أكرم القصاص - علا الشافعي

يوسف أيوب

لماذا دعمت مصر المرشحة الفرنسية فى اليونسكو؟

الثلاثاء، 17 أكتوبر 2017 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يوم الجمعة الماضية خرج وزير الخارجية سامح شكرى ليعلن تأييد مصر ودعمها للمرشحة الفرنسية، أودريه أزولاى لمنصب المدير العام لليونسكو، فى مواجهة المرشح القطرى، حمد الكوارى، وجاء تصريح شكرى قبل ثلاث ساعات من الجولة النهائية للانتخابات، وفى المساء فازت بالفعل المرشحة الفرنسية بالمنصب، ومعها خرج الإعلام القطرى، والمدعوم بالأموال القطرية ليشن حملة شرسة وقوية على مصر، والقول بإنها وقفت ضد مرشح عربى وأنحازت لمرشحة فرنسا.
 
فى البداية فإن حمد الكوارى لم يكن فى يوم من الأيام مرشحا عن الدول العربية، بل أن ترشيحه من الأساس كان سببا فى خسارة العرب لهذا المنصب، حينما قرر أن يتدخل بأموال بلاده القذرة لمنافسة المرشحة المصرية بشراء ضمائر وذمم عدد من مندوبى الدول الأعضاء بالمجلس التنفيذى للمنظمة، رغم يقينه ويقين أمارته المتهمة بدعم وتمويل الإرهاب، أنه ليس المرشح الكفء القادر على إدارة منظمة مثل اليونسكو، وأن الدول العربية لم ولن تقبل لشخص بهذه المواصفات أن يمثلهم فى منظمة مصل اليونسكو، ويقينهم أيضاً أن وجود الكوارى على رأس المنظمة الدولية المعنية بالثقافة والعلوم والتربية، هى وصمة عار على جبين المجتمع الدولى بأكمله، وأنه أذا كان المرشح القطرى قد نجح فى الجولات الأولى فى شراء عددا من الأصوات، لكن النهاية لن تكون سعيدة بالنسبة له، وهو ما حدث فى مساء الجمعة، بعدما أفاق أعضاء اليونسكو من غفوتهم التى كانت الأموال القطرية السبب فيها، فخسر الكوارى وكسبت اليونسكو حينما انتفضت ضد أموال قطر الحرام وكل من قبل على نفسه أن يحصل على أموال أو ساعات ثمينة ليمنح صوته لمرشح إمارة الارهاب، كما حدث مع مندوبى دول ما كنا نتوقع أبدا أن يقعوا فى بئر الإرهاب القطرى.
 
وبالتالى فليس من المنطقى أن تقول قطر إن مرشحها كان يمثل الدول العربية، لأنه لم يمثل سوى نفسه وإمارته، حتى وأن كانت بعض الدول العربية الأعضاء بالمجلس التنفيذى منحوا له أصواتهم مثل مندوبى السودان وسلطنة عمان، لأن الدولتين لا يعبران إلا عن أنفسهما فقط، واختارا الانحياز لجانب المرشح القطرى إما لأسباب مالية أو سياسية، وكلها أمور كانت معروفة ومفهومة لكل من تابع كواليس ما جرى فى الانتخابات، ولا يمكن أبدا أن نقيس الدول العربية كلها بتوجه الدولتين المرتبط أساسا برغبتهما فى توجيه رسائل سياسية معينة لمصر والدول الداعمة لمرشحتها السفيرة مشيرة خطاب.
 
مصر حينما أعلنت دعمها للمرشحة الفرنسية، فأنها كانت متسقة مع ذاتها ومع سياساتها، ولم يكن أبدا متوقعا أن يكون موقف القاهرة على خلاف ذلك، فهى لم تخفِ دعمها ولم تفعل كما فعلت معها دول عربية أقسم مندوبوها أن صوتهم مصر وحينما وقفوا أمام صندوق الأصوات كان صوته لمن أعطاه هدية أو شيكا، مصر أبدا لم ولن تكون بهذا السلوك الشاذ الذى تابعناه فى انتخابات اليونسكو، بل نستطيع التأكيد أننا دولة تدير سياستها بشرف ولا تخفى شيئا، لذلك قالت إن صوتها لمرشحة فرنسا، لأن فرنسا حتى وإن كانت قد دفعت بمرشحتها فى الساعة الأخيرة لغلق باب التصويت وإنها خالفت العرف المتفق عليه بألا تدفع مرشحا لهذا المنصب باعتبارها دولة مقر، لكنها فى نفس الوقت لم تفعل مع مصر ومرشحتها مشيرة خطاب مثلما فعلت قطر التى رصدت منذ البداية ملايين الدولارات لمنع مشيرة خطاب من الوصول إلى المنصب، استعان بشركة علاقات عامة فرنسية كانت تتولى ترتيب الهدايا التى تم توزيعها التى كشفتها وسائل الإعلام الفرنسية، فضلا عن إدارة حملة إعلامية مضادة للمرشحة المصرية.
 
نعم المرشحة الفرنسية لم تدير حملتها بشرف وإنما لجأت فى أوقات الضرورة لأساليب الضغط السياسى على عدد من الدول التى لم تمنح ازولاى صوتها فى المراحل الانتخابية الأولى، وزادت من ضغوطها على تلك الدول خاصة الأوروبية قبل جولة الإعادة مع مشيرة خطاب، لكنها لم تلجأ الى الأساليب القذرة التى لجأ لها المرشح القطرى الذى تعامل مع مرشحة مصر وكأنها العدو الوحيد له، حتى أنه استعان بعدد من المرتزقة كانت مهمتهم رصد تحركات الوفد المصرى داخل اليونسكو والشخصيات التى يلتقيها للضغط على هذه الشخصيات حتى تغير من نمط تصويتها لصالح المرشحة المصرية.
 
فرنسا تعاملت مع الانتخابات بسياسة وحتى حينما لجأت إلى الضغوط على الدول التى كانت داعمة لمصر، لجأت لذلك بنصيحة من الوفد القطرى الذى أجرى لقاء مريب مع اودرية ازولاى قبل الجولة الرابعة، وحينما كشفت «اليوم السابع» عن تفاصيله اضطر الكوارى إلى نشر صورة تجمعه بالمرشحة الفرنسية وتحدث عن لقاء عابر، فى محاولة مفضوحة لابعاد شبه التأمر ضده، فهو كان رأس الحربة لضرب مصر ومرشحتها مهما كلفه ذلك من أموال تمتلك إمارته الكثير منها وتستخدمها دائما فى العمليات القذرة التى تستهدف الدول العربية وعلى رأسها مصر.
 
كان من الطبيعى منذ البداية أن تنحاز مصر لأى مرشح آخر بخلاف المرشح القطرى، فهو لا يمكن وصفه أبدا بالمرشح العربى، بل هو أحد أدوات الهدم والتكسير فى ظهر العرب.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة