف هذا الطريق سيحتاج وقت ولهذا سأستخدم الطرق التقليدية والقديمة فى التنقل بين الدول حتى أصل إلى جنوب إفريقيا".
وعن بدايته فى رياضة ركوب الدراجات يقول "آندرو": أثناء وجودى فى الجامعة قمت بتحويش مبلغ لشراء سيارة ، ولكن بعد شهر واحد تحطمت السيارة، ولم يكن أمامى سوى شراء أسكوتر، ليبدأ هواية ركوب الدرجات النارية التى لم تنتهى إلى الآن".
التنقل فى إفريقيا بدراجة نارية وعبور الدول بالتأكيد ليس مجرد نزهة يخوضها المغامر الذى يحمل ملامح أوروبية وإن كان ينتمى إلى جنوب القارة السمراء، ففى محاولته الأولى لقطع الطريق من جنوب إفريقيا إلى القاهرة بدأ الرحلة من "كيب تاون" ولكنه تعرض لسرقة باسبوره فى منتصف الطريق، ليتعرض للدخول للسجن قبل أن يعود إلى بلاده غائبا، ويقول "قابلت العديد من المخاطر التى كادت تهدد حياتى مثل عطل دراجتى النارية فى أماكن نائية وبعيدة وغيرها من الأزمات".
عدد من أصدقاء آندرو فى القاهرة
الأمر لا يختلف كثيرا بين مصر وجنوب إفريقيا فى تقبل الأسرة لمغامر مثل "آندرو" يقول الشاب أن والدته حاولت بكل تأكيد أن تمنعه من الاستمرار فى السفر بتلك الطريقة ولكنها فى نهاية المطاف أصيبت باليأس وتركته ليمارس الهواية التى يعشقها".
ويختتم الشاب حديثه: أستمتعت بوجودى فى مصر وووسط المصريين حتى الآن، وهناك العديد من الأصدقاء الذين قدموا لي الدعم منذ وصولى، وأعتقد أننى أحتاج المزيد من الوقت لاستكشافها.
آندرو يتحدث لليوم السابع
وتعتبر تنمية أفريقيا وانتشالها مما تُعانيه من حالات فقر مدقع فى عدد من بلدانها حلم مشترك بين كل أبناء القارة السمراء، وأحد الحلول التى طرحت فى مؤتمر أفريقيا 2017، الذى أقيم فى مدينة شرم الشيخ مؤخرًا هى إمكانية إنشاء عملة موحدة لدول القارة الإفريقية على الأمد البعيد، وما يمكن إطلاق عليه مجازا الطريق الطويل بين القاهرة وكيب تاون.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة