صوما مقبولا

إخوة الإسلام بعد أن وفقنا الله عز وجل لصيام رمضان ونحن نقبل ونحتفل بصيامنا ونفرح بفطرنا كما أخبر النبى صلى الله عليه وسلم «للصائم فرحتان إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقى ربه فرح بالصوم»، وفرحة الإفطار ليست لتناول الطعام والشراب، ولكن شكرا لنعمة الله عز وجل أنه جعلنا من عباده الذين صاموا لله عز وجل فى شهر الصيام.

الناس إذا ما أقبلوا على عيدهم ماذا يفعلون؟.. عليهم أن يعزموا عزمًا أكيدا على عدم الانتكاس فى العبادة وأن يسيروا على نفس سيرتهم، التى كانوا عليها فى شهر الصيام فى يوم العيد الذى نسأل الله عز وجل أن يكثر من أعياد المسلمين ليست فى العيدين «العيد الأصغر والأكبر»،ولكن فى كل أيامهم يحتفلون بشىء يكون نافعا للإسلام وهو طاعة الله عز وجل وامتثال أمر الله عز وجل فى كتابه وفى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

يبدأ الاحتفال بعيد الفطر بصلاة العيد التى ينبغى أن يحرص كل مسلم على أن يعجل بإخراج زكاة فطره قبل أن تنتهى هذه الصلاة حتى تكون صدقة مقبولة عند الله عز وجل، ثم بعد ذلك فى يوم العيد عليه أن يفرح؛ لأن الله عز وجل يريد أن يرى أثر النعمة على عباده والنعمة انتهت بعبادة الله عز وجل بالصيام، فلنعبر عن فرحتنا بخروجنا من هذه العبادة قبل أن نستعد لعبادة أخرى وهى مواصلة الطاعة والاستعداد لحج بيت الله الحرام لمن كتب له ذلك، وفى يوم العيد يجب على المسلم أن يزور أهله وأن يصل رحمه، وأن يهنئ جيرانه ومن يلقونه فى الطرقات وأن يظهر أنه خرج من عبادة وأنه فرحٌ بها متسامح مع الناس، راضيا بالقليل الذى يتلقاه منهم تحية أو صلة أو غير ذلك هذا يكون فى يوم العيد.

وفى يوم العيد لا يسن زيارة القبور ولا مظاهر الحزن التى يباشرها الناس فى يوم العيد فهو يوم فرحة يوم طعام وشراب، ولذلك حتى ينبغى للإنسان قبل أن يتوجه إلى صلاته أن يأكل شيئًا بخلاف عيد الأضحى فإنه لا يسن له حتى يعود من مصلاه وصلاته مع الناس وكل عام وأنتم بخير.

واحرصوا على الحصول على الجائزة فى هذا اليوم فهو يوم الجائزة، يوم الجائزة وهى مغفرة الله عز وجل، كما أخبر النبى صلى الله عليه وسلم فى أن يوم العيد يعطى الله عز وجل الصائمين جائزتهم، وجائزتهم هى مغفرة الذنوب.

نسأل الله عز وجل أن يغفر لنا كل الذنوب التى ارتكبناها فى حياتنا إن لم تكن قد غفرت فى أيام رمضان وليالى رمضان فيوم العيد بإذن الله، وكل عام وأنتم بخير، وأعاد الله علينا وعليكم أيامه بالخير واليمن والبركات.