أكرم القصاص - علا الشافعي

وردية اللى استشهدوا امبارح.. "اليوم السابع" ينشر قصيدة فؤاد حداد "اكبر يا ليل" تحية لأرواح شهداء الواحات.. يا هدوم على الشماعة متعلقة ولسه فيها الشكل والريحة مش كان قزاز شباكنا تسريحة

السبت، 21 أكتوبر 2017 04:31 م
وردية اللى استشهدوا امبارح.. "اليوم السابع" ينشر قصيدة فؤاد حداد "اكبر يا ليل" تحية لأرواح شهداء الواحات.. يا هدوم على الشماعة متعلقة ولسه فيها الشكل والريحة مش كان قزاز شباكنا تسريحة فؤاد حداد وشهداء الواحات
كتب وائل السمرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وكأنها كتبت بالأمس فحسب، مازلت تحمل سخونة دم الشهداء ورائحة عرقهم الزكية، تحمل براهين التحدى، تحمل تراب الوطن الممزوج بمياه الحياة، كتبها شاعر العامية الأكبر فؤاد حداد بعنوان "اكبر يا ليل على أعدائى" وكأنها طلقات رصاص، دانات مدافع، حمم بركان، وهو الذى وظف نفسه فى وردية شعر، كما وظف الجنود أنفسهم فى وردية حراسة الوطن، مناديا على كل مصرى ليقف فى ورديته، قائلا: موالى يحضر للعمل فى ميعاد، وردية اللى استشهدوا امبارح، وكل مصرى فى الميعاد يحضر، وما ينقطعشى الجاى و الرايح.
 
فى هذه القصيدة يزأر فؤاد حداد، بكل ما أوتى من قوة، يكفاح كل أشكال الاستعمار، يهتف من أجل تحرير الحياة من آفاتها، يصرخ لكى يهرب الشر وحده تاركا أرواحنا الخيرة على حالها، بقول للمصريين الذين يحاربون من أجل وطنهم إن الحق لابد أن يظل على طول الزمان منير أخضر، وإن الحياة التى يحاربون من أجلها لابد أن تكون ندية بالمحبة غير مدنسة بمياه الكراهية التى يستحم فيها الأعداء، يقول لصديقه الشهيد "خليك على طول الزمن أخضر.. وخلى قلبك عمره ما يسامح" ويقول لصاحبه المحارب "إيدك تكون أخشن وقلبك أرق".
 
وكأنه ينعى بها شهداءنا الأبرار الذى روا صحراء مصر بأنوار من دمائهم الطاهرة فى معركة الواحات التى استشهد فيها أكثر من 16 بطلا من أولاد مصر، يقول "أكبر يا ليل واهدينى.. أفدى ترابى وطينى" ويقول "اكبر يا ليل بالموت على أعدائى.. وبأمتى و شهدائى" ويقول "شفايفى بالنيل الرحيم اتبلّت..وأنا ابن للصحرا المهاجرة اللى خلّت.. الشاعر العربى يقول للناقة..ميلى على دار اليتيم كل يوم".
 
قصيدة عميقة متحدية، تخيلت أنه كتبها لشهداء أمس الأول فى معركة الواحات، قرأتها على أرواح هؤلاء الشهداء الذين دافعوا عن مصر حتى آخر لحظة فى حياتهم، فاستحقوا بذلك أرفع أنواط التقدير وأرفع رتبة من رتبة الوطنية" رتبة شهيد، فهو كما قال عنه حداد فى هذه القصيدة.
 
الله يقدرنى على حالى
يهدينى خيط من دم موالى
يفضل يوالى صوتى فى المعركة
لأجل التراب اللى عشقته بكى
يا فجر نازل نور فى كل البلاد
يا مزهّر التوب الجديد فى العزبة
و ماشى تتقبل سلام الأحبة
موالى يحضر للعمل فى ميعاد
وردية اللى استشهدوا امبارح
و كل مصرى فى الميعاد يحضر
و ما ينقطعشى الجاى و الرايح
خليك على طول الزمن أخضر
و خلى قلبك عمره ما يسامح
نحمل قديمنا و نحمل الصابح
و نعيش على قدام و نتذكر
كان شاب و الدنيا اللى بتنور
تدخل لعينه و صدره من غير إذن
كانت حبيبه تسعد اللى يشوفها
و كلمة طايرة تحب من يلقفها
و شربنا شربات الفرح و الابن
يا هدوم على الشماعة متعلقة
و لسه فيها الشكل و الريحة
مش كان قزاز شباكنا تسريحة
يا عيش و ملح و نظرة متشوقة
أنا أكره الحزن اللى من غير شقا
نسى المغنى وصية المقتول
حبيت إيدين فلاحة متشققة
كان العذاب مصر و كنت باقول
أنا قبل ما أضرب فى الشدادى بعزمي
و قبل ما انطق حرف حرية
و أخدم ليالى تحقق النية
أنا قبل ما اعرف اسمي
كانت جراحى جنة مصرية
طيب الأمانى و رزق الاستشهاد
موالى يخضر للعمل فى ميعاد
وردية اللى استشهدوا امبارح
و كل مصرى فى الميعاد يحضر
كان اللى خلّانى أعيش و أقدر
ألاقى قدامى سبيل واضح
شفايفى بالنيل الرحيم اتبلّت
و أنا ابن للصحرا المهاجرة اللى خلّت
الشاعر العربى يقول للناقة
ميلى على دار اليتيم كل يوم
أول حليبك بالحنان و الحق
لولاد أخوى الميّت
قنيت تراثك من أتم الخلق
و عمرو فرق جسمه بين القوم
إيدك تكون أخشن و قلبك أرق
و نعيش لبعض مقدّرين الواجب
مش حلوة بين الإخوات يا كلمة لأ
هنموت لبعض و منلاقيش نتعاتب
مش حلوة بين الإخوات يا كلمة أنا
كل ابن آدم ضنى
صاحبك، أخوك، ابنك شهيد ودّاد
موّالى يحضر للعمل فى ميعاد
وردية اللى استشهدوا امبارح
و كل مصرى فى الميعاد يحضر
بيسلمونا و المكن فاتح
على صرخة اجرى الدنيا تتبعتر
قال الرغيف ابعتلى جوعك
الدوا ابعت جروحك
أنا كنت يوم الظهر ليلى طويل
كنت فى عطش و الشمس مجنونة
بتجرى ع الأسفلت جنب النيل
و بترمى أيام الزمان الخالي
و سمعت راجل جنبى كان قاعد
بدأ كلامه زى ما نكون واحد
بدأ كلامه قبل ما أعرف سؤالي
يا ألف رحمة عليك يا أوسطى محمد
كان والدى فى السكة الحديد و حكى لي
دنيا خيال ما تروحش من بالي
ما يروحش يوم من عينى فى الورشة
وقف المهندس الإنجليزى يباهي
دا ترس من صنع البلاد الأولى
تقدر تقيس الشرشرة بالملّي
خلانا نسمع له و ما زودش
ملس عليه و ضحك يصغّرنا
الأوسطى محمد قال أنا أعمل زيه
قال خد عشرة أيام – أخدنا يومين
الدور عليك ورينا علمك فين
أربع تروس قدامنا و المطلوب
تطلع المصرى من الأربعة
وقف المهندس بالنهار مغلوب
كان مستحيل تفرق بيناتها بالعين
دنيا خيال ما تروحش من بالي
كان والدى فى السكة الحديد و حكى لي
الانجليز قطعوا ايديه الاتنين
يا كل عين بتشوف و ايد بتهم
و قلوب دهب مش عايزة حد يلم
عاوزة الكتاب و اللقمة لعيالنا
و الميتين لو هما راحوا فى خلم
يختاروا أيامنا اللى جاية لنا
و ما يختاروش أيام ما كانوا ولاد
موالى يخضر للعمل فى ميعاد
وردية اللى استشهدوا امبارح
و كل مصرى فى الميعاد يحضر
و الأرض عايشة و الزمن طارح
و الليل طريق الإنسانية بيكبر
اكبر يا ليل و اهديني
أفدى ترابى و طيني
أيام ولادى و حلمى و فلسطيني
اكبر يا ليل قرب عيونى الشايفة
ما بين أريحا لحيفا
انصر كتايب حالفة
تولد نهارنا الباقي
اكبر يا ليل بالموت على أعدائي
و بأمتى و شهدائي
فى الحرب و فى الابتدائي
علمنى لا أقرا كلمة مكتوبة
ولا أبنى طوبة إلا ضد العدو
اكبر يا ليل علم عيونى تصب
من السلاح الصلب
لا ينتصر فى أرض محبوبة
ولا يهتدى لمعنى الوطن و الحب
عير اللى يحفى ع الوطن و الزاد
موالى يحضر للعمل فى ميعاد
وردية اللى استشهدوا إمبارح
و كل مصرى فى الميعاد يحضر
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة