أكرم القصاص - علا الشافعي

د. عباس شومان

ليلة القدر

الأربعاء، 29 يونيو 2016 06:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من الأمور التى أكرم الله عز وجل بها المسلمين ليلة القدر، والتى اختلف أقوال العلماء فيها كثيرا، حتى إن بعضهم لم يحصرها فى رمضان، وبعضهم جعلها متعددة تأتى أكثر من مرة فى العام الواحد، ولكن ما عليه أكثر العلماء أنها فى رمضان وأنها فى العشر الأواخر من رمضان وفى الليالى الفردية منه وبخاصة ليلة السابع والعشرين من رمضان ودون تفصيل فى أقوال العلماء. فليلة القدر ليلة الخير وليلة السعة وليلة ذات قدر عند الله عز وجل يكفى أن نعلم أن ليلة القدر هى ليلة نزول القرآن الكريم، الله عز وجل أنزله فى هذه الليلة إلى بيت العزة فى السماء الدنيا دفعة واحدة، ثم نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم متفرقا بعد ذلك فى مدة الرسالة كلها ليناسب مسايرة الأحداث، وفى احتفاء السماء لهذه الليلة جعلت لنا ليلة القدر نتصالح فيها مع الله عز وجل ومع الخلق، ومن كان يريد مصادفة ليلة القدر فلا يكفيه تحرى ليلة بعينها ولا تحرى الليالى الفردية ولا تحرى ليالى رمضان وإنما ليلة القدر تدرك بالإخلاص وبسلامة النية وبالتصافى وبالتصالح.

ليلة القدر لا يدركها عاق لوالديه ولا قاطع لرحمه ولا مدمن للخمر، هكذا أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن كان فيه خصلة من هذه الخصل المذمومة- ولا ينبغى أن تكون فى مسلم- فعليه أن يدعها حتى يكون من أهل ليلة القدر.

وإذا كان الإنسان متحريًا ليلة القدر فماذا عليه أن يفعل، فعليه أن يجتهد فى العبادة وأن يقوم ليالى رمضان، والقيام فى ليالى رمضان يكفى أن يشهد صلاة التراويح مع الجماعة ثم صلاة الفجر مع جماعة وبذلك يكون كمن قام الليل كله فإن تهجد فهذا حسن وإن تطوع بركعات إلى الله عز وجل فهذا أحسن، ويجتهد فى العبادة وبإذن الله يكون من أهلها. وليلة القدر ليلة يرسل الله عز وجل فيها الملائكة فتسيح فى الأرض تمر على المصلين وعلى الراكعين وعلى القائمين تسجل أسماءهم وترفعها إلى الله عز وجل وتشهد لهم عند رب العالمين ليكونوا من أهل ليلة القدر.

وليلة القدر من صادفها يحصل فيها من الثواب، ربما ما لا يحصل عليه فى عمره كله، وليلة القدر كما قال عنها رب العالمين ليلة خير من ألف شهر أكثر من عبادة ثلاثة وثمانين سنة، وهى تزيد على كثير من أعمار أمة محمد صلى الله عليه وسلم التى ما هى ما بين الستين والسبعين. فمن صادف هذه الليلة مرة واحدة فى حياته كفته، فما بالكم من يصادفها فى كل عام من أيام عمره! نسأل الله عز وجل أن نكون من هؤلاء وأن يتقبل منا خالص الأعمال والدعاء إنه على ما يشاء قدير وبالإجابة جدير.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة