أكرم القصاص - علا الشافعي

بالفيديو والصور.. انهيار التعليم فى "مشروع وادى الصعايدة" بأسوان.. 6 قرى بلا مدارس ولا معلمين.. أولياء الأمور يجبرون على سحب أبنائهم من المراحل الأولى بسبب "الفقر والعقارب والمواصلات"

الثلاثاء، 30 أغسطس 2016 06:29 م
بالفيديو والصور.. انهيار التعليم فى "مشروع وادى الصعايدة" بأسوان.. 6 قرى بلا مدارس ولا معلمين.. أولياء الأمور يجبرون على سحب أبنائهم من المراحل الأولى بسبب "الفقر والعقارب والمواصلات" مدارس مشروع وادى الصعايدة بأسوان
أسوان – عبد الله صلاح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"أحلامى كانت كبيرة وطموحاتى أشوف نفسى يوم بسماعة الطبيبة" بهذه الكلمات عبرت "فاطمة" عن تطلعاتها للمستقبل، والذى سرعان ما انتهى بس الإهمال فى التعليم بقرى مشروع وادى الصعايدة شمال محافظة أسوان.


تهالك المقاعد فى إحدى الفصول

فاطمة من أبناء قرية السماحة بمركز إدفو بأسوان، تحدثت لـ"اليوم السابع" ودموع الحسرة على ضياع مستقبلها ملأت وجهها الصغير، بعد أن اضطرت والدتها إخراجها من التعليم بعد أن وصلت للصف الأول الإعدادى، وقررت تزويجها بعد عام واحد من خروجها من التعليم.

 


انهيار التعليم فى "مشروع وادى الصعايدة" بأسوان... by youm7

قالت فاطمة "أعيش مع والدتى وإخوتى الصغار عقب وفاة والدى، وانتقلنا للعيش فى قرية السماحة التابعة لمشروع وادى الصعايدة بمركز إدفو شمال محافظة أسوان، بعد أن سمعت والدتى بما يقدمه المشروع للأرامل والمطلقات من تيسيرات ومنح قطعة أرض ومنزلاً بجانب معاش بسيط يبلغ 350 جنيهاً".


الإهمال فى صيانة المدارس بقرى وادى الصعايدة

وتابعت فاطمة قائلة، "عندما انتقلنا للعيش فى قرية السماحة قبل 5 أعوام، شعرت بسعادة غامرة فى منزلنا الجديد، وبدأت أحلم بالمستقبل وكيف أستطيع أن أصل إلى البالطو الأبيض وسماعة الطبيب، وكنت متفوقة فى السنوات الأولى من الدراسة بالمرحلة الابتدائية، وعندما انتقلت للمرحلة الإعدادية بالصف الأول بدأ التفكير يدب فى رأس أمى كيف يمكنها أن توفر الماديات اللازمة بعد المرحلة الإعدادية، وكذلك عدم استطاعتنا على الانتقال بوسائل مواصلات خاصة لمدينة إدفو التى تبعد 33 كيلومتراً عن القرية للدراسة الثانوية نظراً لعدم توافر وسائل مواصلات أجرة من القرية للمدينة والعكس".


تصدعات وشروخ فى جدران المدارس

وأضافت "اضطرت والدتى لاتخاذ قرار وقف دراستى والاكتفاء بالشهادة الابتدائية بالرغم من إتمامى الصف الأول الإعدادى، وبعدها بفترة وصلت لأقل من عام واحد قررت والدتى تزويجى بأحد شباب القرية لمساعدتنا فى الظروف المالية المتعسرة، ومن يومها ماتت أحلامى وطموحاتى".

سيدة فرغلى، إحدى أولياء الأمور، قالت "لم تكن الظروف المالية لأهالى قرى مشروع وادى الصعايدة بمركز إدفو شمال أسوان، هى السبب وراء انسحاب عدد كبير من الطلاب وخاصة الفتيات من المراحل التعليمية المبكرة فى قرى مشروع وادى الصعايدة، ولكن هناك سببا آخر متعلقا بعدم توافر مدارس للتعليم الثانوى العام والزراعى والصناعى، مما يدفع عددا كبيرا من أولياء الأمور بتوفير نفقات الإنفاق على انتقال أبنائهم بوسائل نقل خاصة لعدم توافر سيارات أجرة إلى مدينة إدفو".

وأوضحت سناء عبد الستار، إحدى أولياء الأمور أيضاً، أن مدارس وادى الصعايدة تعانى من الإهمال الشديد، فكثيراً ما يخاف الآباء على أبنائهم الصغار من سقوط جدران المدرسة على رؤوسهم بسبب التصدعات والشروخ التى تملأ معظم المدارس بالقرى الستة وهى "الشهامة وعمرو بن العاص والإيمان والسماحة والأشراف والنمو"، وتعانى معظم المدارس فيها من تهالك المبانى وعدم توافر صيانة بالفصول والمراحيض والأرضيات "على حد قولها".


ممر بمدرسة السماحة الابتدائية

وأشار عبد الحميد عبد الله، أحد أولياء الأمور، إلى أن طبيعة الأرض بقرى مشروع وادى الصعايدة ساهمت فى طفح كميات كبيرة من المياه الجوفية وتسربت معظمها على المنازل والمدارس وغيرهم، وهو الأمر الذى يتسبب فى تهديد أرواح التلاميذ الصغار خوفاً من سقوط المبانى على رؤوسهم، بجانب انتشار الحشرات السامة والعقارب والثعابين، واتخاذ المدارس ملجأ لها لعدم الحفاظ على نظافة المدارس وحراستها أيضاً.

ولفت إلى عبد الحميد، إلى أن أهالى قريتى الشهامة وعمرو بن العاص بمشروع وادى الصعايدة، قرروا فى الأعوام السابقة، منع أبنائهم من الذهاب إلى المدارس، وذلك احتجاجاً على تلوث مياه الشرب وعدم صلاحيتها للاستخدام الآدمى.

وأكد عبد الحميد عبد الله، أن من ضمن الأسباب الرئيسية لضعف العملية التعليمية بمدارس وادى الصعايدة، هى عزوف عدد كبير من المعلمين فى هذه المدارس من الحضور، بسبب صعوبة الانتقال والإقامة فى القرى التى أصبحت معدومة من الخدمات الأساسية كمياه الشرب والصحة وغيرهما.

 

تهالك مقاعد التلاميذ فى الفصول

تردى أوضاع المدارس

أولياء الأمور بقرى وادى الصعايدة مع صحفى اليوم السابع

مدرسة لا تحمل لافتة باسمها

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة