أكرم القصاص - علا الشافعي

حنان شومان

«من 30 سنة» سيبقى بعد 30 سنة.. والحسنات يذهبن السيئات

الخميس، 21 يوليو 2016 06:19 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وكأن هناك اتفاقا دائما بين السينمائين على أن مواسم الأعياد هى مواسم الضحك والرقصات فلا شىء يعلو عليها أو يقترب منها سينمائياً، وقلما يحاول أن يزاحم الضحكات والرقص فيلم ذو طبيعة مختلفة جادة أو حتى يحمل أى ملامح مختلفة عن الاتفاق غير المكتوب، ولذا بدا فيلم من 30 سنة، رغم أن أفيشه يحمل أسماء نجوم كبار، إلا أنه بدا يتيماً يجاهد وحده لكى يثبت أن العيدية من الممكن أن ينفقها المصريون على أفلام بلا رقصة.

دخلت أشاهد هذا الفيلم مع مجموعة من الصديقات، ومع مرور الأحداث ذهبت كل واحدة منهن تلومنى أننى اصطحبتهم لفيلم مرعب وكئيب، وهن كن يبحثن عن حاجة خفيفة كما قلن لى، ولكن مع تتابع الأحداث تغيرت نبرة اللوم لنبرة ترقب، ثم مع نهاية الفيلم تحولت لنبرة شكر، لأنى أشرت عليهن بمشاهدة الفيلم. وهذا الموقف يؤكد ما قلته إن مشاهدى سينما العيد ليسوا كلهم جمهور صوفينار أو سعد الصغير.

من 30 سنة كتبه أيمن بهجت قمر وأخرجه عمرو عرفة، وكأن أيمن كاتباً يصالح الجمهور بفكرة وسيناريو مدهش بعد أن أغضب الكثيرين على مدى شهر رمضان بمسلسل قالوا عنه إنه جزء جديد لليالى الحلمية، ولأن الحسنات يذهبن السيئات، فقد استقبل الجمهور فيلم من 30 سنة باهتمام.

الفيلم يدور فى قالب تشويقى عن عائلة ورثت ثروة كبيرة، ثم كبرت العائلة وتشعبت حكاياتها وطوال الأحداث يشعر المشاهد أنه أمام فيلم رعب ومغامرات فحوادث الموت المتتالية لأفراد هذه العائلة، إضافة لديكور القصر الكبير الذى تدور فيه أغلب الأحداث يأخذك من يدك، ليؤكد لك كمشاهد أن هذا فيلم رعب، ولكن مع نهاية الأحداث حين تتصور أنك ملكت الحقيقة تكتشف تحول الأحداث وتفهم مغزى القتل والموت لكل أفراد الأسرة الطامعة فى الثروة رغم ثرائها وترثها أسرة أخرى فقيرة، ولكنها متحابة راضية بالفقر قبل الغنى، ولن أفسد متابعة مشاهد لم يرَ الفيلم.

الممثلون الذين شاركوا فى البطولة أحمد السقا الذى يقدم دورا مختلفا بعيداً عن الضابط الدور الأثير لديه نجح فى إقناع المشاهد، شريف منير كعادته حين يقدم دورا جيد الكتابة يبدع فيضيف قيمة على قيمة، منى زكى نجمة بالتأكيد، ولكنها فى هذا الدور هى ممثلة عظيمة وكأن مشاهدى الفيلم يرونها فى ثوب جديد يجمع بين الكوميديا والحزن، ولعل منى هى الأبرز فى الفيلم، لأنها لم تنسَ أن تمنح أصحاب العيدية الضحكات المحبوكة.

ميرفت أمين، من قال إن العمر يخصم من النجمات، فمرفت أمين بهذا الدور تثبت عكس تلك المقولة رجاء الجداوى، صلاح عبدالله، أحمد فؤاد سليم، محمود البزاوى، محمد مهران، نور وغيرهم كلهم كانوا اختيارا صحيحا وموفقا من المخرج، ولكنى سأتوقف عند جميلة عادل عوض تلك الموهوبة بالفطرة التى ظلمها الدور ولم تظلم هى نفسها بالعمل مع هذه المجموعة، فمن حقها أن تبحث عن فرصة تليق بموهبتها على الشاشة الذهبية.

من 30 سنة، كان فى أفلام مصرية حلوة كتير وأيضاً أفلام وحشة، و«من 30 سنة» أحد الأفلام التى قد تبقى أكثر كثيرا من 30 سنة.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة