أكرم القصاص - علا الشافعي

بالفيديو والصور.. أبناء الصعيد يحيون الاحتفال بـ"ليالى البريز" استعدادا للحج.. "ذبح الولائم ونساء الدفافات وحصان المصالحات" أبرز ملامح الاحتفال.. و"عيد السلواوى" أشهر من رسموا الكعبة على الجدران

الخميس، 25 أغسطس 2016 06:01 م
بالفيديو والصور.. أبناء الصعيد يحيون الاحتفال بـ"ليالى البريز" استعدادا للحج.. "ذبح الولائم ونساء الدفافات وحصان المصالحات" أبرز ملامح الاحتفال.. و"عيد السلواوى" أشهر من رسموا الكعبة على الجدران
أسوان - عبد الله صلاح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يحتفل أبناء الصعيد خلال هذه الأيام بسفر حجيج بيت الله الحرام لأداء فريضة الحج، ويقيمون الاحتفالات المتواصلة تحت اسم "أيام البريز"، وهى الأيام التى يعرفها الكثير من أبناء القرى فى محافظات الصعيد، وتحتوى على الكثير من الفعاليات المختلفة قبل انطلاق موسم الحج.
 
 

رسومات الحج على جدران منازل الحجيج
 

ليالى "البريز"

فى قرية كلح الجبل بمحافظة أسوان تبدأ مراسم الاحتفال مبكراً، منذ الصيحة الأولى التى يعلن فيها عن اختيار اسم الحاج لأداء الفريضة خلال هذا العام، يبدأ بما يسمى بـ"ليالى البريز"، وهى كما تحكى عنها الحاجة "هناء محمدين" من أهالى القرية، "عادة متوارثة قديماً، وفيها يعلن أسرة الحاج فتح باب المنزل أمام أهل القرية جميعاً وأمام الأقارب وذوى الأرحام من القرى المجاورة أيضاً، كما يتم ذبح الذبائح وتجهيز الولائم للمباركين والمهنئين، والذين يصطحبون الهدايا لأسرة الحاج".

الحاج عيد السلواوى يرسم مناسك الحج على الجدران
 

"عيد السلواوى" أشهر رسامى جداريات الحج

 
ويبدأ المسافر لأداء فريضة الحج أولى خطوات الاستعداد لأداء المناسك، قبل السفر إلى المملكة العربية السعودية، باستدعاء "الحاج عيد السلواوى" من أشهر راسمى جداريات الحج على حوائط المنزل.
 
 
وعن هذه الخطوة يتحدث الحاج عيد السلواوى من مواليد 1949 بقرية سلوا بحرى بمحافظة أسوان، لـ"اليوم السابع" حول قصته عن هذه الحرفة.
 
 
ويبدأ "السلواوى" حديثه قائلاً "توارثت هذه المهنة عن والدى وكانت هوايتى المفضلة منذ عام 1964، وزاد اهتمامى بها بعد أن تركت المدرسة فى الصف السادس الابتدائى، ولم أكمل تعليمى بعدها نظراً لظروف المعيشة الضيقة، وبعد أن تزوجت بدأ أولادى فى مساعدتى وأكبرهم "مصطفى" الحاصل على دبلوم قسم الزخرفة، ويليه "طه" بالصف الثالث الثانوى.
 

صورة معبرة عن روح التسامح للحجيج قبل السفر
وتابع رسام الجداريات حديثة قائلاً "بمجرد أن يأتى النداء من صاحب النصيب لأداء الفريضة، يبدأ العمل من خلال دهان جدار منزله بالكامل ببياض يدوى، وأحياناً تحتاج الجدران أكثر من مرة دهان، ثم يبدأ العمل بالرسومات، وتكون جدران هذه المنازل فى القرى أو المدن إمام بالطوب اللبن أو بالطوب الأحمر، وكلهما له طريقته والمواد الخاصة المستخدمة فى العمل".
 

جداريات على أحد منازل الحجاج بأسوان
وأضاف الحاج عيد أن الرسومات تشتمل على مناسك الحج وهى عبارة عن "رسومات للطائرة تعبيراً عن سفر الحاج إلى الأراضى المقدسة، ورسمة للكعبة تعبيراً عن طواف القدوم، ورسمة للصفا والمروة وجبل عرفات ورمى الجمرات وطواف الوداع"، وتصاحب هذه الرسومات مجموعة من الكلمات بعضها آيات قرانية وبعضها أحاديث نبوية وبعضها أدعية، ومنها "ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا" و"وأذن فى الناس بالحج يأتوك رجالاً" و"أتموا الحج والعمرة لله" و"لبيك اللهم لبيك" و"حج مبرور وذنب مغفور" و"من زار قبرى وجبت له شفاعتى".

رسم وخطوط عيد السلواوى بأسوان
 
وأشار الحاج عيد السلواوى إلى أن محافظة أسوان من أكثر المحافظات التى تهتم الفنون الجدارية، وتضم مجموعة من الفنانين الذين يجيدون هذه الحرفة، مؤكداً أن المهنة ليست مجدية من الناحية المادية وأحياناً نقوم بها مجاناً لبعض الحالات كالسيدات الأرامل وغيرهم، لكن ما يهمنا هو الناحية الفنية وازدهار هذه العادة الفنية المرتبطة بموسم الحج وحمايتها من الاندثار.

فرحة سيدة عقب الإعلان عن اسمها ضمن الحجاج
 

حصان المصالحات

 
"ليلة الحصان" تعد هذه الليلة ضمن مراسم الاحتفال، وهى تقام ليلة سفر الحاج إلى بيت الله الحرام، وعنها يروى "محمد الهلاوى" أحد القيادات الشعبية بمركز إدفو محافظة أسوان "يجهز للحاج حصانا مزينا، ويستقله الحاج، وسط مترجلين من أقاربه وأصدقائه وأحبائه مرددين بعض الأغانى والتلبيات.
 
 
ويضيف "الهلاوى" يمر الحصان على كل منازل القرية، ليستقبله الأهل والجيران أمام منازلهم، ويتبادلوا المصافحات والتبريكات والدعوات، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تأتى من ضمن عادات وتقاليد الأجداد بهدف إزالة الخصومات والضغائن وتصفية النفوس، قبل سفر الحاج للقاء ربه ببيته الحرام.

صورة أرشيفية لعادات وتقاليد الحجاج فى الصعيد
 

سيدات الدف أو الدفافات

 
لا يخلو منزل مسافر لأداء مناسك الحج فى صعيد مصر، من ترديد الأغانى المتعلقة بالحج، وفى هذا الشأن يقول "شاذلى عبد الفتاح" موظف بأسوان، ومن أبناء مركز دشنا بمحافظة قنا، "تقوم زوجة الحاج ونساء البيت باستدعاء "الدفافات"، وهن نساء من أهل القرية مشتهرن بالغناء بواسطة الدف، كما يقوم أهل المنزل بتشغيل الأغانى المتعلقة بالحج وفى مقدمتها أغنية "رايحة فين يا حاجة" للفنانة فاطمة عيد، وأغنية "يا رايحين للنبى الغالى هنيالكم وعقبالى" للفنانة ليلى مراد، وأغنية "افتحى البوابة" للفنانة نعمة القنائية، وأغنية "خدونى معاكو يا زوار النبى" و"سالمة يا سلامة" للفنان جابر العزب.

الحاج عيد يرسم الحجيجات على الجدران
 

سيارات التوديع بالأعلام الخضراء

 
وفى صبيحة سفر الحجاج، يرتدى الحاج ملابس الإحرام، ويركب السيارة التى تقله إلى المطار، ويصاحبه إلى المطار مجموعة من السيارات يستقلها الأقارب والأصدقاء والأحبة، ويعلق فى مقدمة كل سيارة علم أخضر، ومكبرات صوت يشغل بواسطتها أغانى الحجيج، طوال الطريق، وصولاً إلى المطار.
 
 
وتستقبل هذه السيارات يعلوها الأعلام الخضراء، الحاج أثناء عودته من الأراضى المقدسة وقضاء فريضة حج بيت الله الحرام، وتطوف شوارع القرى أو المدينة التى يقيم فيها الحاج.

تهنئة من الحاج عيد رسام الجداريا
 

عودة الحاج وتوزيع "الجيلى والحلويات"

 
وعند عودة الحاج، تفتح الدواوين ومضيفات العائلات أبوابها للترحيب بالحاج يوم عودته من السفر، لتقديم التهنئة والمباركات، ويقوم بعض المناطق، بعمل "الجيلى" أو "الحلويات" وتوزيعها فى أطباق على الحضور من الرجال والسيدات.
 
 
 

الحاج عيد السلواوى أشهر من رسموا على الجدران
 
 

جدريات أخرى للحجاج
 
 

محافظ أسوان أثناء الإعلان عن قرعة حج هذا الموسم

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة