أكرم القصاص - علا الشافعي

كريم عبد السلام

معركة الإعلام الوطنى

الأحد، 11 سبتمبر 2016 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
المساعى الجارية حاليا لتكوين تحالف إعلامى مصرى قوى قادر على إعادة الريادة لمصر عربيا وإقليميا، هى بالتأكيد مساع محمودة وتعكس فهما متقدما لأهمية وسائل الإعلام والاتصال فى عالم اليوم، فكم عانينا كمصريين من تراجع إعلامنا إلى داخل حدوده الجغرافية بل واستباحة هذه الحدود ومعها مشاعر وأدمغة المواطنين من قبل وسائل إعلام واتصال عربية وإقليمية تعادى قضايانا الوطنية وتنفذ أجندات الاستعمار الجديد فى إثارة وتهييج الناس وزرع الفتن وعوامل الانقسام فى المجتمع. 
 
وبالطبع لم يكن لنا أن ننتبه إلى خطورة وتأثير وسائل الإعلام والاتصال فى كل المجالات، إلا بعد ما مررنا به وعانيناه خلال السنوات الست الأخيرة، فقبل ذلك كنا نظن أننا فى مأمن من الانقسامات والفتن والانهيارات، وحتى عندما كانت تثار موضوعات مثل الثورات بالريموت كنترول أو تحريك المجتمعات لتغيير الأنظمة بدون تدخل عسكرى خارجى أو إعادة تشكيل منطقة ما من العالم، كنا نتصور هذه المصطلحات والموضوعات نوعا من الاستعراض السياسى الأكاديمى لا يجب أن يخرج عن قاعات المحاضرات الجامعية، رغم أن حالة العراق لم تكن بعيدة عنا وحالة أوكرانيا وثورتها البرتقالية وما تلاها من فوضى ومن قبلها الحالة السوفييتية وانهياراتها لم تكن بعيدة عنا.. أقول إن تكوين تحالف إعلامى مصرى قوى قادر على مخاطبة الداخل والخارج والتأثير فى دول الإقليم، هو أمر شديد الأهمية، ليس فقط على مستوى الخطاب السياسى الوطنى الذى يشرح قضايانا ويدفع الهجمات الاستعمارية الجديدة ويرد كيد الكائدين، بل يمتد التأثير المطلوب إلى الجانب الخدمى والترفيهى الذى بات ينافس السياسى فى تأثيره ويتفوق عليه. 
 
وفى هذا السياق، أزعم أن معركة الإعلام الوطنى المصرى الحقيقية ليست على الجبهة الداخلية، فقد أصبح المواطن المصرى عارفا ما ينفعه وما يضره كما اكتسب مناعة من محاولات تحريكه فى اتجاهات معينة بالريموت عبر الشائعات أو الأخبار الموجهة أو الحرب النفسية، معركة الإعلام الوطنى المصرى الآن على جبهتين لا ثالث لهما لمن يهمه الأمر، الأولى السوشيال ميديا وفضاء التواصل والاتصال العشوائى الواسع غير الخاضع لأى قيمة أو معيار أو قانون، حتى تحولت تلك النوافذ إلى منصات هجومية لا تعرف من وراءها ومن أى بلد يطلق شائعاته وبذاءاته وفبركاته، أما الجبهة الثانية التى تحتاج اهتماما ومواجهة نوعية حاسمة، فهى وكالات الأنباء ووسائل الإعلام العالمية، التى تخلت عن مهنيتها المقدسة أو التى تربينا على أنها مقدسة وأصبحت مطايا للاستعمار الجديد ولمن يدفع قيمة الإعلانات التحريرية بدءا من الافتتاحيات وحتى الملفات الموجهة مرورا بأخبار الوكالات العالمية التى تبث بكل لغات العالم.. وللحديث بقية









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة