أكرم القصاص - علا الشافعي

بالصور.. الليلة الكبيرة فى "رحاب الحسين".. الدراويش والمريدون عاشقو "أهل البيت" يحتفلون بقدوم الرأس الشريف إلى "أرض الكنانة".. والبائعون يلتمسون "البركة" لبيع منتجاتهم

الإثنين، 23 يناير 2017 07:17 م
بالصور.. الليلة الكبيرة فى "رحاب الحسين".. الدراويش والمريدون عاشقو "أهل البيت" يحتفلون بقدوم الرأس الشريف إلى "أرض الكنانة".. والبائعون يلتمسون "البركة" لبيع منتجاتهم الاحتفالات
أحمد جمال الدين - تصوير : جاد عبد ربه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نقلا عن "انفراد"

وجوه متباينة الملامح حضرت من مختلف المحافظات لتشهد الاحتفال بقدوم رأس سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين، هنا فى ساحة مسجده تلاشت الطبقات وتحللت النفس من أثقالها وأوزارها لاتبالى بالزحام أو الإرهاق الذى أصابها من تدافع المئات صوب ضريح الإمام وكأنهم يستمعون الآن إلى قول رسول الله " حُسَيْنٌ مِنِّي وَأَنَا مِنْ حُسَيْنٍ أَحَبَّ اللَّهُ مَنْ أَحَبَّ حُسَيْنًا حُسَيْنٌ سِبْطٌ مِنْ الْأَسْبَاطِ"، يرددون فى خشوع اللهم ارحمنا واجمعنا فى جنتك مع حفيد نبيك وريحانة رسول الله .

احتفالات بمسجد الحسين (3)

ولد الإمام الحسين (أبو عبد الله) رضي الله عنه في الثالث من شعبان بالمدينة المنورة سنة أربع من الهجرة، بعد نحو عام من ولادة أخيه الحسن رضي الله عنه، فعاش مع جده المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ما يزيد عن الست سنوات، وقد استشهد الإمام الحسين وله من العمر سبعة وخمسون عامًا، في يوم الجمعة أو السبت الموافق العاشر من المحرَّم في موقعة كربَلاء بالعراق، عام واحد وستين من الهجرة .

احتفالات بمسجد الحسين (4)

تعود أصل الاحتفالات إلى احتفاء المصريين بقدوم رأس الحسين الى مصر فى الجمعة الأخيرة من شهر ربيع الأخر من كل عام بعد أن نقلت من عسقلان حيث كانت مدفونة هناك، إلى القاهرة التي تشرفت بها، بحسب أقوال العديد من المؤرخين ، وذلك عقب موقعة كربلاء عام61 هـ حيث استشهد الإمام الحسين سيد الشهداء وأهل بيته، اجتز شمر بن ذي الجوشن - – رأس الإمام الحسين وذهب بها إلي يزيد بن معاوية في الشام تقربا من معاوية وطمعا فى ولاية إحدى المدن الإسلامية ، ولم يكتف يزيد بذلك بل وضع رأس الحسين على أبواب دمشق إمعانا فى شيوع الرهبة بين الأهالى والدلالة على قوته لتظل الرأس الشريفة بخزائن السلام بدمشق بعد وفاته لتنقل وتستقر كما ذكر المؤرخون بعسقلان لمدة خمسة قرون.

احتفالات بمسجد الحسين (5)

وترجع قصة نقل الرأس الشريفة إلى مصر التى رزق الله أهلها حب آل بيت نبيه وجعلها مقرا ومستقرا للعديد منهم إلى بدء غارات الحملات الصليبية لاحتلال بلاد العرب التى كانوا يصفونها بأنها تفيض "لبنا وعسلا " والتى أبدت استهانه واضحة بالآثار الإسلامية ولذلك قام الوزير الفاطمى الصالح طلائع بإرسالها الى مصر خوفا من العبث بها .

احتفالات بمسجد الحسين (7)

لتصل يوم الثلاثاء العاشر من نفس الشهر الموافق العام 548 هجريا الموافق 31 أغسطس عام1153 ميلاديا، في موكب مهيب ويستقبلها المصريون بالفرح العظيم والتقدير الكبير.

احتفالات بمسجد الحسين (6)

وتقديرًا وحبًا من المصريين لأهل البيت وللإمام الحسين رضي الله عنه، استقبل المصريون الرأس الشريفة للإمام الحسين عند وصولها لمصر بخلع نعالهم حتى لم يكن بينهم مرتديا لنعله

حبا وتقديرا لآل البيت الشريف الذين بادلوهم الحب أيضا فهاهى دعوة السيدة زينب، البنت الكبرى رضى الله عنها للسيدة فاطمة الزهراء والإمام على بن أبى طالب كرم الله وجهه، "ياأهل مصر نصرتمونا نصركم الله, وآويتمونا آواكم الله, وأعنتمونا أعانكم الله, وجعل لكم من كل مصيبة فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا " ...

احتفالات بمسجد الحسين (8)

فرصة الرزق

لا يقتصر الاحتفال بالحسين على المريدين والمحبين فقط وإنما يمثل فرصة حقيقية للعديد من المهن والباعة الذين يلتمسون فى الزحام فرصة لكسب بعض الأموال تعينهم على المعيشة بعد معاناة عدة أشهر من قلة العمل بسبب انخفاض عدد السائحين ومنهم اصحاب المقاهى ، وبائعى الحمص ، والطرابيش والقبعات "

احتفالات بمسجد الحسين (9)

الصياد

أمام العديد من المقاهى التى تراصت بجوار بعضها أمام المسجد الحسينى وقف شاب أسمر نحيف البنية مخاطبا العديد من السائحين من مختلف الجنسيات بلغات متعددة تنوعت ما بين الانجليزية والفرنسية وحتى الصينية بعضهم يعرفه بالاسم ويأتون خصيصا له ويحرصون على التواصل معه بعد مغادرتهم فهو بالنسبة لهم أحد الاصدقاء المهمين فى مصر .

 

احتفالات بمسجد الحسين (10)

" الفرود أو الصياد " ألقاب تطلق جميعا على احد العاملين فى المقهى والذى يقتصر عمله على الوقوف أمام المقهى مستقبلا السائحين الذين يترددون على الحرم الحسينى وإقناعهم باختيار المقهى التى يعمل دون سواها من المقاهى التى تدخل فيما بينها منافسة حادة لاجتذاب أكبر عدد من السائحين خاصة فى ظل انخفاض عددهم فى السنوات الأخيرة .

 

احتفالات بمسجد الحسين (10)

اتقان اللغات والتعامل الجيد مع السائحين وعدم استغلالهم مجموعة من الشروط المطلوب توافرها فى من يشغل هذه المهنة، وذلك بحسب ما أكده " إبراهيم تبارك " أحد أشهر الصيادين فى منطقة الحسين والذى يعرف بالاسم بسبب اللغات العديدة التى يتقنها ومنها " الانجليزية ، والفرنسية ، والإيطالية ، وإلمامه باللغة الصينية "

احتفالات بمسجد الحسين (11)

يقول الرجل الاربعينى العمر والأب لطفلين فى المرحلة الابتدائية، والذى رفض العمل فى المحاماة بعد حصوله على ليسانس الحقوق واتجه للعمل بعد السياحة نظرا لعائدها المادى الجيد فى السنوات المادية "لم أكن أتقن اى لغة.. والعمل مع الأجانب مكننى من معرفى العديد من اللغات أتواصل بها مع السائحين الذين كونت صداقات عديدة معهم ولا ينقطع التواصل بيننا بعد مغادرة البلاد حيث يستمر التواصل بيننا عبر مواقع التواصل الاجتماعى ".

 

مولد الحسين

أما "بركات" فيؤكد أنه من خلال عمله استطاع معرفة بعض الخصائص التى يتميز بها كل فوج سياحى عن الآخر فالسائح الانجليزى كريم ولا يهتم بالمال، عكس الشائع عنه، أما الايطالى فيتميز بالاعتراض على الأسعار، مطالبا بتخفيضها أما اليابانى فهو وقور لا يميل للمزاح كثيرا .

 

وشدد بركات على أهمية السائح وعدم استغلاله خاصة لاكتساب ودهم وصداقتهم، لافتا أن الكثير منهم أصبح على علم بأسعار المنتجات والخدمات فى الأماكن السياحية من خلال سفارات دولتهم التى يمدونهم بكتيب يتضمن كافة الاماكن والحد الاقصى للأسعار فى كل منها منعا لاستغلالهم .

 

بائع البهجة

 

لا يخلو اى احتفال من وجودهم فهم يمثلون بهجة خاصة عند الصغار والكبار معا بائع الطراطير صديق الأطفال الذى يضفى على المكان فرحة خاصة من خلال " الطراطير والوشوش" التى تحمل اشكال وألوان متعددة .

 

عربية خشبية بسيطة تحمل العديد من" الطراطير والوشوش " لشخصيات كرتونية مختلفة يتنقل بها "عيد السيد" يتجمع حوله العديد من الزائرين من شباب أو عائلات للشراء واتخاذ بعض الصور التذكارية معه.

 

ويقول بركات من مواليد حى المعصرة التى تشتهر بصناعة " الطراطير والوشوش" والذى اتجه الى بيعها مؤخرا وبعد وصولة الى سن الخامسة والثلاثين تنقل خلالها بين العديد من المهن المختلفة عانى خلالها من تحكم اصحاب العمل لذلك اتجه الى هذه المهنة " علشان يكون حر نفسه " ، حسب تأكيده.

 

ويقول " حضرت من المعصرة إلى الحسين على أمل بيع هذه المنتجات أو أغلبها حتى اعود الى اسرتى بمبلغ محترم يعوضنى عن ايام الركود السابقة ببركة الحسين "

 

وبعد ساعات قليلة يلتف الآلاف من المحبين والمريدين حول الشيخ ياسين التهامى للاستماع إلى أجمل لحظات العشق الصوفى وهو يشدو بصوته فى حب الحسين وآهل البيت.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

مصري

اللهم احفظ مصر وشعبها وقادتها

اللهم صلى على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم قد شرفت وعمرت مصر بهم رضي الله عن آل بيت الحبيب النبي صلى الله عليه وآله وصحبه أجمعين وأحشرنا معهم يوم الدين... اللهم احرص مصرنا الغالية واحفظها من كل سوء ورد عنا كيد الكائدين ومكر الماكرين آآآآآآآآآآمين يارب العالمين

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة