أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد الدسوقى رشدى

انتصارات القاهرة فى مهمة استعادة العواصم العربية

السبت، 18 نوفمبر 2017 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تسأل عن الأمل؟ تسأل عن مصر الكبيرة أين ذهبت؟ تسأل عن دورها الإقليمى المؤثر؟ تسأل عن أنياب وأدوات القاهرة التى كانت؟ الإجابات حاضرة ومطمئنة وباعثة للفخر ولكنك مشغول عنها، غارق فى مستنقع الإلهاء، تبتلع الطعم مرة تلو الأخرى، وتضاعف مساحات إحباطك، تاركا وطنك يخوض معركته الكبرى منفردا دون أن تكون سنده، مستسلما للعبة حرمانك من الأمل والفخر بتحركات الدولة المصرية فى رحلة صعبة عنوانها استعادة العواصم العربية، وإعادة مصر إلى مقدمة الصف الأول حيث موقعها الطبيعى والتاريخى.

 
أنت مستسلم تماما للخطاب الإخوانى أو تنظيرات نشطاء الـ«سوشيال ميديا» حول ضعف مصر وضياع تأثيرها الإقليمى، وغارق حتى أذنيك فى الانشغال بالإرهابى الذى تكلم، وشيرين التى أخطأت، وخالد على الذى ترشح، والكليب الذى تبجح مخرجه ومطربته ومنتجه حتى تجاوز تبجحهم حدود الأدب وقلة الأدب، بينما كانت القاهرة تحقق نصرا جديدا فى حربها المعنونة باستعادة العواصم العربية، أنت منشغل عن نصر حقيقى نجحت القاهرة فى تحقيقه خلال الساعات الماضية، نصرا دبلوماسيا ومخابراتيا وسياسيا يهزم كل تصورات الإخوان عن ضعف الدولة المصرية، ويحرق كل ملايين قطر التى تسعى لسحب دورك فى المنطقة.
 
وأنت غارق فى توافه الأمور متحججا بغياب الأمل، كان رجال الدولة المصرية داخل الغرف المغلقة يصنعون الأمل والنصر، بينما أنت تسأل عما تفعله مصر داخل هذه المنطقة الملتهبة، كان العالم كله يتابع توقيع وثيقة إعلان القاهرة لتوحيد الحركة الشعبية لتحرير السودان داخل مقر المخابرات العامة المصرية فى قلب القاهرة، برعاية الرئيس السيسى ونظيره الأوغندى يورى موسيفنى، بهدف إطار دعم جهود السلام ووقف الحرب فى جنوب السودان.
 
ذراع مصر ويدها ممتدة إلى حيث لا تدرى أنت، وإلى حيث لا تدرك ملايين قطر الموزعة لإثبات أن يد مصر قصيرة وضعيفة، ذراع مصر هناك فى قلب السودان التى قالوا إن القاهرة فقدتها، لتصدم مصر الجميع بوثيقة يعلن كل أطرافها أن المخابرات المصرية هى المنسق الأول مع الأطراف المعنية لتنفيذ بنود ما تم الاتفاق عليه وعلى رأسه عودة اللاجئين والنازحين إلى مناطقهم الأصلية.
 
ما حققته القاهرة فى هذا الملف فعل يرتقى لأفعال النصر والإنجازات، لأن ما شهده مقر المخابرات المصرية من رعاية لهذا الاتفاق، فشل فى تحقيقه آخرون وعلى رأسهم دول كبرى فى القارة الأفريقية، ودول أخرى أنفقت الغالى والنفيس فى محاولة سحب البساط من تحت أقدام القاهرة، فإذا بهم يتفاجأون بأن مفتاح الباب والحل هنا، فى قلب العاصمة المصرية.
نجاح مصر فى رعاية هذا الاتفاق، دليل جديد على دور مصر الكبير داخل القارة الأفريقية، ووثيقة تاريخية جديدة على نجاح القاهرة فى التحرك بالطول والعرض داخل منطقة ملتهبة لتفكيك قنابلها، واستعادة عواصمها مرة أخرى، فما حدث فى جنوب السودان، إنجاز يضاف إلى سلسلة الضربات المصرية فى الفترة الأخيرة بداية من ملف المصالحة الفلسطينى، ومرورا برعاية الهدنة بين الأطراف السورية، ثم قيادة مظلة الجمع بين الفرقاء فى ليبيا، هكذا تتحرك مصر فاعلة ومؤثرة وناجزة، تملك ملفاتها المخابراتية والسياسية والدبلوماسية وتعرف متى تضرب وأين؟ فى وقت يسعى الإعلام الإخوانى بمساعدة نشطاء الـ«سوشيال ميديا»، لإيهامك أنت كمواطن مصرى أن مصر عاجزة، بين على أرض الواقع تبدو مصر القوة الوحيدة المتماسكة فى منطقة نجح الإخوان وذيولهم فى تحويلها إلى منطقة غير مستقرة ومضطربة، يقف فيها الدور المصرى المتماسك والقوى والمتحرك بذكاء عقبة أمام انهيار المنطقة وتحقق أحلام الإخوان وقطرهم وتميمهم وأردوغانهم.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة