أكرم القصاص - علا الشافعي

د. داليا مجدى عبد الغنى تكتب: مُتعة العذاب

الخميس، 19 أكتوبر 2017 02:00 م
د. داليا مجدى عبد الغنى تكتب: مُتعة العذاب داليا مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أحيانًا، يُحب الإنسان عذابه، فيشعر بلذة من نوع خاص وهو يتعذب، وليس المقصود بهذا أن يكون مُصابًا بمرض نفسي، ولكنه قد يجد نفسه فى هذا العذاب، أو ربما يجد إبداعه فى هذا العذاب، فالعذاب رغم أنه حالة شجن وألم، إلا أنه حالة تفرض على صاحبها طاقة سلبية، تُجبره إما على الانصياع والاستسلام والرضوخ لها، وإما على محاربتها بإخراج أجمل ما لديه.

وقد قرأت قصة للكاتب الكبير "إحسان عبد القدوس"، اسمها "وعاشت بين أصابعه"، ففى هذه القصة كان البطل يكتب قصائد، وعندما أحبَّ البطلة، وكانت مطربة، فكان يشعر بالعذاب فى حبها، وكان هذا العذاب هو الدافع له لكتابة أجمل القصائد، لدرجة أنه كان يُعبر عنه بمتعة العذاب، فهو كان يجد فيه متعة، تجعل منه مُبدعًا، فليس كل العذاب جحيم، ولكن كل الجحيم عذاب، لذا، فالعذاب أحيانًا يكون مُمتعًا، أما الجحيم، فمن المستحيل أن يكون مُمتعًا، والعذاب قد يصنع عظماء وعباقرة ومُبدعين؛ لأنه أحيانًا يكون حافزًا وسببًا للتحدى ولاستمرارية الحياة، فمن يستغله لتفريغ الشحنة السلبية وإجلاء الطاقة الإيجابية، هو فقط من يصل إلى القمة، أما من يستسيغه ويستعذبه، فهو من يُحوله إلى جحيم، والجحيم يصل بصاحبه إلى الهوة السحيقة.

فلا تندهشوا ممن يعشق عذابه، فهو يجد فيه متعة لا يحسها سواه، كالحبيب الذى يعشق عذاب غِيرته على محبوبه، والأم التى تستمتع بعذاب خوفها على أبنائها، والعَالِم الذى يجد لذته فى عذاب السهر والفكر، والشاعر الذى يستعذب الشوق والتأمل، فهل صدقتم أن للعذاب أحيانًا متعة.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة