أكرم القصاص - علا الشافعي

خالد أبوبكر يكتب: زيارة بوتين.. التوقيت والمضمون.. بين ضعف أمة وضياع جزء من كيانها تبقى الإجابة عن السؤال الصعب: ماذا لدى العرب.. أفعال أم هاشتاجات؟ والقدس لم تكن فى موقف تحسد عليه قبل قرار ترامب

الثلاثاء، 12 ديسمبر 2017 04:00 م
خالد أبوبكر يكتب: زيارة بوتين.. التوقيت والمضمون.. بين ضعف أمة وضياع جزء من كيانها تبقى الإجابة عن السؤال الصعب: ماذا لدى العرب.. أفعال أم هاشتاجات؟ والقدس لم تكن فى موقف تحسد عليه قبل قرار ترامب خالد أبوبكر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أحيانا قراءة الواقع لا تعجب البعض الذى تعود على الشعارات والأغانى والصوت العالى، لكن هذا قدر يتبناه من تصدوا للعمل العام من كتاب وأصحاب رأى، فهم يخاطبون ضمائرهم ولا يشغل بالهم حاكم أو محكوم، لأن التاريخ لن يرحم أحدا ممن يهمهم تاريخهم.
 
دونالد ترامب رئيس أكبر دولة فى العالم، رجل أعمال لم يكن الكثيرون يتوقعون أن يصل إلى البيت الأبيض، وقف صراحة أمام العالم قبل أن يترشح ووعد الإسرائيليين بأن يعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل فصدقوه، وتم دعمه بعدد من الكيانات الصهيونية القوية فى الولايات المتحدة.
 
 
وعادة رجال الأعمال فى العالم يحترمون وعودهم لأنها رأسمالهم، وترامب سيكون من رؤساء الولايات المتحدة الذين سيحققون رواجا للاقتصاد الأمريكى، لأنه سيعمل بعقلية مختلفة وهذا توقعى، ولن يشغل بال المواطن الأمريكى موضوع القدس، بل سيشغله حجم البطالة والتأمين الصحى والضرائب، وهذه ملفات سيعطيها ترامب أولوية أملا فى الحصول على ظهير شعبى. 
 
ولن يخسر ترامب هذا الدعم الإسرائيلى لصالح العرب، الذين يذهبون إليه ليطلبون التسليح والدواء والرضا عن بعض القرارات الداخلية «إلا من رحم ربى».
 
فبالورقة والقلم الموقف محسوم تماما، والصورة لن تخرج عن مظاهرات شعبية فى العواصم العربية والكارثة ينتج عنها مصابين بين الشرطة والمواطنين العرب، ثم شعارات وأغانى وتغيير بروفايل الفيس بوك وأخيرا الهاشتاج.
 
من هنا تأتى أهمية زيارة بوتين للقاهرة، فمن حيث التوقيت، أعتقد أنها زيارة لم يكن لها ترتيب مسبق منذ وقت طويل، ومصر والعرب وروسيا جميعنا سيستفيد من هذه الزيارة، فلا بد أن تفهم الولايات المتحدة أن الشراكة الاستراتيجية يمكن أن تتحول، فعبدالناصر لم يكن هواه أمريكيا، وجاء السادات وتحرك ناحية أمريكا بعد أن تسلح من الروس بسلاح هزم به الإسرائيليين.
 
 
ولا أعنى أن تغيير المعسكر هى مهمة سهلة أو أنها تحدث فى يوم وليلة ولن يجمع عليها العرب، لكن هى محاولة للفت الانتباه بأن عصر القوة الواحدة فى العالم قد انتهى، وبوتين نفسه بهذه الزيارة يعلن أنه موجود وبقوة فى الشرق الأوسط. 
 
ولماذا القاهرة؟ لا شك فى أن زيارات الرئيس السيسى لروسيا، وقت أن كان وزيرا للدفاع وزيارته بعد أن أصبح رئيسا، عكست تقاربا شخصيا بين الزعيمين، وأحيانا تشعر بأن الرئيس هواه شرقى «وأنا أتكلم عن الفكر» إلا أن السيسى نجح فى سياساته الخارجية حتى الآن، ألا ينتمى إلى أى معسكر، فالصفقات العسكرية التى أبرمها تدل على أنه منفتح على الجميع، بل إن بعض مواقف مصر الدولية تخدم المعسكر الشرقى وأخرى منها تخدم المعسكر الغربى، فلا تستطيع أن تقول إن هناك تبعية يمكن أن تقر بها لأى من المعسكرين.
 
بالتأكيد سيكون للعلاقات الثنائية والاتفاقيات المشتركة جزء كبير من هذه القمة، لكن العالم ينتظر رسالة واضحة من القاهرة بخصوص القدس، التى هى الآن فى وضع ليس به تغيير على الأرض، لكن بها تغيير دبلوماسى سياسى من أكبر دولة فى العالم، وبالتأكيد سيتبعها دول أخرى، وإن كنت أعتقد أنها ستكون قليلة العدد.
 
والقدس لم تكن فى موقف تحسد عليه قبل قرار ترامب، فقد كان هناك شبه تجميد لعملية السلام، لأنه لا شىء يتحرك على الأرض، فالدول العربية مشغولة بأمورها الداخلية، ولا يستطيع الفلسطينون فعل شىء بمفردهم، ولا يوجد جيش عربى قادر على اتخاذ عمل عسكرى ضد إسرائيل حتى لو أعلنت أن غزة والضفة أرض إسرائيلية، وهذه هى قراءة للواقع الأليم حتى وإن أغضب هذا الواقع الكثير منا.
 
 
ولماذا نجح الإسرائيليون فى تكوين لوبى فى أمريكا للضغط على رئيسها؟   ولماذا فشل العرب فى ذلك؟ كم عدد المؤسسات الاقتصادية الأمريكية التى يملكها اليهود فى أمريكا؟ وكم عدد تلك التى يملكها العرب؟ كيف تخدم هذه المؤسسات المصالح اليهودية؟ وكيف يخدم العرب فى أمريكا مصالح أمتهم العربية؟ من يعمل أكثر اليهود أم العرب؟ أسئلة يمكن أن توضح نوعا ما الإجابات التى تحتاجها عزيزى القارى كى تقارن بين الفريقين.
 
نحن ننافق أنفسنا، حكام العرب ظلوا سنوات طويلة فى الحكم، وفكروا فى توريث أبنائهم، وبعضهم سجن الآخر من أجل التمكن من الحكم، ولم نعط التعليم ولا البحث العلمى أولوية، وإنما اهتممنا بزيارات الملوك والرؤساء العرب وشكل القاعة والسجادة، وكيفية الاستقبال «وكلام فارغ اتربينا عليه» وأصبح جزءا من ثقافتنا للأسف، فى حين أن رؤساء وزراء دول أوروبية يذهبون إلى عملهم بالدراجات، وتستطيع أن نلتقى المستشارة الألمانية فى السوبر ماركت. 
 
هم يملكون ونحن لا نملك، هم فاعلون ونحن مفعول بنا، الحكام بجبروتهم والشعوب بكسلهم هم سبب التراجع.
 
يقول المثل: اللقمة من الفأس قبل الكلمة من الرأس، أى عليك أن تحصل على احتياجات بيدك، وليس من الآخرين، كى تستطيع أن تستقل بقرارك.
 
إن الأيام المقبلة ستشهد قمة عربية سيتسابق فيها القادة العرب على إلقاء خطابات تسمعها شعوبهم على الهواء ويقارنون أى خطاب أقوى وتأتى صحفهم فى اليوم التالى حاملة مانشتات كبيرة فى كل دولة عن كيف كانت كلمة الزعيم؟ وأنه احتد وثار وأوعز وأشار، ويخرجون من القاعة بقرارات لا تثمن ولا تغنى من جوع.
 
وما الحل؟ وكيف ستكون المواجهة؟
الحل هو تسليح الشعب الفلسطينى كى يحارب، وإمداده بالأموال وتضييق المصالح العربية الأمريكية، واستقلال القرار فى كثير من الدول عن المعسكر الأمريكى. 
 
كل خطوة من هذه الخطوات لها ثمن سيدفع طبعا وبالتأكيد، فهل نحن مستعدون لأن ندفع هذا الثمن لصالح فلسطين؟ هذا هو السؤال.
 
فيا حكام العرب، التاريخ لن يسامح أحدا كان بمقدوره أن يفعل ولم يفعل، حددوا أنتم الطريق، وقولوا لشعوبكم كيف يخدمون قضاياهم العربية، ولو ما فيش حاجة حصلت، إبقى قولولنا أخبار الهاشتاج إيه.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة