أكرم القصاص - علا الشافعي

تركيا تواصل انتهاك الأراضى السورية.. ورعب من قيام كيان كردى على الحدود الجنوبية.. نيويورك تايمز: التدخل التركى يعكس تغييرا فى التحالفات بالمنطقة.. وتباين المواقف الدولية من العملية العسكرية

الخميس، 25 أغسطس 2016 02:42 م
تركيا تواصل انتهاك الأراضى السورية.. ورعب من قيام كيان كردى على الحدود الجنوبية.. نيويورك تايمز: التدخل التركى يعكس تغييرا فى التحالفات بالمنطقة.. وتباين المواقف الدولية من العملية العسكرية الحدود السورية التركية
كتبت ريم عبد الحميد – إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لليوم الثانى على التوالى يواصل الجيش التركى انتهاك سيادة الأراضى السورية بعمليات "درع الفرات" التى بدأها أمس الأربعاء، رغم إعلان رفض الحكومة المركزية فى دمشق للهجمات التركية شمال سوريا بمدينة جرابلس، بهدف دحر تقدم عناصر تنظيم داعش الإرهابى وأكراد سوريا، حسبما أعلن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان.

 

لكن الساعات التى تلت العمليات العسكرية، وتصريحات المسئولين الأتراك تشير إلى أن تركيا ترمى إلى أهداف أبعد من محاربة الإرهاب ومواجهة تقدم داعش فى هذه المنطقة، وهى فتح ممرات جديدة للجيش السورى الحر المدعوم من النظام التركى، وفصائل المعارضة المسلحة الأخرى، حيث أعلن اليوم الخميس، وزير الدفاع التركى فكرى إيشيق، أن القوات التركية ستبقى فى شمال سوريا حتى تتمكن وحدات الجيش السورى الحر من فرض سيطرتها على الوضع هناك.

 

استهدفت عمليات "درع الفرات" فى المقام الأول أكراد سوريا الذين يمثلون كابوسا مرعبا لأردوغان، فى حال تمكنهم من قيام كيان أو دولة لهم على الحدود السورية التركية، وهو ما تعتبره أنقرة خطا أحمر بالنسبة لأمنها القومى، وقال زير الدفاع التركي فكري إيشيق، هدفنا هو عدم السماح لأكراد سوريا بفرض سيطرتهم على المنطقة بعد انسحاب "داعش"، وجرابلس نقطة مهمة فى الأجل القصير وكذلك الأجل الطويل. ونحن مضطرون إلى حماية حدودنا بأنفسنا، لأن سوريا تفتقد إلى حكومة فعالة. وما لم يفرض الجيش السوري الحر سيطرته على الوضع بالكامل فى تلك المنطقة فإنه من حقنا أن نبقى هناك".

 

من جانبها اهتمت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية بالتدخل التركى البرى فى سوريا، وقالت إن أنقرة أرسلت دبابات وقوات خاصة إلى شمال سوريا فى أكبر تدخل لها حتى الآن فى الصراع السورى، ومكنت المعارضة من السيطرة على معقل هام لداعش خلال ساعات.

 

ورأت الصحيفة أن العملية التى تمت بمساعدة ضربات جوية أمريكية تمثل تصعيدا كبيرا لدور تركيا فى المعركة ضد داعش. وأشارت إلى أن الهجوم التركى له هدفان مباشران، القضاء على مسلحى داعش فى معقلهم الحدودى الأخير، ودحر التقدم الأخير للميليشيا الكردية السورية، والتى تعتبرها تركيا تهديدا مساويا وربما أكبر بسبب صلاتها بالمتمردين الأكراد فى الداخل.

 

ومع ذلك، فإن الأمر كان له أصداء عميقة، ويشير إلى تعديل واسع فى التحالفات داخل سوريا وحولها كان يتم الإعداد له فى الأشهر الأخيرة. فالولايات المتحدة تعيد توازن علاقتها مع حليفين يعاديان بعضهما البعض، وهما تركيا والميليشيا الكردية. وألقت عظمة لتركيا التى كانت غاضبة بشدة نتيجة تعاون واشنطن مع الأكراد. وبالنسبة لقوات المعارضة السورية المحاصرة التى ليس لها صلة بداعش، فإن هذه فرصة ليثبتوا أن بإمكانهم أن يكونوا شركاء فاعلين ضد المتطرفين. وتركيا من جابنها طالما سعت لموافقة أمريكا ودعمها الجوى من أجل الاستيلاء على منطقة طالبت باعتبارها منطقة عازلة.

 

 ومع إصدار روسيا، الحليف الأساسى للحكومة السوريا، بيانات إدانة فاترة للتوغل التركى، كانت هناك مؤشرات بأن موسكو وواشنطن ربما تختبران خطوات أولى نحو تسوية. فقد أثار البلدان اقتراحا بأن معارضين منتقين يمكن أن يحاربوا المتطرفين مقابل دور فى أى حكومة سورية يتم تشكيلها، لكنه قوبل بشكوك من السوريين.

 

وتتابع الصحيفة قائلة: إن هناك احتمالات أخرى لا تعد ولا تحصى، جميعها مرتبط  بتقارب تركيا مؤخرا مع روسيا وإيران، حليفتا الرئيس السورى بشار الأسد. وكتب أرون لوند، المحلل بمركز كارنيجى  يقول إن التحرك فى جرابلس يبدو مرتبطا ارتباطا وثيقا بالدبلوماسية التركية الإقليمية سريعة الحركة لكنها سرية.

 

وفى الوقت الذى لا تزال فيه الصورة الكاملة غير واضحة، تقول نيويورك تايمز، فإن الجبهة الجديدة تمثل تطورا معقدا لحرب متعددة الجوانب بشكل مذهل. وكان البيان الصادر عن الحكومة السورية أمس، الأربعاء، بشأن التدخل التركى غاضبا، مع دخول طرف جديد لأراضيها. لكن لم يتضح بعد ما إذا كان قد تم تهميشها أم حصلت على موافقة ضمنية.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة