أكرم القصاص - علا الشافعي

دندراوى الهوارى

«محمد على إبراهيم» باع «مبارك» واستخبى 5 سنوات..والآن يهاجم السيسى

الأربعاء، 24 أغسطس 2016 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

«البعرور» تخلى عن مبارك واختبأ فى صومعة باردة.. وعاد الآن ليتطهر فوق مذبح «الإخوان»

 
محمد على إبراهيم التحق ببلاط صاحبة الجلالة من باب «الترجمة» الخلفى، وهبط على مقعد رئاسة تحرير جريدة الجمهورية ببراشوت «حلم فى المنام»، كان يتعبد فى محراب الرئيس الأسبق حسنى مبارك، ويسبح بحمده ونعمته، آناء الليل وأطراف النهار، مرتديا ملابس المناضلين الذين يدافعون بأرواحهم عن مبارك وأسرته، ضد جماعة الإخوان «المحظورة»- كما كان يطلق عليها حينها- ويحذر من مخاطرها الكارثية.
 
وإذا قررت عزيزى القارئ تكوين ملامح رئيسية عن شخصية محمد على إبراهيم، الشهير «بالبعرور»، مهنيا، اقرأوا له مقالا كتبه بخط يده فى نوفمبر عام 2007، على هامش اجتماع القمة بين مبارك والراحل عبدالله بن عبدالعزيز، فى المملكة العربية السعودية، وهو المقال الذى تسبب فى إلصاق لقب «البعرور» به طيلة حياته.
 
المقال ترك ما حدث فى لقاء القمة، وتحدث فقط عن أنواع الأكل «المحمر والمعمر» التى كانت تزخر بها الموائد الملكية من «الأوزى»- حسب وصفه- وهو الخروف الصغير، و«البعرور» وهو الجمل الصغير، بجانب مصطلحات من عينة أنه «ملأ التانك»، قاصدا معدته، وأن عقله يتوقف عن التفكير والإبداع عندما «يجوع»، وبعدها بذل جهدا خارقا للحصول على فنجان قهوة، أو شاى، لتعمير «الطاسة»، ولكن فشل، وهو ما أصابه بحالة من العصبية وعدم التركيز، وانقلاب شديد فى «المود»، وعندما استطاع أحد زملائه الحصول له على فنجان شاى، كانت الزيارة قد انتهت، وغادر مبارك وصحبته المملكة العربية السعودية متوجها للقاهرة، ما دفعه إلى ترك الشاى، وبمجرد وصوله لمطار القاهرة، أسرع إلى منزله، وشرب «براد شاى بحاله».
 
محمد على إبراهيم، الشهير «بالبعرور»، كل ما لفت نظره، وأثار اهتمامه، فى لقاء قمة كان الأهم والأبرز حينذاك، بين مبارك، وخادم الحرمين الملك عبدالله، هو أنواع المأكولات والمشروبات الفاخرة، وأنواع الشيكولاتة الملكية الرائعة، والمحمر والمشمر، والأوزى والبعرور، لملء «التانك»، والشاى والقهوة، لتعمير «الطاسة».
 
ولم يعنيه الحصول على تصريحات خاصة، وأهداف الزيارة، وما دار فى كواليس لقاء القمة الثنائى بعيدا عن العيون، كل ذلك لا يهم، المهم المحمر والمشمر، والأوزى الذى يتوسط الموائد الملكية، والبعرور الذى يسيطر على أركان الخيمة الرائعة.
 
لم تكن جريمة محمد على إبراهيم الذى بدأ حياته المهنية مترجما، ثم هبط ببراشوت «الأحلام فى المنام» على مقعد رئاسة تحرير الجمهورية، هى المأكولات والمشروبات على موائد الملوك والرؤساء، ولا بتعبده آناء الليل وأطراف النهار فى محراب «مبارك»، ولا فى شيطنة جماعة الإخوان الإرهابية، وقت أن كانت الجماعة تخرج على الناس فى ثياب الملائكة الأبيض والمجنح، ولكن جريمته الحقيقية، أنه خلع ثياب النضال عن مبارك «ولى نعمته» وتخلى عنه فى أحلك الظروف، عندما اندلعت ثورة 25 يناير التى تمكنت من إزاحة النظام بأكمله.
 
«استخبى» محمد على إبراهيم، وبنى لنفسه صومعة باردة، بعيدا عن العيون، وعاش حالة من الخوف والرعب على أن تتجه بوصلة انتقام النشطاء والثوريين وجماعة الإخوان الإرهابية، فى اتجاهه، وظل حبيس الصومعة الباردة، متجمدا، ومرتجفا، حتى اندلعت ثورة 30 يونيو، ووصول الرئيس عبدالفتاح السيسى للحكم.
 
حينها خرج محمد على إبراهيم، من صومعته، ليرتدى ثوب المعارض والمناضل، ويكتب كلاما لاذعا ضد نظام السيسى، فى ذات الصحف التى كان يهاجمها ويصفها بالمتآمرة، والتى تنفذ أجندات جهات معادية، والمصيبة والكارثة أنه بدأ يكتب مقالات فى صحف ومواقع «إخوانية»، ويوما بعد يوم استعر فى نقده، وبدأ يترحم على أيام «مبارك» ولحم «الأوزى والبعرور والمحمر والمشمر»، ولم يسأل نفسه سؤالا واحدا: لماذا تخليت عن مبارك وتركته يلقى مصيره على يد معارضيه ينكلون به أيما تنكيل ودخلت صومعتى الباردة؟
 
محمد على إبراهيم «بعرور»، تناول حبوب الشجاعة الآن بعد اختفاء 5 سنوات، وخرج علينا مرتديا ثوب المعارض ضد النظام، بعدما رفضت الرئاسة طلبه لقاء الرئيس السيسى، وبعدما حاول أن يكون من بين المدعوين لحضور لقاءات الرئيس، معتقدا أن هناك موائد للمأكولات تضم «الأوزى والبعرور والمحمر والمشمر» وكم يشتاق لمثل هذه الموائد دون أن يعلم أن مولد الموائد فض فى عهد السيسى.
 
محمد على إبراهيم، حاول أن يتطهر من تأييده لمبارك، ويا للعار، فإن محاولة تطهره كانت فوق مذبح الإخوان، ولذلك ننصحه نصيحة أمينة «من فضلك عد إلى صومعتك من جديد، لأن زمن «الأوزى والبعرور والمحمر والمشمر وملء التانك وتعمير الطاسة» انتهى ودون رجعة.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

مراقب

تلميذ سمير رجب

ولي نعمته الحقيقي هو سمير رجب، الذي جاء به ليضرب كفاءات كبيرة في جريدة المساء. ولا يتمتع باي كفاءة كمترجم او صحفي، كفاءته كانت في مجالات اخرى غير الصحافة .

عدد الردود 0

بواسطة:

عادل

اول مرة

اول مرة اوافق الاستاذ هواري علي مقاله اليوم وهذه النوعية من امثال محمد علي ابراهيم وعبدالناصر سلامه وممتاز القط يجب التركيز عليهم لانهم من كتاب الموائد

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود ابو ادم

محدش كان بيشوف من حضرتك مقاللات قبل وبعد 25 يناير لحد ماضربت ماسورة المقالات بعد 30 /6

عادى يعنى

عدد الردود 0

بواسطة:

دكتور عبدالباقي أبوزيد

"إذا لم تستحي فاصنع ما شئت"

فعلاً معك حق الأخ الفاضل الأستاذ دندراوي أمثال هؤلاء ينطبق عليهم "إذا لم تستحي فاصنع ما شئت".

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة