أكرم القصاص - علا الشافعي

وائل السمرى

كمامة لفم شيرين عبدالوهاب

الأربعاء، 15 نوفمبر 2017 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
للتعجب هنا أن يحضر بقوة، فكيف يعادى الجسد بعضه بعضا، بل كيف يعادى جهاز النطق الواحد بعضه بعضا؟ حالة غريبة لن تجدها إلا مع شيرين عبدالوهاب، تلك التى تمتلك حنجرة من نور ولسانا من جحيم، فكيف يستوى هذا فى جهازها الصوتى كل هذا التناقض؟
 
فى السابق كتبت أن شيرين تمتلك حنجرة عامرة وكأنها «كمان»، وعقلا فارغا وكأنه طبلة، غير أنه من الممكن أن تنسجم الطبلة مع الكمان ليؤلفا معا جملة موسيقية متناسقة، لكن كان على أن أنتظر قليلا لأعرف أن أعضاء جسد «شرين عبدالوهاب» تعادى بعضها بعضا بحق، فهذا اللسان يعادى هذه الحنجرة بحق، وما تبنيه هذه الحنجرة فى سنوات، ينسفه هذا اللسان فى لحظات، والموهبة التى جعلت شيرين عبدالوهاب تتصدر أبناء جيلها كلها تضيع يوما بعد يوم وفقا للتوقيت المحلى للسان «شيرين» الذى لا يعرف شيئا عن الحكمة.
 
مرة تعادى الفنان عمرو دياب بلا مناسبة، ومرة، تدخل فى معركة مع الملحن عمرو مصطفى، ومرة تسخر من شعب عربى بطريقة غير مناسبة، وفى هذه المرة هبطت شيرين بنفسها إلى القاع، حينما ردت على إحدى معجباتها التى طلبت أغنية «مشربتش من نيلها» فى إحدى حفلاتها قائلة، «لو شربتى هيجيلك بلهارسيا»، ناصحة إياها بشرب نوع معين من المياه المعدنية، وهو بذلك لا تسخر من شريان حياة مصر فحسب وإنما تسخر من نفسها، وتظهر نفسها فى صورة الكاذبة التى تغنى لنهر لا يأتى سوى بالبلهارسيا.
 
تلك حالة فاضحة من الجهل والغفلة وعدم تقدير المسؤولية، ونحن هنا لا نتكلم عن ضرورة أن يكون الفنان واجهة لبلده، فهى أبعد ما تكون عن هذا، لكننا نتحدث عن قيمة الصدق مع الذات التى تفتقدها شيرين، نتحدث عن أهمية أن يمر الفنان بمراحل من التأهيل الثقافى والأخلاقى ليستحق أن يظهر على الشاشات وفى الحفلات، نتحدث عن أهمية أن يضع من لا يفقه فى أى شىء «كمامة» على فمه، لكى لا يصيب السامع بأذى من سب وضيع أو سخرية مقيتة أو رائحة كريهة كتلك التى تنبعث من فم «شيرين».
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة