أكرم القصاص - علا الشافعي

عبد الحميد نصار يكتب: المُطلقة بين مُجتمع ظَالم ومُستقبل مُظلم

السبت، 27 أغسطس 2016 06:00 م
عبد الحميد نصار يكتب: المُطلقة بين مُجتمع ظَالم ومُستقبل مُظلم فتاة حزينة - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

إنسانة مُنحلة وسهلة المنال ولُقمة سائغة يُسهل الحصول عليها لدى الرجال.. ومصدر تَخوف وقلق ورُعب لدى النساء وكأنها كائن أجرب مَريض يتخوف الجميع من لمسه أو القرب مِنه، هذا هو مُختصر مُلخص المُطلقة فى المُجتمعات الشرقية.

 

السيدة المُطلقة هى إنسانة واجهت ظُروف قَهرية اسْتحالت معها الحياة مع شريك حياتها، فحدث الانفصال والطلاق، رُبما كانت المشكلة منها، ورُبما كانت من زَوجها، إذن من العدل ان تَكون مُنصف، ولا توجه اللوم لها وحدها وتَعتبرها بعد الطلاق انها المُذنب الوحيد امامك.

 

اغلب حالات الطلاق التى شاهدتها فى حَياتى، كانت النسبة الأكبر المشكلة مِن الرجل، مثل الخيانة، أو تعاطى المخدرات، أو البُخل، أو عدم الاهتمام بالأسرة، أو لا يعمل، أو سوء معاملته لها كالضرب، أو السِباب بأبشع الألفاظ، عوامل كثيرة جدا تدفع معها الزوجة إلى طَلب الطلاق.

 

مرحلة ما بعد الطلاق تُصبح المرآه هى الجانى والرجل هو المجنى عليه، ينظر لها المجتمع على انها امرآه سهلة، واذا كَانت تُريد أن تتزوج مرة أُخرى، فلابد أن تتزوج مِن رجل فى ارذل العمر، أو من رجل بلا أى إمكانيات يريد أن يأخذها بدون ان يُغرم اى مبلغ من المال، أو من رجل لديه ابناء ويريد زوجة لتربيتهم فقط، يعتبرون حظوظها فى الزواج قليلة وشبه منعدمة، والأغرب أنه يوجد سيدات ينظرون لها بنفس نظرة الرجال مع إن من الأولى أن يكونوا أول من يشعر ويحس بها كونها سيدة مثلهم ومن الممكن ان تكون اى واحدة مِنهن فى مكانها فى اى لحظة وفى اى يوم.

 

المُطلقة إنسانة تدور فى رُحى مجتمع ظالم يدوس عليها الجميع بِكُل صِلف وكِبر، لا يعتبر أحد لِشعورها النفسى والإنسانى، لا يعتبر أحد لِما يدور فى داخلها، من حسرة، والم نفسى رهيب، يكاد يقتلع رُوحها من داخل اعماق نفسها المُنهكة.

 

إلى مجتمعى الشرقي، صاحب العادات والتقاليد البالية، أرحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء، المُطلقة هى إنسانة وفتاة مِثل كُل الفتيات، مِن المُمكن أن تكون أمك أو أختك، أو بنتك، فلا تَظلمها وتذكر دائماً ( كما تَدين تُدان ).

 

كَم مِن وسائد تَبللت فى جوف الليلُ الحزين، لا يدرى أحد عنها شيئا.. كَم من قلوب تكسرت، وأرتفع صَدى حُرقتها إلى العلى الكريم.. كَم من أحلام، ماتت، وزهرة الربيعُ سُحقت تِحت أقدام الظُلم الأثيم.

 

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة