أكرم القصاص - علا الشافعي

"المدمن بياكل صحابه".. قبل انتشار مخدر "فلاكا" المعروف بــ"الزومبى" بين الشباب.. باحثة: مادة كيميائية تعمل كمثبط نفسى وعصبى.. يسبب هذيانا ونشوة مفرطة تصل لمرحلة الجنون.. وتؤكد: يحول المتعاطى إلى مصاص دماء

الخميس، 16 نوفمبر 2017 05:07 م
"المدمن بياكل صحابه".. قبل انتشار مخدر "فلاكا" المعروف بــ"الزومبى" بين الشباب.. باحثة: مادة كيميائية تعمل كمثبط نفسى وعصبى.. يسبب هذيانا ونشوة مفرطة تصل لمرحلة الجنون.. وتؤكد: يحول المتعاطى إلى مصاص دماء مخدرات - أرشيفية
كتب أحمد إسماعيل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كشفت الباحثة هبة ضبان الحاصلة على ماجستير فى العلوم، من خلال بحثها حول عقار "ألفا- بي في بي" لمخدر الـ"فلاكا"، التركيب الكيميائي للعقار وهو "ألفا-بيروليدينوبنتيوفينون" وهو من المنشطات الاصطناعية من فئة كاثينون التى يتم بيعها بأسعار زهيدة فى المناطق الشعبية، وهو مصنف كأحد أنواع المخدرات، يطلق عليه أحيانا "فلاكا". 
 
ويوضح البحث، أن "فلاكا" هو المسمى العامى لمخدر ألفا-بي في بي (وتسمى أيضا الحصى أو فلوكا) وهو مزيج من الهيروين والكراك، أو الهيروين والميتامفيتامينات، ولكن فى الواقع "فلاكا" هو مجرد نسخة الجيل الأحدث من أملاح الاستحمام. 
 
وأملاح الاستحمام بشكل عام هى أدوية ذات تأثير نفسى اصطناعى مصنوعة بكميات كبيرة فى مختبرات الأدوية الأجنبية، وهذه الأدوية كلها مرتبطة بمجموعة أوسع من المركبات الكيميائية المعروفة باسم الكاثينون.
 
وفى كل مرة يتم تسجيل نوع واحد من هذه العقاقير كعقار غير قانونى، وتقوم حينها مختبرات المخدرات بتغيير التركيب الكيميائى قليلا، ويتم إنشاء دواء جديد من الناحية الفنية غير قانونى. 
 

كيف يعمل مخدر الفلاكا

 
فى حالة "فلاكا" يستخدم المتعاطى هذا المخدر للحصول على شعور من النشوة، وإحساس متزايد من الوعى، والتحفيز، والطاقة، ويؤثر مخدر فلاكا بشكل مباشر على مستوى دوبامين فى الخلايا العصبية، والدوبامين هو مادة كيميائية تتفاعل فى الدماغ لتؤثر على كثير من الأحاسيس والسلوكيات بما فى ذلك الانتباه، والتوجيه وتحريك الجسم، ويؤدى الدوبامين دوراً رئيسياً فى الإحساس بالمتعة والسعادة والإدمان.
 
تسببب الزيادة الكبيرة أو الانخفاض الكبير فى الدوبامين كثيراً من الأمراض البدنية والعقلية، فعلى سبيل المثال، ترفع أدوية الإدمان من مستويات الدوبامين إلى نفس مستوى وجوده فى الدماغ، وتؤدى زيادة الدوبامين لدى أولئك الذين يعانون من الإدمان إلى تغيرات طويلة الأجل أو دائمة فى خلايا الدماغ. 
 
كما تسبب مستويات الدوبامين غير العادية بعض أمراض الحركة مثل مرض باركنسون، ويؤدى اختلال مستوى الدوبامين دوراً كبيراً فى أمراض أخرى مثل: فصام (الشيزوفرينيا)، وقصور الانتباه، ومتلازمة توريت، كذلك انعدام التلذذ، وعدم القدرة على الإحساس بالمتعة عند مزاولة نشاطات عادةً ما تكون ممتعة.
 
ومخدر "فلاكا" والذى يعد أحد أنواع المثبطات النفسية والعصبية، يعمل على إحداث فيضان من الدوبامين الذى يسبب زيادته بشكل مفرط نوعا من البارانويا المفرطة والهلوسة الزائدة، ونتيجة استمرارية وجود فلاكا فإن الخلايا لا تتمكن من إعادة امتصاص الدوبامين الزائد، وهذا يؤدى إلى الهذيان والنشوة النفسية المفرطة، وقد تصل إلى حالة من جنون العظمة تعترى المتعاطى، بالإضافة إلى تدفق الإدرينالين بشكل كبير جدا فى جسمه، والذى يسبب فرطا فى العدوانية والحركة.
 
 

آثار زيادة مخدر فلاكا فى سلوك المتعاطى

 
إن مخدر فلاكا بطئ الامتصاص، وذلك بسبب تأثيره السلبى على معدل الحرق والامتصاص فى الجسم، ويسبب حالة الهذيان وجنون العظمة، بالإضافة إلى حالة من الفصام التى يصاب بها المتعاطى، والعدوانية الزائدة نتيجة زيادة الإدرينالين مع الدوبامين.
 
 

كيف يتحول متعاطى مخدر الفلاكا لـ"دراكولا"

 
وحسب دراسة البروفيسور جيم هول الباحث فى علم الأدوية بمركز البحوث التطبيقية الأمريكية، فإن المتعاطى بداية ترتفع حرارة جسده بشكل كبير، فيبدأ فى التخلص من ملابسه ظنا منه أن ذلك سيخفف الحرارة التى يشعر بها، ومع زيادة تركيز الدوبامين وبداية الهذيان والهلوسة يعتقد المتعاطى أن البشر سيئين ويحاولون إيذاءه، ويتخيل أن حوله وحوشا ضارية تطارده، فيبدأ التعامل بقانون الغاب الذى تحكمه غريزة البقاء فقط دون العقل، فيهاجم من حوله خوفا منهم، وبعد قتل أحدهم ووفقا لقانون الطبيعة أن المنتصر يتغذى على جائزته التى لقت حتفها بيديه، قد يتحول المتعاطى إلى "زومبى" آكل للحوم البشر، فيمزق أجساد ضحاياه ويتغذى عليهم دون وعى أو شعور.
 
ومع بدء انسحاب المخدر من الخلايا العصبية وانخفاض مستوى الدوبامين يعانى المتعاطى من نوبة اكتئاب حادة، يبدأ على إثرها فى البحث عن طريقة للتحرر والخلاص، والذى قد يدفع به إلى إيذاء نفسه أو الانتحار.
 
ويتضح ذلك من زيادة حالات الوفيات نتيجة محاولات الانتحار الناتجة عن التأثير العصبى لفلاكا، والذى قد يؤدى بالمتعاطى إلى جرح نفسه بعدد كبير من الجروح الخطيرة المؤدية للموت، كما سجل أنه يسبب الوفاة فى بعض الحالات، نتيجة أزمة رئوية حادة.
 
 

الآثار الطبية لفلاكا

 
على غرار الكوكايين والأمفيتامينات، تشمل الآثار القصيرة الأجل للفلاكا، الأحاسيس البهيجة، وزيادة معدل ضربات القلب والخفقان، وزيادة فى ضغط الدم، واليقظة، والسلوك العدوانى.
 
وعند ترك الـ"فلاكا" يعانى المتعاطى من عدة آثار جانبية، بسبب انسحاب تأثيره من الجسم، وتشمل التعب والاكتئاب،و هذا الإحساس غالبا يصاب به المتعاطين العائدين إلى المخدرات، وللتخلص من الشعور السلبى يقفز بدءا من جديد دورة من الاستخدام الذى يمكن أن يؤدى إلى سوء المعاملة.ولذلك فإن المستخدم يطلب المزيد والمزيد من فلاكا، لاستعادة النشوة المفقودة مرة أخرى، وقد يؤدى ذلك إلى المخاطرة بتناول جرعة زائدة حتى الموت.
 
فى الجرعات العالية، فلاكا يمكن أن يؤثر على درجة حرارة الجسم حتى تصل إلى درجات حرارة عالية، وهذا التغيير الشديد يمكن أن يؤدى إلى انهيار العضلات وتلف الكلى لاحقا، ويمكن للآثار المباشرة والطويلة الأجل لفلاكا أن تنافس بعض أقوى مخدرات الميثان والكوكايين البلورى، إلا أن الآثار غير المعروفة من فلاكا أنه يسبب الانزعاج حول استخدامه، حيث لا أحد يعرف بالضبط ما يمكن أن يفعله الدواء للجسم والدماغ على المدى الطويل حتى الآن.
 
 

رصد الحالات والحوادث الناتجة عن تعاطى فلاكا

 
كانت البداية من ولاية فلوريدا الأمريكية سنة 2012، عندما اعتدى رجل يُدعى "رودى إيجونا" على أحد المارة بأكل نحو 80% من وجهه، فى واحدة من أغرب الحوادث التى تسجلها الولايات المتحدة، وعلى الرغم من تحذيرات الشرطة للرجل، فإنه واصل فعلته إلى أن انتهى به الأمر مقتولاً بالرصاص، وبعد فحوصات أُجريت له ثبت أنه كان تحت تأثير مخدّر "الفلاكا".
 
وفى عام 2016، نقلت صحيفة "لو فيجارو" الفرنسية، عن الشرطة الأميركية، قولها إن شاباً يبلغ من العمر 19 سنة، قد اعتقل وهو يلتهم وجه أحد الضحايا مع أصوات غير بشرية، بعدما طعن زوجين وأصاب أحد جيرانه، قبل أن يتصل الأخير بالشرطة وينقل إلى المستشفى.
 
وعزا مسؤول الشرطة فى إحدى مناطق فلوريدا، ويليام سنيدر، هذا الهجوم إلى تناول الشاب جرعات من مخدر مختلف، ويدعى هذا المركب "فلاكا".
 
وفى مايو 2017، أقدمت شابة بولندية على الانتحار فى مستشفى الغردقة، وكشف موقع سى البولندى لاحقا عن سيناريو جديد من شأنه حل لغز قضية السائحة البولندية "ماجدولينا جوك" التى انتحرت فى مستشفى بالغردقة، وقال الموقع إن السائحة يمكن أن تكون تعاطت مخدرات "فلاكا" الخطيرة، أو كما تعرف أكثر بمخدرات "الزومبى" قبل انتحارها.
 
وأخيرا، شهدت محافظة كفر الشيخ بتاريخ 6 نوفمبر2017، جريمة قتل بشعة تهتز لها الأبدان، حيث أقدم شاب يبلغ من العمر 18 عاما على قتل شقيقه وأخرج أحشاءه وتناول بعضا منها وقام بسلخ جلده، وأظهرت التحقيقات أن والد الشاب قال إن ولده يعانى من اضطراب نفسى، ويتم علاجه لدى أحد الأطباء النفسيين منذ عام ونص، إلا أن بدء انتشار مخدر فلاكا وشيوعه قد يقودنا إلى إعادة التفكير فى سبب الاضطراب النفسى لدى هذا الشاب.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة