كشفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، فى دراسة أعلنتها، اليوم الاثنين، بمناسبة اليوم العالمى للطفل، أن على الرغم من التقدم العالمى، يعيش 1 من كل 12 طفلاً فى مختلف أنحاء العالم فى بلدان حيث الآفاق المستقبلية لهم اليوم أسوأ من تلك التى كانت لوالديهم.
ووفقا للدراسة الصادرة بنيويورك، ووزعها المكتب الإقليمى للمنظمة، ومقره عمان، يعيش 180 مليون طفل فى 37 بلداً، حيث من المُرجّح أن يعيشوا فى فقر مُدقِع، أو أن يَتركوا المدرسة، أو أن يُقتَلوا بسبب العنف مقارنةً بالأطفال الذين عاشوا فى تلك البلدان منذ 20 عاما.
اليوم العالمى للطفل .. استبعاد أقلّية منسيّة من الأطفال جريمة ومهزلة
وأكد مدير (اليونيسف) للبيانات والبحوث والسياسات، لورانس تشاندى، أنه "بينما شهد الجيل الماضى مكاسب كبيرة وغير مسبوقة فى مستويات المعيشة بالنسبة لمعظم الأطفال فى العالم، فإن حقيقة استبعاد أقلّية منسيّة من الأطفال من ذلك- دون جريمة ارتكبوها هم أو أسرهم- تعد مهزلة".
وأضاف تشاندى، أن "أمل كل الوالدين، فى كل مكان، هو توفير فرص أكبر لأطفالهم مقارنةً بما تمتعوا به هم عندما كانوا صغاراً، وفى هذا اليوم العالمى للطفل، ينبغى علينا تقييم كيف أن عدداً كبيراً من الأطفال يرون - بدلاً من ذلك - فرصهم تضيق وآفاقهم تتقلص؟".
ويقول تشاندى، "فى زمن التغيّر التقنى السريع الذى أدّى إلى مكاسب هائلة فى مستويات المعيشة، من المفارقة أن يُعانى مئات الملايين من البشر من تدهورٍ فعلى فى مستويات معيشتهم، مما يخلق بينهم شعور بالظلم، كما يورث إحساساً بالفشل لدى أولئك الذين عُهِدَ إليهم برعايتهم"، ويضيف "لا عجب أنهم يشعرون بأن أصواتهم غير مسموعة ومستقبلهم غير مضمون".
وكشفت الدراسة، عن أنه ومن خلال تقييم آفاق الأطفال فى الانعتاق من الفقر المدقع، وتحصيل التعليم الأساسى، وتجنّب الموت بسبب العنف، فإن نسبة السكان الذين يعيشون على أقل من 1.90 دولاراً فى اليوم زادت فى 14 بلداً، منها بنين، والكاميرون، ومدغشقر، وزامبيا، وزمبابوى.
وتُعزَى هذه الزيادة فى معظمها إلى الاضطرابات، أو الصراعات، أو سوء الحوكمة، كما انخفض معدل الالتحاق بالمدارس الابتدائية فى 21 بلداً، بما فى ذلك سوريا وتنزانيا، بسبب عوامل مثل الأزمات المالية، والنمو السكانى السريع، وأثر الصراعات.
اليوم العالمى للطفل .. حالات الوفيات من جرّاء العنف ارتفعت بين الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 19 سنة
وأوضحت الدراسة الأممية، أن حالات الوفيات من جرّاء العنف ارتفعت بين الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 19 سنة فى سبعة بلدان هى جمهورية أفريقيا الوسطى، والعراق، وليبيا، وجنوب السودان، وسوريا، وأوكرانيا، واليمن وجميعها بلدانٌ تعانى من صراعات كبيرة، كما شهدت 4 بلدان هى جمهورية أفريقيا الوسطى، وجنوب السودان، وسوريا، واليمن، تراجعاً فى أكثر من مجال من المجالات الثلاثة التى خضعت للتقييم، بينما شهد جنوب السودان تراجعاً فى المجالات الثلاثة جميعاً.
كما أظهرت دراسة مسحية منفصلة أجرتها (اليونيسف) على الأطفال الذين تتراوح أعمارهم (9-18 سنة) فى 14 دولة - صدرت اليوم أيضا - أن الأطفال يشعرون بقلق عميق إزاء القضايا العالمية التى تؤثر على أقرانهم وعليهم شخصياُ، بما فى ذلك العنف، والإرهاب، والصراعات، وتغيّر المناخ، والمعاملة غير العادلة للاجئين والمهاجرين، والفقر.
وبحسب نتائج الدراسة، فإن نصف الأطفال فى جميع البلدان الـ 14 أكدوا أنهم يشعرون بأنهم محرومون من حقوقهم، وذلك عندما سئلوا عن شعورهم عندما اتُّخِذت قراراتٌ تؤثر على الأطفال فى مختلف أنحاء العالم.
فالأطفال فى جنوب أفريقيا والمملكة المتحدة هم الأكثر شعوراً بالحرمان من حقوقهم، حيث أعرب 73% و71% منهم على التوالى عن شعورهم أن أصواتهم لا تُسمع على الإطلاق، أو أن آراءهم لا تؤدى إلى إحداث أى تغيير على أى حال.
وفى المقابل، أفادت الدراسة بأن الأطفال فى الهند يشعرون بأنهم الأكثر تمكّناً، إذ اعتقد 52% منهم أن أصواتهم مسموعة ويمكن أن تساعد بلدهم، وأن آراءهم يمكن أن تؤثر على مستقبل بلدهم، كما حدّد الأطفال فى جميع البلدان الـ14 الإرهاب، وسوء التعليم، والفقر كأهم القضايا التى يريدون من القادة اتخاذ إجراءات بشأنها.
د
راسة: أطفال البرازيل ونيجيريا والمكسيك هم الأكثر قلقاً من العنف الذى يمسهموأوضحت نتائج الدراسة، أنه فى جميع البلدان الـ14، كان العنف ضد الأطفال هو أكبر مصدر للقلق، حيث أفاد 67% منهم بأنهم يقلقون كثيراً، وكان الأطفال فى البرازيل ونيجيريا والمكسيك هم الأكثر قلقاً بشأن العنف الذى يمسهم، حيث أن 82% و77% و74% منهم على التوالى يقلقون كثيراً حول هذه المسألة، كما أن الأطفال فى اليابان هم الأقل احتمالاً لأن يقلقوا، حيث أفاد أقل من ربع الأطفال الذين شملتهم الدراسة (23%) بأنهم يقلقون كثيرا.
ويشعر الأطفال من جميع البلدان الـ14 بالقلق على قدم المساواة إزاء الإرهاب وسوء التعليم، حيث أفاد 65% من جميع الأطفال الذين شملتهم الدراسة بشعورهم بالقلق إزاء هذه المسائل، وبحسب نتائج الدراسة، فإن الأطفال فى تركيا ومصر هم الأكثر عُرضةً للقلق من أن يؤثر الإرهاب عليهم شخصياً، وذلك بنسبة 81% و75% على التوالى، وعلى النقيض من ذلك، كان الأطفال فى هولندا هم الأقل قلقاً من أن يؤثر الإرهاب عليهم مباشرةً، وذلك بنسبة 30% فقط، وكان الأطفال فى البرازيل ونيجيريا هم الأكثر قلقاً بشأن تدنّى نوعية التعليم أو عدم حصولهم عليه، حيث أفاد أكثر من 8 من كل 10 أطفال بشعورهم بالقلق من أن ذلك يؤثر على الأطفال فى مختلف أنحاء العالم.
وأوضحت الدراسة الأممية، أن حوالى 4 من كل 10 أطفال فى جميع البلدان الـ 14 يعانون من القلق إزاء المعاملة غيرالعادلة للأطفال اللاجئين والمهاجرين فى مختلف أنحاء العالم.
والأطفال فى المكسيك والبرازيل وتركيا، هم على الأرجح الأكثر قلقاً بشأن المعاملة غير العادلة للاجئين والمهاجرين الأطفال فى مختلف أنحاء العالم، حيث أعرب ما يقرب من 3 من كل 5 أطفال مكسيكيين عن مخاوفهم، يليهم أكثر من نصف الأطفال فى كلٍّ من البرازيل وتركيا، ويشعر حوالى 55% من الأطفال فى المكسيك بالقلق من أن ذلك سيؤثر عليهم شخصياً.
كما أظهرت الدراسة أن ما يقرب من نصف الأطفال (45%) فى الـ 14 بلداً لا يثقون فى البالغين وقادة العالم فى اتخاذ قرارات جيدة بالنسبة للأطفال، وفى البرازيل كان لديها أعلى نسبة من الأطفال الذين لا يثقون بالقادة (81%)، تليها جنوب أفريقيا بنسبة 69%، وأعرب الأطفال فى الهند عن أكبر قدر من الثقة فى قادتهم، حيث بلغت نسبة الأطفال الذين لا يثقون فيهم 30% فقط.
كما أشارت الدراسة، إلى أن الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما، واللاعب كريستيانو رونالدو، ومغنى البوب جستن بيبر، والمغنية تايلور سويفت هم الشخصيات الأكثر شعبية لدى الأطفال لدعوتهم إلى حفلة عيد ميلادهم، حيث حلّ الرئيس السابق للولايات المتحدة ضمن المراكز الخمسة الأولى فى 9 من الـ 14 بلداً، وكانت مشاهدة التلفزيون الهواية المُختارة رقم واحد فى 7 من الـ 14 بلداً.
وتحيى اليونيسف، اليوم العالمى للطفل، الذى يوافق الذكرى السنوية لاعتماد اتفاقية حقوق الطفل، من خلال فعاليات عالمية وغيرها من أنشطة الأطفال فى أكثر من 130 بلداً لإعطاء الأطفال منابرهم الخاصة بهم للمساعدة فى إنقاذ حياة الأطفال، والنضال لنيْل حقوقهم وتحقيق إمكاناتهم.
واليوم العالمى للطفل، هو يومٌ "للأطفال، وبالأطفال"، حيث سيتولّى الأطفال من مختلف أنحاء العالم مهاماً رئيسية فى مجالات الإعلام، والسياسة، وقطاع الأعمال، والرياضة، والترفيه لإبداء مخاوفهم إزاء ما ينبغى على قادة العالم التركيز عليه، وللتعبير عن دعمهم للملايين من أقرانهم الذين يواجهون مستقبل أقلّ إشراقاً.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة