أكرم القصاص - علا الشافعي

طارق الخولى

عندما تفرق السبوبة فى حقوق الإنسان

الثلاثاء، 02 أغسطس 2016 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
العم سام وصبيانه يجيدون استثمار المواقف وخلق الأزمات إن اقتضى الأمر ذلك، فإن شهدت مصر تقاربا روسيا انفجرت الطائرة الروسية، وإن حدث تنامٍ فى التبادل الاقتصادى والعسكرى مع فرنسا سقطت الطائرة المصرية المقبلة من باريس لتتشرذم العلاقات، وإن تلقت مصر إعجابا إيطاليا فجرت القنصلية الإيطالية بالقاهرة، قضية قتل ريجينى وروجت قضيته حتى تصبح قيد المزايدة الوطنية، وتصل لحد استخدامها فى المتاجرة الانتخابية فى الداخل الإيطالى.

فعندما تفرق السبوبة فى حقوق الإنسان بين ريجينى وعادل حبيب المقتول بلندن ومحمد محمود رشدى المكتشف جثته بأحد صناديق النفايات بأمريكا وبها آثار تعذيب ومؤخرا محمد عبدالفتاح النجار المقتول فى دار رعاية بمدينة ايثن الألمانية، فيتضح لزاما أن منظمات المجتمع المدنى المشبوهة الممولة أمريكيًا وأوروبيًا التى أسست فى عهد مبارك لاسترضاء الأمريكان كانت أول مسمار فى صناعة نعش المؤامرة المستهدف أن يحمل جثث ملايين المصريين، لا قدر الله، فى إطار الاستراتيجية الأمريكية لاستخدام ما سموه فى دوائرهم بالحرب الذكية للسيطرة على الشرق الأوسط وإعادة تقسيمه دون استخدام آلة الحرب الأمريكية، وتكبد مليارات الدولارات.

فالتشويش على العقول وتبديل الحقائق والدفع نحو الميوعة الوطنية وتغذية التطرف الفكرى وإشعال الصراعات الدينية والمذهبية كل ذلك من صنائع أجهزة استخبارات قوى الهيمنة العالمية والإقليمية، حيث يقدم الاستعمار الجديد المؤامرة مغلفة بشعارات الحرية والديمقراطية فتتحول لمطلب ملح وحلم يداعب الشعوب المستهدف تقسيم بلدانها.

وفى ظل ما يحاك بالإقليم وما يراق فيه من بحور دماء يبزغ صراع عقيم بين دوائر النخب والإعلام والمهتمين بالشأن العام فى مصر حول وجود مؤامرة من عدمه، فيذهب المعادون لثورة 30 يونيو إلى نفى وجود أى مؤامرة، فمن وجهة نظرهم أنها مجرد ادعاءات الغرض منها إعادة إنتاج نظام ما قبل 25 يناير، وإرساء دولة ديكتاتورية بوليسية وتسبيب أى فشل فى الأداء العام بوجود مؤامرة داعمين موقفهم بالشكل البذىء وغير الأخلاقى لبعض المتناولين لحقائق المؤامرة، وفى طريقة عرض بعضهم التى تبعث على السخرية، وبالتالى سهولة التتفيه من الأمر من ناكرى المؤامرة فى حين أن المعادين لثورة 25 يناير، بشكل عام، دون تدارك عن عمد أو غفلة أنها ثورة سلبها الآخرون لينفذوا مرادهم فى تملك البلاد والعباد، وهو ما أسقطناه فى ثورة التصحيح فى 30 يونيو، حيث إن أبواقهم قد انصرفت واهتمامهم قد انصب على أن ينالوا بالتشويه من الحراك الشعبى فى 25 يناير فيتناولون المؤامرة التى تدور الآن التى هى حقيقة وواقع، بتقديمها للرأى العام فى إطار التركيز على النيل والانتقام من ثورة يناير.

فمصر كانت ومازالت فى قلب مرمى نيران هذه المخططات، وهو ما تؤكده تبعات سقوط الطائرة الروسية بسيناء والطائرة المصرية القادمة من باريس ومقتل ريجينى ومواقف دول الغرب التى تفضح المؤامرة دون أدنى مواربة، فخطر منظمات المجتمع المدنى المشبوهة «أهل السبوبة» مازال داهمًا وقائما فى تخريب العقول وفق خطة مخابراتية فى إضعاف الجبهة الداخلية.

وختامًا، فإن الروشتة فى المواجهة تستوجب عدم اتخاذ المؤامرة مبررًا للتعسف فى المماس بالحقوق والحريات من مُعادى ثورة يناير، بجانب الكف عن إنكار المؤامرة إلى الحد الذى يعينها ويقويها من مُعادى ثورة يونيو، وأن يسعى كل أطياف المجتمع نحو إرساء السلام الاجتماعى بعيدًا عن بؤر التطرف الفكرى لتقوية وتدعيم الجبهة الداخلية فهى حائط الصد المنيع فى مواجهة أى مؤامرة مهما كان حجمها وستظل هذه البلاد محمية ببركة خالقها ودعاء المصطفى لها وخطى المسيح عيسى على أرضها.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

ألشعب الاصيل

وأين حقوق الإنسان عندما يغرق في السبوبه

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

منوفى

بعيدا عن الحوادث وارتباطها بالعلاقات

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة