لماذا اختار أبو مازن الذهاب للقاهرة بعد قرار ترامب الكارثى؟.. رئيس السلطة الفلسطينية يجد فى مصر الحاضنة الأقوى للقضية الفلسطينية.. وعباس يلبى دعوة السيسى لحضور قمة القاهرة

الأحد، 10 ديسمبر 2017 10:14 م
لماذا اختار أبو مازن الذهاب للقاهرة بعد قرار ترامب الكارثى؟.. رئيس السلطة الفلسطينية يجد فى مصر الحاضنة الأقوى للقضية الفلسطينية.. وعباس يلبى دعوة السيسى لحضور قمة القاهرة لماذا اختار أبو مازن الذهاب للقاهرة بعد قرار ترامب الكارثى
تحليل يكتبه: محمد محسن أبو النور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

وجه الرئيس عبد الفتاح السيسى دعوة للرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن لعقد قمة تشاورية فى القاهرة غداً الإثنين لتناول التطورات الخاصة باعتراف رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، دونالد ترامب، بالقدس عاصمة لإسرائيل، وهنا يثور السؤال: ماذا الذى دفع أبو مازن لاختيار القاهرة أول وجه له بعد قرار ترامب الكارثى للانطلاق منها إلى العالم؟

 

من المؤكد أن الرئيس محمود عباس أبو مازن يعرف مدى الثقل الذى تتسم به القاهرة باعتبارها الدولة العربية المركزية الضامنة لحقوق الشعب الفلسطينى فى الحصول على حقوقه كافة وإقامة دولته المستقلة عند حدود الرابع من يونيو بالعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية المحتلة.

 

الرئيس عبد الفتاح السيسى
الرئيس عبد الفتاح السيسى

 

وقبل إعلان ترامب الخارق لكل المواثيق والقرارت الأممية مساء الأربعاء الماضى أظهرت مصر موقفا ثابتا تجاه قراره نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس، واتضح ذلك من خلال بيانات رئاسة الجمهورية والخارجية المصرية حول فحوى الاتصال الهاتفى الذى دار بين ترامب والسيسى قبل إعلان القرار والذى أعرب فيه الأخير عن رفضه اعتراف الأول بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل.

 

فضلا عن ذلك كانت مصر الدولة الأولى التى اتخذت موقفا صلبا من القرار الباطل دوليا، عن طريق بيانات وزارة خارجيتها، معلنة أنها تستنكر القرار وترفضه من الأساس على اعتبار أنه لا يساعد على المضى قدما فى الدفع بجهود عملية السلام بين الفلسطينيين ودولة الاحتلال الإسرائيلى، تلك التى لم تلتزم بتطبيق كل القرارات الأممية التى أصدرها مجلس الأمن الدولى بضرورة وقف الاستيطان والانسحاب من كل الأراضى التى احتلتها عبر آلاتها العسكرية فى الخامس من يونيو بالعام 1967.

 

الرئيس محمود عباس أبو مازن
الرئيس محمود عباس أبو مازن

 

ولم تكتف مصر بإعلان التنديد والاستتكار بل شفعت موقفها الرسمى الصريح بتحركات على الأرض فى أروقة العمل الدبلوماسى على المستويين العربى والأممى من خلال الموقف الرافض للقرار الأمريكى مساء الجمعة فى مجلس الأمن الدولى بعد الاجتماع الذى عقد خصيصا لبحث تداعيات الخطوة الترامبية، فضلا عن موقفها فى اجتماع وزارء الخارجية العربية الذى انعقد يوم أمس السبت فى مقر الأمانة العامة للجامعة العربية بميدان التحرير فى قلب القاهرة.  

 

الدلالة المهمة التى يخبرنا بها موقف الرئيس الفلسطينى الذى فتحت له الصالة الرئاسية بمطار القاهرة لاستقباله استجابة منه لدعوة الرئيس السيسى يقينه بأن مصر تمثل الحافظة الجوهرية للقضية الفلسطينية ويتضح هذا من قناعة أبو مازن أن تلك القضية تمثل للسياسة المصرية نقطة الارتكاز الأكثر أهمية فى السياسة الخارجية للقاهرة على مر العصور.

 

تنسيق مصرى ـ فلسطينى للتعامل مع قرار ترامب
تنسيق مصرى ـ فلسطينى للتعامل مع قرار ترامب

 

ويمكن قراءة ذلك من خلال كم الاتصالات ونوعيتها تلك التى أجرتها الدولة المصرية من جانب وزارة خارجيتها ومن جانب قمة السلطة التنفيذية المتمثلة فى الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى شدد فى مباحثاته مع كل قادة العالم رفضه قرار الرئيس ترامب ورفضه كذلك كل ما يترتب على القرار من آثار ومن نتائج.

 

وأجرى الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى وقت سابق من ظهيرة اليوم الأحد، اتصالا هاتفيا مع أبو مازن، للتشاور بشأن آخر التطورات على صعيد قرار الإدارة الأمريكية بنقل سفارة الولايات المتحدة من تل أبيب إلى القدس.

 

علاقات ثنائية تجمع زعيمى البلدين
علاقات ثنائية تجمع زعيمى البلدين

 

وأكد السفير بسام راضى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، بأنه تم خلال الاتصال بحث تداعيات القرار وسبل التوصل إلى حل عادل يضمن حقوق الشعب الفلسطينى المشروعة فى إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

 

كما بحث الرئيسان سبل التعامل مع هذا القرار، وتم الاتفاق على أهمية تكثيف الاتصالات مع مختلف الأطراف الدولية لشرح التداعيات السلبية لهذا القرار، فى ضوء ما أقرته المواثيق والقرارات الدولية بشأن القضية الفلسطينية ووضع مدينة القدس.

 

قمة مصرية ـ فلسطينية سابقة
قمة مصرية ـ فلسطينية سابقة

 

ومن جهته قال دياب اللوح، سفير دولة فلسطين بالقاهرة، إن الرئيس الفلسطينى محمود عباس، يزور القاهرة للقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى غدًا، لمواصلة مشاوراتهما المستمرة بشأن التطورات الأخيرة، فضلا عن دراسة الخطوات المنتظرة فى الفترة المقبلة، مشددًا على أن المشاروات بين الزعيمين لا تنقطع منذ الأزمة الأخيرة.

 

على كل حال يبدو أن القمة التى ستنعقد غدا فى القاهرة بين زعماء مصر وفلسطين والأردن ستكون اللبنة التى سيبنى عليها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن عمله فى الأيام القليلة المقبلة، مستمدا من القاهرة قوة الدفع الرئيسية فى اتجاه حصول الشعب الفلسطينى على حقوقه التاريخية والتوصل إلى تسوية شاملة تضمن إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية المحتلة.

 

ترامب بعد توقيعه على قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل
ترامب بعد توقيعه على قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة