أكرم القصاص - علا الشافعي

د. خالد مصيلحى يكتب: احترس من الطرق الحديثة للترويج للفلاكا بين الشباب

الجمعة، 17 نوفمبر 2017 12:00 ص
د. خالد مصيلحى يكتب: احترس من الطرق الحديثة للترويج للفلاكا بين الشباب د.خالد مصيلحي إبراهيم –قسم العقاقير والنباتات الطبية بكلية الصيدلة جامعة القاهره

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أعلنت منظمة الغذاء والدواء الأمريكية FDA هذا الشهر تحذيرها لأي شركة تروج لمنتج دوائي مستخلص من الماريجوانا أو الحشيش بادعاء أنه فعال لعلاج السرطان أو الزهايمر أو غيره من الأمراض المزمنة، ولتفسير هذا التحذير وتوقيت حدوثه يتضح أن مروجي المواد المخدرة بدأوا يسلكون طرقا جديدة للترويج للمخدرات، خاصة أن مئات المستحضرات الطبية لشركات مجهولة تم الإعلان عنها على مواقع التواصل الاجتماعي كعلاج للسرطان وكلها مستخلصة من الحشيش أو الماريجوانا وتحتوي على المادة الفعالة للحشيش المعروفه باسم(THC) Tetrahydrocannabinol او cannabidiol (CBD)، مع أن جميع الأبحاث التي أجريت على نبات القنب او الحشيش تفتقر لاستكمال الدراسات الإكلنيكية، كما تفتقر لقياس مدى أمان هذه المادة على المدى البعيد.

وقالت المنظمة إنها لم ولن تمنح أي ترخيص لتداول هذه المستحضرات إلا بعد استكمال هذه الدراسات وإثبات فاعليتها ومدى أمانها، واعتبرت المنظمة أن هذه الإعلانات يعتبر نصب على المرضي ويجرم ويعاقب صاحب الإعلان بعقوبة النصب والاحتيال.

وتشترك كل هذه الإعلانات أو الإدعاءات أنها الشركات مجهولة وفي الغالب تروج للمخدرات بطرق غير مباشره تبث إعلاناتها على مواقع التواصل وشبكات الإنترنت وبعض قنوات الميديا المجهوله ودائما تحتوي على عبارات رنانه تخدع المرضى في ادعاءاتها مثل يحارب الأورام السرطانية وأخرى قالت في ادعاءاتها أن CBD يجعل الخلايا السرطانيه تنتحر وتترك الخلايا السليمة وادعاءات أخرى، أنه يمنع نمو انقسام وتكاثر الخلايا السرطانية وانتشارها مع أن كل هذه الادعاءات لا تستند للدليل العلمي ولاترقى لدراسات لتسجيلها كمستحضر دوائي خاصة أن آثاره الجانبية على الجهاز العصبي والتعود والإدمان قد يكون نهاية المطاف بدلا من العلاج، وتعتبر طرقا ملتوية حديثه لتوزيع المخدرات وانتشارها.

ونأتي لمخدر آخر وطرق حديثة لترويجه وهو مخدر الفلاكا، ويتم ترويج لهذا المخدر بادعاء أنه يجعل صاحبه قويا ولا يخشى شيء ومقدام وقوي، علاوة على رخص سعره مقارنة بالمخدرات الأخرى، وهو يشبه الملح ذى البلورات الكبيره مثل الحصى اشبه بالمستخدم في أملاح الاستحمام، و يمكن تعاطيها بالشم، أو تناولها بالفم، أو الحقن أو التدخين في السجائر الاليكترونيه.

تأتي خطورة هذا النوع أنه رخيص الثمن جدا فسهل ترويجه في كل المستويات، كما انه يحول الشخص لفرد عدواني اشبه بالزومبي أو دراكولاـ مما قد يتسبب في إيذاء نفسه أو غيره وخطر على الأمن العام.

وبداية ظهوره كان في أمريكا 2012 عندما شهدت ولاية فلوريدا اعتداء شخص على رجل متشرد وبدأ في أكل وجهه، وعندما حضرت الشرطة كان قد التهم معظم وجه الضحية، وثبت أنه كان تحت تأثير مخدر “الفلاكا”.ثم انتشر انتشارا كبيرا بالولايه عام ومنه الى الصين وبلاد أخرى2014.وهذا المخدر الإسم العلمي له هو ألفا بي في بي pvp أو gravel ، وينتمي مخدر الفلاكا الى مجموعة الكاثنينون والتي تعتبر أقوى من الكوكايين.

و آلية عمل الفلاكا تتلخص فى زيادة إفراز مادة dopamine "الدوبامين" فى المخ وبجرعات كبيرة جدا، وهى مادة مسئولة عن نقل الإشارات العصبية فى الجسم، كما أن الفلاكا يمنع الجسم من التخلص من الدوبامين الزائد فيزيد تركيزها بجرعات تفوق الوصف فى المخ، مما ينتج عنه الشعور بالنشوة والهلوسة الشديدة والنشاط الحركى الزائد بصورة مفاجئة". 

وتكمن خطورة الفلاكا مقارنة بكل عقاقير الهلوسة السابقة، بأنها لا تعطى الشعور بالنشوة فقط، ولكن تعطى إحساسا كاذبا للمتعاطى أن لديه قدرات خارقة، فيتحول خلال لحظات من التعاطى إلى ما يشبه بالشخصيات المرعبة بالأفلام، مثل الزومبى، ومصاصى الدماء، فيقوم بفتح عينيه والهذيان بكلمات غير مفهومة بصوت عال، والصراخ وبصورة مرعبة ويقوم بافتراس أى شخص يقابله، وقد يصل لحد قتل أى شخص أمامه، وقد يضر بإلقاء نفسه من فوق شجرة أو من البلكونة، أو يقوم بتكسير السيارات، وإلقاء نفسه فى عرض الطريق، وتحطيم كل ما يقابله لأن كل هذه ردود الفعل العدوانية سببها أن هذا العقار يعطى الشخص الشعور بالقدرات الخارقة.نظرا لكل هذه الميول العدوانية لدى هذا الشخص أصبح هذا العقار ليس خطرا فقط على المتعاطى، بل يمتد الخطر للأمن العام والأشخاص المحيطين به، وقد تستغلهم بعض العصابات فى تنفيذ جرائمهم تحت تأثير العقار لأنه يتحول لشخص عدوانى، حتى لأهل بيته وأقرب المقربين له، فقد يتسبب فى ضرر لأبنائه وأخواته ووالديه لأنه لا يرى إلا العدوانية والشر".

وأعراض الانسحاب لهذا العقار تتلخص فى صورة خمول، واكتئاب شديد، وهى الأعراض التى تظهر قبل تناول الجرعة، وتجعل المدمن فى بحث مستمر عن جرعات أكبر فى وقت سريع، وتأتى خطورة هذا العقار على المدى الطويل فى أنه يتسبب تعاطى كميات اكبيرة فى ارتفاع درجة حرارة الجسم، مما قد يتسبب فى الفشل الكلوى وتدمير الجهاز العصبى.

وعلينا جميعا توخي الحذر من كل الأساليب الحديثة المخادعة للترويج للمخدرات، فكما حذرنا من قبل عن مخدرات يتم ترويجها داخل نباتات عطريه نحذر هذه المرة من الترويج للمخدرات في صورة علاج أو دواء يعطيك قدرات خارقه وكلها تؤدي الى التهلكه وهدم مجتمع بأكمله فلنقابل كل هؤلاء المروجين والمدعين بكل حزم قبل أن يصلوا لشباببنا وأبنائنا.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

تامر

ربنا يستر

ربنا يستر على اولادنا ومقاله تجعلنا كلنا نحترس من الاساليب الملتويه

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة